رغم التحديات الإقليمية.. تركيا مركز جذب للاستثمارات الدولية في الطاقة

قال رئيس جمعية مستثمري الطاقة ذو رأس المال الأجنبي (مقرها إسطنبول)، ماريو ديَل، إن قرار شركات عالمية تعمل في الطاقة بمواصلة استثماراتها في تركيا بنفس الزخم يعد أهم مؤشر على ثقة المستثمرين بتركيا.

وأشار ديَل للأناضول، إلى أن تركيا قضت عام 2016 بمكافحة منظمتي فتح الله غولن وبي كا كا الإرهابيتين، وعملية درع الفرات في سوريا، لكن رغم هذه التطورات السلبية لا تزال تحظى بثقة المستثمرين.

وأضاف أن مكافحة تركيا لمنظمتي فتح الله غولن وبي كا كا الإرهابيتين، وقرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيس للولايات المتحدة، وضعف الليرة التركية أثّر سلبا على الاقتصاد التركي وبالتالي على قطاع الطاقة.

وأردف قائلا “رغم كل هذه التطورات السلبية، فإن قيام تركيا بتطبيع علاقاتها مع روسيا وإسرائيل واتخاذ المستثمرين الأجانب في تركيا قرارا بمواصلة استثماراتهم بنفس الزخم يظهر حجم الثقة بتركيا”.

ورحب ديَل بقرار أعضاء الجمعية بشأن مواصلة الاستثمار، مشيرا إلى أن قرار شركة إي دبليو إي (EWE) القابضة الألمانية زيادة اسثتماراتها، وإعلان شركة دونسكي كوموديتيس الدنماركية، يعد بين التطورات الإيجابية في قطاع الطاقة بتركيا خلال العام الماضي.

وشدد ديَل أن تركيا تعاني من إرهاصات محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز الماضي واستمرار الحرب في سوريا.

وذكر ديَل أن تطبيق الحكومة التركية للتعرفة المكفولة للكهرباء( ضمان شراء الدولة) الذي يتم انتاجها من الطاقة المتجددة، سيدعم الاستثمارات الجديدة في مجال الطاقة مقارنة مع عدد من الدول الأوروبية.

وأضاف أن الحوافز المطبقة وانخفاض معاملات البيروقراطية سينعكس ايجابا على القطاع في تركيا.

وأكد ديَل أن صناعيين ومستثمري الطاقة الأجانب يهتمون عن قرب بتركيا، مشيرا إلى أنها (تركيا) ستبقى قوة صاعدة في المنطقة رغم كل ما تشهده.

وأضاف “على عكس التحليلات السلبية التي تقدمها وسائل إعلام غربية حول تركيا، نرى دعم المصارف التركية لمستثمري قطاع الطاقة بشكل قوي”.

ونوه إلى أن أهم عامل يميز تركيا عن دول المنطقة هو اقتصادها الصاعد وامتلاكها شعبا فتيا وحيويا وتمتعها بموقع جيوسياسي مهم.

وأوضح ديَل أن مشاريع نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا مثل مشروع خط الغاز العابر للأناضول “تاناب”، وممر الغاز الجنوبي والسيل التركي، سيحول تركيا إلى بلد مركزي وممر مهم بالنسبة لمشاريع الطاقة في المنطقة.

وأضاف أن محطة تخزين الغاز المسال العائمة بإزمير ومراكز تخزين الغاز في البلاد، ستزيد من المنافسة في سوق الغاز بتركيا.

وبيّن ديَل أن تطبيع تركيا لعلاقاتها مع روسيا وإسرائيل لن يخلق مجالات عمل وفرص الاستثمار جديدة فحسب، بل سياعد تركيا في أن تصبح مركز طاقة مستدامة في المنطقة.

ويهدف مشروع “تاناب” الذي من المنتظر أن ينتهي في عام 2018، كمرحلة أولى، بنقل 16 مليار متر مكعب من الغاز من أذربيجان مروراً بجورجيا وتركيا، حيث سيتم بيع 6 مليارات منه للسوق التركي، وسينقل الـ10 مليارات المتبقية منها إلى اليونان، وألبانيا، وإيطاليا، ومنها إلى السوق الأوروبية.

يشار إلى أن مشروع ممر الغاز الجنوبي يهدف إلى نقل الغاز الأذري المستخرج من بحر قزوين، إلى أوروبا عبر تركيا.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا وروسيا وقعتا على مشروع “السيل التركي”، الذي تم الاتفاق عليه بين حكومتي البلدين، في 10 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وتتضمن الاتفاقية إنشاء خطي أنابيب، يتسعان لـ 15,75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، الأول سيكون مخصصا لتركيا، والثاني سيتم نقل الغاز الطبيعي الروسي عبره إلى أوروبا في حال تم الحصول على ضمانات في هذا الخصوص.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.