سوف يأتي يوما ونجول فيه جميع بلاد المسلمين شارعا شارعا وبيتا بيتا

سننهض من جديد بفضل دعاء المظلومين وتوسلهم إلى الله. سنقول شيئًا جديدًا لهذا العصر بينما نتسلح بقوة جديدة غاية في التأثير بقدر قوتنا المسلحة وعقلية دولتنا ولغتنا السياسية وموقفنا الجغرافي ودورنا التاريخي البناء، بل ربما تكون تلك القوة أكثر تأثيرًا من كلّ هذه الأشياء.

سنكون صوت الفقراء والمساكين والمحتاجين والمشردين والمهجرين والضحايا. سنكون لسانهم ويدهم وقلبهم، سنكون صحتهم في وجه الإنسانية، سنكون اعتراضهم ولكماتهم بقدر ما سنكون نداء من أجل الرحمة، سنتعلم كيف ننظر إلى العالم بأعينهم.

سنحافظ بقدر استطاعتنا على الشرف والقيم الإنسانية في عصر يهتز فيه العالم وتسير فيه الإنسانية نحو حفرة عميقة وتصير فيه المذابح أمرا عاديا وتنقسم فيه الأمم وتتصارع فيما بينها وتحدث فيه المذابح الجمعية في سبيل السيطرة على المنابع.

سنكون أمة ودولة وجيشا للرحمة وهب نفسه من أجل البشرية بعض النظر عن اختلاف الدول والأمم والهويات المتعددة.

إن تركيا هي الحكومة والدولة الوحيدة في العالم التي تسعى لنجدة المظلومين والمستعضفين في مشارق الأرض ومغاربها بدولتها التي تفتح أذرع رحمتها وشعبها الطيب المحب للمشاركة ومنظماتها المدنية ومتطويعها المنتشرين في شتى بقاع المعمورة.

إن موجة الرحمة هذه المنتشرة في جميع أنحاء الأرض من صحاري إفريقيا وحتى الغابات المطيرة في آسيا، ومن شوارع الشرق الأوسط وحتى هضاب الهمالايا، ومن قلب أوروبا وحتى سواحل المحيط، ستشكل في القرن الحادي والعشرين موجة أقوى حتى من الخطاب السياسي، وهذه حقيقة لا جدال فيها.

سنكون ملجأ وخبزا وماء وأملا لمهجري سوريا، مضطهدي أراكان، فقراء إفريقيا، الأقليات المسلمة المحكوم عليها بالفناء. لن نسمح بنسيان أطفالنا الذين غرقوا في مياه البحر المتوسط ومدننا القديمة التي تحولت إلى أطلال، سننقل هذه الصورة جيلا بعد جيل.

سنواصل السير في طريقنا نحو الريادة في مجال خدمة الإنسانية بشكل قوي، أقوى من جميع من يثقون في أسلحتهم وغناهم وتحالفاتهم ونفطهم وقوتهم النووية، وسنتعلم كيف نطلق عصرا جديدا من الرحمة.

سنكون في أراكان وسوريا وسنجول بجميع بلاد المسلمين شارعا شارعا وبيتا بيتا رغم أنف من يقولون “ستتمركز الحرب في قلب الإسلام” ويروجون لفكرة “جعل جميع الحدود الإسلامية دامية” ويهاجمون دولنا ومدننا وشوارعنا وعقولنا من أجل تقسيمها.

سيأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه كيف أن جغرافيا الرحمة التي تتمتع بها تركيا واسعة ومترامية الأطراف وقوية، وأن هناك شراكة سرية يجري التأسيس لها في الخفاء، وأن حركة الرحمة الكبرى تحولت إلى إرادة مشتركة عابرة للقارات.

سنرى…

ابراهيم قراغول – يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.