تركيا.. مركز المقاومة في المنطقة

هل يتم محاولة تضييق مجال تركيا؟ وهل من الممكن أن تنتشر أزمة قطر لتمسّ تركيا؟ وهل من المحتمل أن تُتّهم تركيا بنفس تهمة دولة قطر وهي دعم تنظيم داعش رغم أنها الدولة الأكثر مقاومة ضد داعش؟

وهل بقي أي قيمة أو أي اعتبار للدول التي تقوم بتوجيه اتهامات دعم الإرهاب في الوقت الذي تقوم فيه بنفسها دعم تنظيم بي يي دي الإرهابي ذراع بي كا كا الإرهابية في سوريا؟ أمريكا التي أعلنت عن شراكتها من واشنطن مع تنظيم بي يي دي الإرهابي من أجل القضية السورية هل يوجد لها أي نية حول تأسيس جبهة شريرة ضد تركيا دون النظر إلى شرعيتها؟

أليس واضح أن القضية ليست بقضية إرهاب فحسب، بل هي قضية احتلال وتجزئة؟

بإمكاني أن أسرد لكم مئات من الاحتمالات المتوجهة من أمريكا وحلفائها إلى منطقتنا ، وعشرات من المفاهيم، وعدد غير محدود من المواقف السياسية التي بصراحة هي مجرد خرافات وتلفيقات، حيث أن مقاومة أمريكا للمجموعات الإرهابية خدعة، ومقاومتها لداعش كذبة، وقيامهم بضم تنظيم الـ بي كا كا إلى قائمة الإرهاب كذبة، واعتبارها لدولة تركيا شريكة استراتيجية أيضًا كذبة!

زيارة واحدة لترامب إلى الرياض ولّدت أزمة قطر، وجزّأت الوحدة الخليجية التي كانت على رأسها السعودية، حتى أوشكوا على احتلال قطر، لكن موقف تركيا أفشل عملية محاصرة قطر ، وهكذا تم إيقاف تفعيل الأزمة وقد تكون ليست بأزمة فحسب بل محاولة احتلالية.

لكن كلنا شهد للمرة الأخرى كيفية تغيير أمر واحد لمواقف دول بأكملها، ورأينا ماذا فعل أمر واحد صدر من واشنطن بأمراء النفط والثروات ، ترامب قام بعقد اتفاقية أسلحة بقيمة 12 مليار دولار مع قطر بعد عشرة أيام من تصريحه بأنها دولة “تدعم داعش”.

واسمحوا لي القول أن مصطلحات الديمقراطية والحرية ومقاومة الإرهاب والقيم والأخلاق كلها مجرد خدعات هدفها سلب الأموال وهي مجرد مفاهيم مزيفة صنعت فقط ليستمر نظام المافيا العالمي.

والجهة التي نفّذت حملة اتهام دولة تركيا “بدعمها لداعش” عن طريق حادثة شاحنات وكالة المخبارات الوطنية هي نفسها الجهة التي اتهمت قطر “بدعمها لداعش”، وتعتبر هذه الاتهامات بمثابة سوط أو أداة ابتزازية لهم يستعملونها بهدف إركاع من حولهم ، كما أنه يتم إعلان عداوة كل من يعارض هذه الاتهامات بل ويتم تضييق مجاله وصولًا إلى عزله.

هناك العديد من المؤامرات التي تُرسم ضدنا، لذلك علينا إعادة النظر حول حادثة شاحنات وكالة المخابرات الوطنية، ومراجعة فاعلها ومصدرها، والبحث عن الدولة الفاعلة، ومع من تعاونت منظمة غولن الإرهابية في تنفيذها، وعن هدف رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو من “مسيرات العدالة”، هل هي مسيرات بهدف إخفاء علاقاته السرية؟

إن رئيس الجمهورية أردوغان مستهدف من قبل القوات الدولية، هناك جبهة خطيرة وفعالة كانت وراء اغتيال ياسر عرفات، حيث أنها تستهدف القادة والدول والشعوب ومجالها واسع من محمد دحلان إلى الإمارات العربية المتحدة ومن أمريكا إلى الطغمة السيسي، ومن المخابرات الإسرائيلية إلى تنظيم الـ بي كا كا والـ بي يي دي، ومن السلطات الحرجة في أمريكا إلى حزب الشعب الجمهوري ومنظمة غولن الإرهابية.

وتعتبر تركيا الهدف الأساسي لتلك الجبهة، لأن تركيا هي القوة الوحيدة التي تحافظ على دول المنطقة، وهي الدولة الوحيدة التي تحمي وحدة شعوبها رغم طوائفهم ومذاهبهم، وهي الوحيدة التي تقف عكس الرياح، وإن سقطت هذه الدولة فلن تصمد أي دولة.

مع العلم أن محاولة 15 يوليو/ تموز ليست محاولة أخيرة، سوف نُبتلى بأشياء كثيرة، وسوف تستمر حرب الباطل والأجانب الاحتلاليين ضد الوطنيين الأحرار، لكن أكبر مقاومة هي هنا في تركيا، وتركيا هي الدولة التي تحمل أمانة حماية وحدة المنطقة.

لذلك المقاومة القاسية مستمرة..

أنا أتحدث عن مقاومة تاريخها يمتد إلى مئات السنين الماضية، فنحن نقاوم على هذه الأراضي منذ الحروب الصليبية إلى اليوم ، ولا تنسوا أن تركيا هي أكبر وأهم جبهة في هذه المقاومة.

يني شفق ـ إبراهيم قراغول

تعليق 1
  1. محمد المنصف الساااافي يقول

    اشاااطركم الراءي ،،،،،،،،،،،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.