جداريات كنائس كابادوكيا تنبض بالحياة وسط أرض قاحلة

تضم منطقة كابادوكيا المشهورة بتشكيلاتها الصخرية الفريدة وسط تركيا، عددا من أشهر الكنائس المنحوتة في الصخر في العالم، تجذب حوالي مليون سائح سنويا لمشاهدة جدارياتها الجصية الملونة التي لا يزال الكثير منها يحتفظ بحيويته رغم مرور حوالي ألف عام على رسمها.

وتجتذب كنائس “قرانليك” و”توقالي” و”إلمالي” الاهتمام الأكبر، إذ أنها الأفضل حالا بين كنائس المنطقة، وتنبض جدارياتها المرسومة قبل عشرة قرون بالحيوية.
وتقع الكنائس ضمن متحف “غورمة” المفتوح، الذي لا يرى فيه الزائر بداية سوى تشكيلات صخرية مليئة بالفتحات وسط أرض قاحلة، إلا أنه بعد تسلّقه لتلك الفتحات، وعبوره أنفاقا في بعض الأحيان، يجد نفسه وجها لوجه أمام جداريات الكنائس الحافلة بالألوان.

تصور تلك اللوحات مشاهد عديدة، حيث تضم لوحات “النبي عيسى والسيدة مريم”، و”مولد عيسى” و”العشاء الأخير” و”القديس جرجس والتنين” وغيرها.

وقال مدير متحف نوشهير مراد غولياز، إن كنائس “قرانليك” و”توقالي” و”إلمالي”، تأتي في المركز الثالث في جذب السياح بين الأماكن التاريخية في تركيا، حيث يزورها ما معدله مليون سائح سنويا.

وأشار إلى أن تلك الكنائس تحمل أهمية للمسيحيين في العالم بسبب جدارياتها الجصية الفريدة، ولقيمتها الدينية التاريخية، حيث عاش في تلك المنطقة على سبيل المثال القديس بازل، الذي كان رئيسا للكنيسة النصرانية الأولى في الشرق.

ولفت غولياز إلى صعوبة الحفاظ على الجداريات الجصية في الكنائس، حيث أنها يمكن أن تتضرر حتى من أنفاس الزائرين، لذا يتم اتخاذ العديد من الإجراءات للحفاظ عليها.

وتتميز كنيسة “توقالي” باحتوائها على جدارية لا يوجد لها مثيل في العالم، تصور حياة عيسى عليه السلام منذ مولده حتى وفاته، كما أوضح غولياز.

وقال إن مليوني و150 ألف شخص زاروا الكنائس الثلاث العام الماضي، لافتا أن معظم الزائرين حتى عدة سنوات مضت كانوا يأتون من إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وأصبح الآن السياح القادمون من الشرق الأقصى وعلى رأسهم الصينيون يتصدرون الزائرين.

وتم ترميم كنيستي “إلمالي” و”قرانليك” خلال الأعوام الماضية، في حين تجري حاليا أعمال ترميم كنيسة “توقالي” بقيادة خبراء إيطاليين.

وقالت السائحة الأمريكية لورين ميلس (60 عاما)، إنها جاءت إلى تركيا بسبب شوقها لزيارة كابادوكيا، مضيفة أنها شعرت خلال مشاهدتها للجداريات التاريخية في الكنائس، كما لو أنها عادت لتعيش في ذلك العصر.

وأعرب السائح الهندي سوميت تشاويا (39 عاما) عن سعادته لمشاهدة الجداريات التي لا تزال محتفظة بجمالها رغم مرور كل تلك السنوات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.