“كبادوكيا” التركية.. مدن تخفي عظمتها في باطن الأرض

تعد منطقة “كبادوكيا” التاريخية في ولاية “نوشهر” وسط هضبة الأناضول التركية عنوانا يختصر عراقة المنطقة، وقدمها في التاريخ الإنساني، وتعكس مدنها تحت الأرض عظمة شعوب استوطنت فيها.
وعلى الرغم من سماح وزارة السياحة التركية بفتح 10 بالمئة فقط من المدن الغامضة تحت الأرض أمام السياح وأشهرها “دارن كويو” و”قايماقلي” و”تاتلارين”، إلا أن “كبادوكيا” تعد من أبرز المقاصد السياحية في البلاد، حيث استقبلت نحو مليون ونصف المليون سائح.
ربما تعجز صور الكاميرات، عن نقل عظمة المدن التي نحتها البشر على مر العصور في صخور “كبادوكيا”، في أعماق تحت الأرض وصلت لثمانية طوابق وتتسع لـ 30 ألف شخص.
ونحت البشر هذه المدن كملاجئ يأوون إليها في الغزوات والحروب التي كانوا يتعرضون لها، فهي تحوي دهاليز عميقة وطويلة، ومستودعات للطعام، وحظائر للحيوانات، أغلق العديد منها في وجه السياح لعدم الضياع في دهاليزها المتشعبة داخل الأرض.
وفي هذا السياق، قال مدير متحف “نو شهر”، مراد كولياز، للأناضول، إنَّ أولى المستوطنات البشرية تحت الأرض في منطقة “كبادوكيا” بدأت قبل 10 آلاف عام تقريبا.
وأضاف أن مدينتي “دارن كويو” و”قايماقلي” تحت الأرض، تأتي من بين أطلال المدن العشرة الأولى في تركيا، ويزورهما حوالي 500 ألف سائح محلي وأجنبي كل عام.
وكشف كولياز عن مشروع الواقع الافتراضي، الذي يعملون عليه من أجل تقريب السياح أكثر من حقيقة الحياة داخل المدن تحت الأرض، بواسطة نظارات ثلاثية الأبعاد.
وأوضح أنهم سينتهون من مشروعهم في 2018، وسيحقق جذبا أكبر للسياح وستكون مفاجأة كبيرة لهم، بحسب وصفه.
ومن بين المواقع التاريخية التي استقبلت السياح والزائرين في منطقة “كبادوكيا”، متاحف “غورمه” المفتوح، و”حاج ولي بكداش” و”أورغوب”، ومنطقة “زلوة”، وكنيسة الظلام، ومدينتي “أوزقوناق” و”قايماقلي” الواقعتان تحت الأرض، وكنيسة جاووشين، ومنزل حاج بكداش أتاتورك.
وبحسب المعطيات التي وصلت إليها الأناضول، فإن متحف “غورمه” المفتوح حظي باستقبال أكبر عدد من الزوار العام الماضي بلغ 510 آلاف و115 سائحًا.
أما وادي “قزل جوقور” فيعد من أشهر المناطق التاريخية لمشاهدة غروب الشمس واحتساء فنجان من القهوة التركية.
ويتجمع السُياح مساء كل يوم في مدخل الوادي الواقع في بلدة “أورطا حصار”، لمشاهدة انعكاس خيوط الشمس الأخيرة على ما يعرف بـ “مداخن الجنيات”، وغيرها من التكوينات الصخرية في الوادي.
ويلتقط السُياح أجمل الصور التذكارية في مقاعد خصصتها بلدية “أورطا حصار” لهم، ومكان مخصص لمشاهدة غروب الشمس، والاستمتاع بالمناظر الخلابة في الوادي.
وتوفر المناطيد الهوائية، التي تشكل معلما هاما في منطقة “كبادوكيا”، فرصة للسياح بالاستمتاع في مشاهدة المنطقة من السماء، مع شروق شمس كل يوم.
من جانب آخر، قال رئيس بلدية منطقة قايماقلي، إن “مدينة قايماقلي” تحت الأرض تستقبل مئات آلاف الزوار كل عام، مبينا أنهم يعملون على قدم وساق من أجل إضاءة المدينة.
يشار إلى أن صخور “كبادوكيا” الكلسية تشكلت من رماد وحمم نفثتها البراكين المحيطة بها، أما مداخن الجنيات أو ما يطلق عليها في الصحاري العربية “موائد الشيطان” فتشكلت بعوامل النحت والتعرية لترسم لها أشكالا غريبة ومدهشة.
واستغل البشر الطبيعة ليتخذوا من صخور “كبادوكيا” مساكن لهم.

المصدر :الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.