عالم تركي أصبح مرجعا عالميا في طب الأذن بسبب “سديلة أوجار”

استطاع الأخصائي التركي البارز في طب الأنف والأذن والحنجرة، البروفيسور الدكتور “جواد أوجار”، نشر ابتكاره الخاص بتكوين القناة السمعية الخارجية على نطاق واسع حول العالم، وبات يُستخدم في مراكز علاج دولية بإسمه.

وخلال حديثه للأناضول، شرح الأخصائي التركي أوجار، الذي عمل طبيبًا عسكريًا في مدينة إسطنبول، فوائد ابتكاره “أوجار فلابي” أو “سديلة أوجار” بالنسبة لمعالجة المرضى في إطار طب الأنف والأذن والحنجرة.

وقال أوجار إن الورمُ الكوليستيرولي (تجمُّعٌ غير طبيعي لخلايا جلديَّة في تجويف الأذن الوسطى) قد يؤدّي إلى ظهور مضاعفات مثل “الخراج الدماغي” و”شلل الوجه” و”اضطراب التوازن”.

وأشار إلى أن هناك عملية جراحية يُلجأ لها للحيلولة دون ظهور تلك المضاعفات، وهي تستدعي إخراج طبلة الأذن والأنسجة الموجودة خلفها بالكامل، لتتوسع القناة السمعية الخارجية بقدر حبة الجوز.

وأضاف: “هذا التوسع غير مرغوب فيه، لأن مظهره ليس جميلًا وحجمه الكبير يجذب انتباه الناس.. وتتسبب هذه العملية الجراحية بالدوخة خلال السباحة لدى الأشخاص الذين يخضعون لها، وقد تعرقل تركيب الأجهزة السمعية على القناة الخارجية”.

وبحسب الأخصائي التركي، فإن الأذن التي تخضع للعملية المذكورة تستدعي العناية مدى الحياة والارتباط التام بأطباء الأنف والأذن والحنجرة، ووضعت منذ 100 عام تقريبًا العديد من المواد لمعالجة هذه المشكلة.

وخلال الفترة المذكورة، استخدم الأطباء والمتخصصون موادًا متعددة من أجل تكوين شكل يملأ مكان الفجوة التي تظهر عقب العملية، ومنها الغضاريف والعظام والجلد والدهون والأنسجة العضلية والاصطناعية والسيراميك.

وتابع أوجار: “لهذه المواد بعض الفوائد لكنها قد تجلب معها مشاكل.. فالأنسجة المستخدمة في ملء فجوة الأذن تتعرض لرفض الجسم بعد فترة معينة، وقد تتسبب بالتهاب حاد في المحيط أو يصغر حجمها وقد تختفي لاحقًا”.

وانطلاقًا من هنا، نجح الأخصائي التركي في ابتكار طريقته (سديلة أوجار) لمعالجة هذه المشكلة وملء الفجوة التي تتشكل في القناة السمعية الخارجية عقب العملية الجراحية، وهي تشهد انتشارًا واسعًا على الصعيد الدولي منذ 20 عامًا.

وفي هذا السياق، أوضح أوجار: “استطعنا تكوين القناة السمعية الخارجية الأقرب إلى الوضع الطبيعي في مكان الفجوة المذكورة.. وأنا أول طبيب جرّاح يُطبق هذه السديلة المكونة من السمحاق وشظايا العظام الرقيقة الصغيرة”.

وأكّد أن الطريقة التي بدأ بابتكارها قبل نحو 20 عامًا، تركية محلية، وأنه استخدمها حتى الآن لمعالجة أكثر من 70 مريضًا بنسبة نجاح تامة ودون التعرض لأي مشاكل حتى الوقت الراهن.

وأوضح أوجار أن السديلة تتغذى بسهولة في مكان الفجوة لكونها مصنوعة من أنسجة المريض ذاته، لذلك يواصل المرضى – الذين يخضعون لطريقة العلاج هذه – حياتهم الطبيعية دون أي مشاكل في الأذن.

وفي عام 2006، حظي ابتكار “سديلة أوجار” باهتمام وإقبال كبيرين على خلفية نشره في مجلة “الأرشيف الأوروبي للأنف والأذن وأمراض الحنجرة”، وجرى اعتماده مرجعًا في الكتب خلال أعوام قليلة ليُدوّن في تاريخ هذا الاختصاص الطبي.

وباتت العديد من المراكز الدولية حول العالم تعتمد في الوقت الراهن “سديلة أوجار” في علاج المرضى، وقد استخدمها أحد الأطباء في جامعة “King George” الهندية لمعالجة 56 مريضًا.

كما أكد الأخضائي التركي أن أطباء العديد من المراكز الدولية يطلبون منه وثائق وتسجيلات مرئية عن العمليات التي يجريها على المرضى بطريقته الخاصة “التي تتمخض عنها نتائج رائعة وفريدة”.

وينتشر استخدام “سديلة أوجار” حاليًا بكثافة في جنوب شرق آسيا والصين والهند والمجتمعات ذات الوضع الإجتماعي والاقتصادي المتدني بسبب انتشار أمراض الأنف والأذن والحنجرة بشكل كبيرة هناك.

وتخرّج أوجار من أكاديمية غولهانة الطبية العسكرية في العاصمة التركية أنقرة، عام 1992، كأخصائي في طب الأنف والأذن والحنجرة، ثم عمل مشرفًا على مركز مختص بذلك في مستشفى دنيز بإسطنبول لنحو 5 أعوام.

المصدر : الاناضول .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.