نظرة المجتمع التركي للاتحاد الأوروبي تغيرت

قال خبراء أتراك إن نظرة المجتمع التركي للاتحاد الأوروبي “تغييرت” في الآونة الأخيرة.

الأكاديمية في قسم العلاقات الدولية بجامعة “توب” التركية، بيرغول دميرطاش، أوضحت  أن “العلاقات التركية الأوروبية مستمرة على كافة الأصعدة، رغم الأزمات السياسية التي شهدتها”.

ورأت أن “الرأي العام التركي تأثر بسبب التقلبات في العلاقات التركية والأوربية، والتحديات الأمنية في دول الجوار، والعلاقات مع أطراف أخرى”.

وأوضحت دميرطاش أن “بيانات مسح أجرتها عدة مؤسسات تركية وأوربية، أظهرت أن نسبة تأييد الأتراك للانضمام للاتحاد الأوروبي في منتصف العقد الماضي، بلغت نحو 70%، فيما تراجعت هذه النسبة إلى 42% في 2010، لترتفع مجددا في 2015 وتصل إلى 65%، ثم تراجعت العام الماضي إلى 46%”.

وأشارت إلى أن “حالة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ 2013، زاد من حجم تأييد الأتراك للاتحاد الأوروبي، لكن الأزمات التي شهدتها العلاقات بين تركيا والاتحاد مؤخرا، أعادت نسبة التأييد إلى ما دون 50%”.

ولفتت إلى أنه “في حال انضمت تركيا للاتحاد الأوروبي أم لم تنضم، ستستمر علاقة الاعتماد المتبادل بين الجانبين”.

وأضافت دميرطاش أن “تشكيل الأتراك أكبر المجتمعات الأجنبية في بلدان الاتحاد الأوروبي، سيحافظ على بقاء الروابط حيوية بين الجانبين”.

بدورها، قالت السكرتيرة العامة لوقف التنمية الاقتصادية، تشيغدام ناس، إنه “بغض النظر عن مناهضة الرأي العام التركي للاتحاد الأوروبي استنادا إلى أبعاد ثقافية وتاريخية، إلا أن تركيا أقرب أكثر إلى أوروبا بالنظر إلى مؤسساتها وأعرافها ومعاييرها”.

وأضافت: “إذا وجهت للشعب التركي سؤال حول رأيه بالانضمام للاتحاد الأوروبي، فإن الغالبية منه ستدعم الانضمام”.

واستدركت: “لكن ثقته بامكانية تحقيق ذلك تزحزحت إلى حد كبير”.

وتابعت أن “الشعب التركي يدعم عضوية الاتحاد الأوروبي، لكنه يعتقد أن ذلك لن يتحقق”.

ولفتت إلى أن “الاتحاد الأوروبي لا يتعامل مع تركيا بصدق”.

من جانبه، قال الأكاديمي في الجامعة التركية الألمانية، أنس بيراقلي، إن “الثقة بالاتحاد الأوروبي كانت مرتفعة لدى المجتمع التركي، خاصة خلال فترة الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد عام 2001”.

وأضاف أن “هذه الثقة بقيت مرتفعة حتى بداية مفاوضات العضوية عام 2005، قبل أن تبدء بالانخفاض بسبب مواقف فرنسا وألمانيا الرافضة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي”.

وأشار إلى أن “المواقف الأوروبية العدائية لتركيا، زاد من الجو العدائي للاتحاد الأوروبي في تركيا”.

ولفت إلى أن “الخطابات اليمينية المتطرفة حول عدم وجود مكان لدولة إسلامية في أوروبا، لعبت دورًا مؤثرًا في تغيّر الرأي العام التركي لجهة العدول عن تأييد الانضمام للاتحاد الأوروبي”.

ورأى بيراقلي أن “الشعب التركي فقد أمله بإيجابية الانضمام للاتحاد، فالقناعة السائدة حاليًا في المجتمع التركي هو أن بلاده لن تنال عضوية الاتحاد الأوروبي، فضلا عن القناعة بأن الاتحاد يفقد جاذبيته الاقتصادية”.

 الاناضول
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.