فرقة إنشاد تركية بلقانية مشتركة لليالي الأشهر المباركة

شكّل منشدون أتراك مع نظرائهم من مسلمي دول البلقان جوقة إنشاد دينية مشتركة، ستقدم أناشيد بعدة لغات في أمسيات الأشهرالثلاثة المباركة (رجب شعبان رمضان).

وتشكلت الجوفة الجديدة بتوصية من رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز، بحسب ما ذكره محمد كوجا، الدكتور في قسم الموسيقى الدينية التركية بكلية الإلهيات التابعة لجامعة أنقرة، في حديث أدلى به إلى مراسل الأناضول.

وأشار كوجا إلى اطلاعه خلال السنوات الخمس عشر الماضية على أنماط الموسيقى الإسلامية في دول البلقان وأناشيدها وأهم ميزاتها، من خلال الدروس والندوات التي قدمها في هذه الدول حول الموسيقى الصوفية والأناشيد الإسلامية.

ولفت الأكاديمي التركي إلى أنَّ الفرقة الجديدة تشكلت خلال فترة قصيرة بتوصية من رئيس الشؤون الدينية التركية، من أجل أداء الأناشيد والأذكار في الليالي المباركة لأشهر رجب وشعبان ورمضان.

وبين كوجا أنّ الجوقة تتألف من منشدين بارزين في كل من كوسوفو والبوسنة والهرسك ورومانيا وبلغاريا بالإضافة إلى 12 منشدا من تركيا، سيقدمون الأناشيد بعدة لغات في أمسيات تنظم في تركيا ودول البلقان.

وقال كوجا: “نريد أن نظهر للعالم أجمع وحدتنا وتعاضدنا، من خلال الأناشيد التي نقدمها، أول أمسية إنشادية أحييناها في جامع السلطان سليمان (إسطنبول) ، كانت أمسية جيدة ونلنا عليها الثناء والتقدير، وسنقدم الأفضل في المستقبل إن شاء الله”.

و أشار كوجا إلى أنهم يعتزمون تقديم برامج طيلة شهر رمضان بعد الإفطار، في عدة ولايات تركية، سيتم بثها على شاشة قناة “تي آر تي الدينية”، وستتضمن نماذج مختلفة من الأناشيد الدينية والصوفية وموسيقى الدراويش.

وأضاف الدكتور التركي أن “الموسيقى الدينية العثمانية لم يخفت بريقها في أي مكان من المناطق، التي كانت تحت الحكم العثماني، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، والوظيفة التي تقع على عاتقنا هي الحفاظ عليها وإدامتها”.

وأكد كوجا أن هدفهم من تأسيس هذه الفرقة إيصال رسالة للعالم عن الوحدة والأخوة القائمتين بين هذه الشعوب المسلمة، فضلًا عن مد جسور جديدة بين المسلمين.

تجدر الإشارة أنّ تركيا تتمتع بعدة أنماط للأناشيد الدينية تعود جذورها للطرق الصوفية في العصرين السلجوقي والعثماني، ومن أشهر الطرق الصوفية “المولوية” التي يرجعها أتباعها إلى الشيخ “جلال الدين الرومي” الملقب بـ “مولانا”.

وتتضمن هذه الطريقة العديد من الأناشيد الدينية من الأشعار التي ألفها الرومي، وفلسفة خاصة في الابتهال بدوران الدرويش حول نفسه.

وتعرفت دول البلقان على الأناشيد والدينية والطرق الصوفية بعد الفتح العثماني لتلك الدول أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، ومع مرور الوقت أخذت هذه الأناشيد طابعا مختلفا في كل دولة من دول البلقان تتناسق مع ثقافتها ولغتها.

وتتألف دول البلقان من 12 دولة هي ألبانيا، البوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا والجبل الأسود وكوسوفو ومقدونيا ورومانيا وصربيا وسلوفينيا وتركيا واليونان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.