سوريون وأتراك يتقاسمون رغيف الخبز في شانلي أورفة

يسعى الكثيرون من السوريين الذين اضطروا للجوء إلى تركيا هربًا من آلة القتل والدمار التي تعصف ببلادهم، لتأمين لقمة عيش أسرهم عبر التشارك مع الأتراك في فتح المحلات التجارية.

ومنذ بداية الأحداث الدامية في سوريا قبل نحو 6 أعوام، باتت غالبية الشعب السوري بحاجة إلى المساعدات، وفر أكثر من 3 ملايين من أبناء هذا البلد إلى تركيا التي وجدوا فيها الملاذ والمرتع الآمن.

ويقيم نحو 246 ألفًا من اللاجئين السوريين في تركيا، داخل مراكز الإيواء التي أنشأتها إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية، ويستفيدون فيها من الخدمات الطبية والتعليمية والمعيشية، بينما ينتشر الآخرون في عدد من الولايات التركية المختلفة، ويعتمدون بالدرجة الأولى على عملهم ومجهودهم لتوفير احتياجات أسرهم.

ورغم تجاهل المجتمع الدولي لأوضاع اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية، فإنّ تركيا بمؤسساتها الحكومية ومنظماتها المدنية، أنفقت قرابة 25 مليار دولار، لتضميد جراحهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.

وتأتي ولاية شانلي أورفة جنوب تركيا في مقدمة الولايات التي تحتضن أكبر عدد من اللاجئين السوريين.

ففي هذه الولاية يستمر الكثير من السوريين في مزاولة الأعمال التي كانوا يمارسونها في بلادهم قبل خروجهم منها، بينما يبذل البعض الآخر جهودًا في مجالات مختلفة غير عملهم الأساسي، لتأمين مستلزمات عائلاتهم.

وهناك الكثير من اللاجئين السوريين، أتقنوا اللغة التركية واستطاعوا الاندماج مع المجتمع التركي، وبدأوا بتأسيس أماكن عمل بالتشارك مع جيرانهم الأتراك.

ومن بين المجالات التي ينشط فيها اللاجئين السوريين في شانلي أورفة، قطاع المجوهرات، والمطاعم، ومراكز التسوق، والنسيج.

وعبر المحلات التي يتم تأسيسها ما بين السوريين والأتراك، يتم توفير العديد من فرص العمل للاجئين السوريين ولأبناء الولاية نفسها، حيث يعيشون سعادة تقاسم رغيف الخبز رغم اختلاف ألسنتهم.

وفي تصريح لمراسل الأناضول قال محمود مصطفى العيسى، وهو لاجيء سوري دخل شانلي أورفة قبل عام ونصف، قادما من محافظة الرقة، إنه فتح مصرفًا مع أحد الشركاء الأتراك في منطقة الأيوبية.

وأوضح العيسى أنّ السنوات الاخيرة على السوريين كانت مريرة في بلادهم، وأنهم وجدوا الأمان والاطمئنان في تركيا التي استوعبت اللاجئين السوريين دون أدنى تمييز عرقي أو مذهبي.

وتابع العيسى قائلًا: “في الفترة الأولى من قدومنا إلى تركيا شعرنا بنوع من القلق، لكن مع مرور الأيام بدأت أوضاعنا المعيشية تستقر، فمعظم السكان هنا يتكلمون العربية، ولم نعانِ في التواصل مع الإخوة الاتراك، ومنذ قرابة عام تشاركت مع أحد الاتراك “يوسف مرت”، وفتحنا محل لتجارة المجوهرات”.

من جانبه أكّد يوسف مرت، أنّ اللاجئين السوريين يساهمون بشكل كبير في إنعاش اقتصاد شانلي أورفة، عبر المحلات التي يفتحونها والأعمال التي يقومون بها في عدد من القطاعات والمجالات.

وأضاف مرت أنه لم يحدث أي خلاف بينه وبين شريكه السوري، وأنّ أمور الشراكة تسير على ما يرام.

وأردف مرت قائلًا: “شانلي أورفة فيها الكثير من رجال الأعمال السوريين، ويقومون بالاستثمار في العديد من المجالات، ويساهمون في إنعاش اقتصادنا، وبفضل المحلات والمنشأت التي تأسست مؤخرًا بالتشارك بين السوريين والاتراك، تمّ استخدام عدد كبير من الشباب العاطلين عن العمل”.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.