نسيم أونار .. عدّاء تركي يتحدى إعاقته ويحصد 30 ميدالية

لم تشكّل الإعاقة حائلا أمام العداء التركي نسيم أونار (23 عاما)، لتحقيق أحلامه، بل كانت دافعا له للتغلب على إعاقته بالمشاركة في فعاليات رياضية مختلفة حصد خلالها 30 ميدالية.

قبل 13 عاما، بينما كان يرعى أونار الماشية في ولاية ديار بكر (جنوب) دفعه فضول الطفولة لاستكشاف جسم حديدي على الأرض، محاولا كسره بحجر .. ليفاجأ بأنه لغم أرضي.

وانفجر اللغم بوجه أونار ليستفيق بعدها دون عينه وساقه اليمنتين.

أونار، لم يتقبل في البداية حالته الجسدية الجديدة وأن يوصف بكلمة “معوق” في قرية يكاد لا يوجد بها من لديه إعاقة في ريف ديار بكر.

وقال أونار في حديث من الأناضول: “الأوقات التي تلت الإصابة كانت صعبة، لم أكن أدري معنى كلمة معوق حينها، لعدم وجود معوّقين في قريتي، ولم ألتقِ بحياتي معوقا إطلاقا إلى ذلك الوقت”.

** تحدي الإعاقة

لم يستسلم أونار لإعاقته بل قرر بعد فترة من التغلب عليها بل وحقق ما يعجز الكثير من أقرانه الأصحاء من تحقيقه، وهو ممارسة ألعاب القوى.

وبدأ أونار مشواره مع الرياضة بالمشاركة في الماراثونات الشعبية بتركيا في مرحلته الدراسية الثانوية، ومسابقات الركض المدرسية بتوجيه من معلمي التربية الرياضية في المدرسة.

إلى جانب دراسته واصل أونار تدريباته الرياضية، والمشاركة في بطولات على المستويين التركي والأوروبي، حصد خلالها ثلاثين ميدالية مختلفة.

وتخرج أونار عام 2016 من المعهد العالي للتربية البدنية والرياضية بجامعة دجلة بولاية ديار بكر، لينتقل للعيش في ولاية قيصري وسط تركيا، لملاءمة أحوال الطقس فيها لممارسة الرياضة أكثر من ولاية ديار بكر.

وبإشراف مدربه، خضع العداء التركي لتدريبات مكثفة للمشاركة في ألعاب القوى الأوروبية للمعوقين في العاصمة الألمانية برلين، برعاية من نادي غلطة سراي ومديرية الشباب والرياضة بولاية قيصري.

وقال أونار: “بعد إعاقتي عانيت كثيرا، كنت دائما بحاجة لأحد الأشخاص من أجل حلّ أموري، لم استطع فعل كثير من الأمور بمفردي، مضى كثير من الوقت على هذه الحالة، واكتشفت أنّ الإعاقة هي بقائي مستسلما لها.
يتابع:اتخذت قرارا بالتغلب على هذا الوضع وفعل شيء لذاتي وعدم البقاء داخل جدران المنزل”.

** دعم الأسرة

وعن دعم أسرته قال: “قدمت عائلتي لي كل الدعم، قالوا لي بإمكانك تحقيق أي شيء، بمجرد التصميم لنيله، ومنذ ذلك الحين، استجبت لطلب والدي بمواصلة الدراسة، والمواظبة على الرياضة”.

وقال أونار: “إن اللغم سرق مني ذراعي وأطفأ النور في إحدى عيني، إلا أني لم أسمح له بأن يسرق مني أحلامي، ولن أسمح له بأن يكون حجر عثرة بيني وبين حلمي، أنا الآن أجري وأركض لتحقيق هدفي، وفي مشواري هذا حققت الكثير من النجاحات، رفعت علم بلادي في المحافل الرياضية”.

ويستعد أونار في المرحلة المقبلة للمشاركة في بطولات عالمية، هي البطولة الأوروبية لألعاب القوى للمعوقين عام 2018، ويطمح في تحقيق ذهبية في أولمبياد طوكيو 2020 باليابان.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.