“أوردو”.. “زاوية الجنة” على أرض تركيا

“زاوية الجنة”.. هكذا يعرّف السكان ولاية “أوردو” التركية المطلة على البحر الأسود، التي باتت وجهة جديدة للزائرين المحليين، ومحط أنظار السياح الأجانب نظراً لجمال طبيعتها الساحرة.

الولاية الساحلية تقع شرق منطقة البحر الأسود، أقصى الشمال التركي، ويعني اسمها باللغة التركية “الجيش”، فيما يطلق عليها أسماء أخرى لكل منها مدلوله الخاص، من قبيل “مدينة الأكسجين”، و”قلب الشمال”، و”أرض الهدوء”.

تتميّز أوردو بطبيعة فريدة تجمع بين جمال اللونين الأزرق والأخضر، حيث تلتقي مياه البحر الزرقاء، بخضرة جبال “جانيك” الممتدة على طول ساحلها.

كما تحتضن بين ثناياها هضابا خضراء، وشلالات باردة، وجداول تتسلل بين الجبال، وأنهار يتدفق ماؤها بهدير مهيب، وشواطئ سباحة نقية تحمل التصنيف العالمي “العلم الأزرق”، وبحيرات هادئة وسط غابات البلوط وبساتين البندق.

رحلة الوصول إلى أوردو سهلة ومتنوعة، سواءً عبر البر بواسطة الحافلات القادمة من مختلف المدن التركية، أو عبر البحر بواسطة السفن أو السفر جواً، حيث تم مؤخراً افتتاح مطار فوق ماء البحر، هو الأول من نوعه على مستوى أوروبا والثالث على مستوى العالم.

وتشتهر أوردو بأشجار البندق التي تكسو معظم جبالها، بينما تنتج نحو 40% من كمياته المنتجة على مستوى العالم، حسب ما يقول المسؤولون المحليون.

مؤهلات الولاية في استقبال السياح:

تقوم السلطات المختصة بعمل دؤوب، من أجل توفير مناخ يناسب الزوار ويوفر لهم جميع الخدمات المطلوبة.

وقد وضعت الولاية وبإشراف الوالي”عرفان بلقانلي أوغلو” خطة لجذب ومضاعفة أعداد السياح سنوياً.

وبهذا الصدد يقول بلقانلي أوغلو “نقوم بتهيئة الولاية لتكون مؤهلة لاستقبال مليون سائح سنوياً”.

“إن المقومات الأساسية المطلوبة للسياحة في أي منطقة هي المواصلات والخدمات الفندقية، وهذا ما تتمتع به أوردو، ونقوم بتطويره على الدوام”، يضيف بالقانلي أوغلو، في حديثه للأناضول.

“بالنسبة للمواصلات، فقد افتتحنا خلال العام الماضي (2015) مطار أوردو العائم، ليسهم في وصول السياح، كما يوجد مطار آخر في مدينة صامسون المجاورة، حيث يمكن للزائرين القدوم عبرهما، كما نقوم حالياً بأعمال تهيئة وتوسيع للشوارع داخل المدينة”.

وعن الخدمات الفندقية، يقول بلقانلي أوغلو، إن أوردو تتمتع بقدرة استيعابية جيدة من الغرف، وثمة فنادق ذات درجات مختلفة من 3 نجوم وحتى خمسة

وأشار والي أوردو في الوقت ذاته أن الولاية تشجع المستثمرين على إنشاء مزيد من الفنادق، وأنها جاهزة لتقديم تسهيلات كبيرة لهم بهذا المجال.

فعاليات الولاية وأنشطتها:

وعن الفعاليات والأنشطة التي تشهدها الولاية، أفاد “عزت غون دوغار” رئيس بلدية أيباستي (إحدى مدن الولاية)، بأن أوردو تستضيف العديد من المهرجانات والفعاليات الخاصة، أبرزها مهرجان البندق الذهبي، ورياضتي مصارعة الزيت، والقفز بالمظلات من المنحدرات الجبلية، إضافة لركوب الخيل.

وعن أهالي أوردو، أوضح “غون دوغار”، في حديثه للأناضول، أن “سكان منطقة البحر الأسود بشكل عام، مضيافون بطبعهم، وأهالي أوردو على وجه الخصوص يستقبلون الزوار بحفاوة بالغة”.

وبين أن أن الضيوف سواء كانوا من داخل البلاد أو خارجها سيشعرون بالترحاب الشديد وحرارة الاستقبال.

محطات تستوقف عشاق التاريخ والطبيعة:

تضم مدينة الكثير من المناطق السياحية التي تستوقف زوارها من محبي التاريخ وعشاق الطبيعة، ومن أبرزها:

– شبه جزيرة “ياصون بورنو”، الواقعة بمدينة “بيرشمبه”، ويمكن من خلالها مراقبة شروق الشمس وغروبها خلف الماء بشكل واضح طيلة 230 يوما من العام، كما تتميز في فصل الصيف بهوائها البارد المنعش.

– قلعة “كورول” الأثرية: تبعد 13 كيلومتراً عن مركز أوردو، وعلى ارتفاع 571 متر عن مستوى سطح البحر، حيث لها إطلالة على المدينة من جميع أطرافها.

وتعود القلعة إلى القرن الأول قبل الميلاد، وقد أنشأت في عهد الملك “ميتريداتس أوباتورديونيسوس”، ملك “مملكة بونتوس”، وتم العثور بداخلها على الكثير من المقتنيات والعملات المعدنية والأدوات والتماثيل التي تعود لذلك العصر.

ومنذ نحو أربعة سنوات، تواصل سلطات الولاية بالتعاون مع قسم علوم الآثار بـ”جامعة غازي” بأعمال الحفريات والتنقيب عن الآثار بداخلها، والتي أفضت إلى العثور على الكثير من الآثار، منها تماثيل وعملات ومقتنيات، وأبرزها تمثال الملكة “كبيلا” المنحوت من الرخام.

– هضبة “أيباستي”: تشكل لوحدها لوحة جمالية طبيعية. يوجد على سطحها نهر “مندريس” المتعرج، والذي يرسم لوحة فريدة من نوعها وسط خضرة تكسو الهضبة وتبعث الراحة والسكينة في النفس.

– الشلالات: يوجد في أوردو كثير من الشلالات التي تتراوح ارتفاعاتها من 35 متر وحتى 105 أمتار، ومن أشهرها شلالات “جيسالي”، و”كادنجيك”، و”أوهتاميش”، والتي يتوافد إليها المستجمون صيفاً للاستمتاع بمياهها الباردة.

– بحيرة “أولو”: تقع في مكان ساكن بين الجبال الخضراء، على بعد 17 كيلومتر عن مركز المدينة، تحتضنها أشجار البلوط واللينوس من جميع أطرافها.

– هضبة “بوز تَبَه”: وهي من أعلى الأماكن في أوردو، تعلو سطح البحر بـ 450 متراً، ويمكن من خلالها مشاهدة المدينة بأكلمها، حيث تبدو المباني والمرافق مثل لوحة فسيفساء.

ويمكن الوصول إلى الهضبة إماّ بواسطة سيارة، أو “التلفريك” (حافلة هوائية) ينطلق إليها من مركز المدينة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.