انتقالات اللاعبين.. تركيا تشعل لهيب “الميركاتو” الصيفي بفرنسا

منذ بدء فترة الانتقالات الصيفية، أو ما يعرف إعلاميا بـ “الميركاتو” الصيفي، حزم العديد من ألمع نجوم كرة القدم الفرنسية حقائبهم، للانضمام لأندية الدوري التركي الممتاز.

تسونامي من لاعبي الدوري الفرنسي يتدفّق على تركيا، لتشعل الأخيرة لهيب “الميركاتو” الصيفي، وتمنح الحدث هالة تاريخية لم تشهدها فترة انتقالات لاعبين من قبل، وفق مراقبين.

ماثيو فالبوينا (32 عاما)، لاعب وسط “أولمبيك ليون” الفرنسي كان أوّل من أعطى شارة انطلاق الميركاتو الصيفي، حيث غادر منذ 13 يونيو/ حزيران الماضي فريقه ليلتحق بنادي “فنربهتشه” التركي.

صفقة تشمل الموسم 2017- 2018، حسمها النادي التركي لصالحه مقابل 3.5 مليون يورو، ليحصل على اللاعب الذي يعتبر من أبرز لاعبي نادي “ليون” الفرنسي خلال الموسم الماضي، بـ 43 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 10 أهداف وصنع 8 أخرى.

فالبوينا حظي في اسطنبول باستقبال يليق بكبار اللاعبين، ويأمل أن يجد في المدينة نفس الإمتيازات التي كان يحظى بها في ليون عاصمة إقليم “رون” جنوب شرقي فرنسا، حيث كان يتقاضى أكثر من 400 ألف يورو شهريا.

“فنربهتشه” لم يكتف بـ “فالبوينا”، وإنّما قرر النادي التركي تسديد ضربة مزدوجة زلزل بها سوق اللاعبين الفرنسيين لهذا الصيف.

عقد ضخم بقيمة 4.5 مليون يورو حصل بمقتضاه الفريق على خدمات الجناح الأيسر لنادي”موناكو” الفرنسي، المغربي نبيل ضرار، لمدة 3 أعوام.

صفقة أعلن عنها الجانبان في يونيو/ حزيران الماضي، لتمنح ضرار تأشيرة الانضمام إلى النادي التركي، وتفسح المجال للأخير للاستفادة من براعة أداء اللاعب وخبرته الكروية الأوروبية.

نادي غلاطة سراي التركي قرر بدوره دخول “الميركاتو” الصيفي من أوسع أبوابه، معلنا تعاقده مع اثنين من نجوم الدوري الفرنسي.

غلاطة سراي الذي يعتبر ثاني أبرز الأندية التاريخية في إسطنبول مع كل من “فنربهتشه” و”بشكتاش”، أعلن أواخر يونيو/ حزيران الماضي، تعاقده مع مهاجم “سوانزي سيتي” الانجليزي، الفرنسي بافيتيمبي غوميس.

وقال النادي عبر موقعه الالكتروني، “تعاقدنا مع بافيتيمبي غوميس لمدة 3 مواسم، بعد الاتفاق معه على كافة التفاصيل المالية”.

ولئن لم يكشف الفريق التركي أو اللاعب الفرنسي عن قيمة الصفقة المبرمة بينهما، إلا أن بورصة إسطنبول نشرت التفاصيل المالية للعقد في عبر موقعها قالت فيه إنّ “غلاطة سراي سيدفع مليوني و500 ألف يورو إلى سوانزي سيتي، وسيتلقى اللاعب مبلغ 3 ملايين و350 ألف يورو عن كل موسم”.

وأضافت البورصة أن “اللاعب سيحصل على 200 ألف يورو في حال تتويج غلاطة سراي بالدوري المحلي، و5 آلاف يورو عن كل نقطة يحصل عليها فريقه في الدوري المحلي والمسابقات الأوروبية في حال مشاركته في المباراة”.

ساعات فقط إثر ذلك، تعالت من جديد الهتافات مرتفعة في مطار مصطفى أتاتورك الدولي باسطنبول، مرحبة بقدوم اللاعب المغربي الدولي يونس بلهندة.

أكثر من ألف من أنصار “غلاطة سراي” تنقّلوا خصيصا إلى المطار لاستقبال “أسد الأطلس” الذي جاء للتعاقد مع النادي التركي لمدة 4 أعوام.

وأوضح النادي التركي أنه دفع 8 ملايين يورو لـ “دينامو كييف الأوكراني” للحصول على خدمات بلهندة الذي لعب الموسم الماضي على سبيل الإعارة مع “نيس” الفرنسي، وساهم في احتلاله للمركز الثالث خلف جاره موناكو وباريس سان جرمان بطل الأعوام الـ 4 الماضية.

مبلغ يبدو أنه لا يطرح الاشكال نفسه بالنسبة للنادي التركي مقارنة مع فريق بلهندة الأصلي.

سوق الدوري الفرنسي التي فتحت أبوابها في 9 يونيو/ حزيران الماضي، لم تقصدها كبرى أندية العاصمة الاقتصادية التركية فحسب، وإنما شملت أندية مدن أخرى.

نادي “ملاطية سبور” أعلن أيضا، في يونيو/ حزيران الماضي، رسميا، تعاقده مع الدولي المغربي خالد بوطيّب لمدة موسمين، دون تقديم تفاصيل عن العرض المالي للصفقة.

المغربي دافع عن ألوان نادي “أجاكسيو” الفرنسي بين عامي 2014 و2016، قبل أن ينضمّ إلى “ستراسبورغ” لمدة موسم واحد، ليخوض، إثر ذلك، أولى تجاربه خارج فرنسا من بوابة “ملاطية” التركي.

“أنطاليا سبور” التركي أعلن بدوره، أواخر يونيو/ حزيران الماضي، تعاقده مع المهاجم الدولي، الفرنسي جيرمي مينيز بداية من الموسم المقبل 2017-2018، دون الكشف عن التفاصيل المالية للعقد.

وسبق أن خاض مينيز تجربة احترافية في فرق سوشو وموناكو وباريس سان جيرمان بفرنسا، إضافة إلى فريقي روما واي سي ميلان الإيطاليين.

وقال مينيز عقب توقيعه العقد مع النادي التركي: “الدوري الممتاز تعتبر بطولة شهيرة في أوروبا، ومستوى صعوبتها مرتفع للغاية”.

وأضاف، في تصريحات إعلامية، إنّ “الانتقالات القادمة من أوروبا الغربية، كما هو الحال بالنسبة لي، سيعزّز مستوى البطولة، وأتطلّع للعب في هذا النادي وفي هذه المدينة الساحرة”، في إشارة إلى أنطاليا الواقعة جنوب غربي تركيا.

“سحر” طبيعي يجذبهم، غير أن هؤلاء اللاعبين يجدون في تركيا، علاوة على الإطار المعيشي العام المحبّب إليهم، ظروفا ضريبية ملائمة بالنسبة لهم مقارنة بالمعايير المعمول بها في فرنسا.

فالضرائب المفروضة عليهم مسقوفة بحدّ 15 % في تركيا، بينما تحظى الأندية ذات الصلة بالجمعيات بضرائب مخفضة، علاوة على قدرة الأندية التركية على تقديم رواتب مجزية للاعبين.

حوافز معنوية ومادية منحت تركيا امتيازات اكتساح “الميركاتو” الصيفي للاعبي فرنسا، ما شجع العديد من نجوم كرة القدم في البلد الأخير على “هجرة” يبدو أن أدفاقها خالية، هذا العام، من كافة مؤشرات التوقّف.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.