خبير أمريكي: مصير إقليم شمال العراق في يد تركيا

قال السفير الأمريكي السابق لدى العاصمة الأذرية باكو، ماثيو بريزا، إنّ إدارة إقليم شمال العراق، لا تملك منفذاً آخرًا غير تركيا لتصدير وبيع نفطها، وذلك في تعليقه على التطورات التي أعقبت الاستفتاء الباطل الذي أجراه الإقليم أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، للانفصال عن العراق.

وأعرب “بريزا” الذي يشغل حالياً منصب عضو وخبير في إدارة شركة “توركاس” التركية للبترول، عن اعتقاده بأنّ تركيا ستستخدم أوراقها بشكل فعلي عقب تهدئة الأوضاع وانتهاء المناقشات حول الاستفتاء الباطل.

وأضاف أنّ “أنقرة ستكون الطرف الرابح في هذه الأزمة، لا سيما أنّ القيادة السياسية بتركيا تُدرك جيداً أنّ مصير اقتصاد الإقليم، مرتبط بها، وهذا الأمر يعزز من قوة الموقف التركي من الاستفتاء”.

تجدر الإشارة أن أنقرة أعربت مراراً عن رفضها للاستفتاء، وأعلنت على لسان عدد من مسؤوليها بأن الاستفتاء “سيعرّض مستقبل الأكراد في العراق للخطر، وستكون له نتيجة سلبية جدا”.

وأشار بريزا أنّ إجراء الاستفتاء في الإقليم تزامن مع التطورات المتتالية الحاصلة في سوريا والعراق، خاصة فيما يخص مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي.

ولفت إلى أنّ تبني القوات الكردية أدواراً مهمة في مكافحة تنظيم “داعش” بالمنطقة، كان له تأثير قوي في المرحلة التي انتهت بالاستفتاء.

وتابع “إجراء رئيس إقليم شمال العراق مسعود بارزاني، للاستفتاء بهذا التوقيت بالذات، كان بمثابة خطوة استباقية، لأنه كان يعلم أنّه لو تأخر في ذلك، فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية ستمارس ضغوطاً على إدارته لإلغائه”.

وأردف في ذات السياق قائلًا “بفضل الاستثمارات الموجودة في محافظة كركوك، يستمر إنتاج النفط في هذه المدينة، وأنا على ثقة بأنّ العلاقات بين تركيا وإدارة الاقليم، ستعود إلى سابق عهدها عاجلاً أم آجلاً، وأعتقد بأنّ تصدير منتجات كركوك النفطية سيستمر عبر تركيا”.

وأوضح بريزا أنّ “النفط المُنتج في إقليم شمال العراق، له تأثير ضعيف على أسواق النفط العالمية التي لم تتأثر كثيراً من التصعيد الذي حصل بين إدارة الإقليم وتركيا، وهذه الأزمة أدّت إلى ارتفاع بسيط في أسعار النفط”.

ولفت أنّ النفط الموجود في المناطق الخاضعة لإدارة الإقليم، لا تلبّي إلّا نسبة ضئيلة من الطلب العالمي، موضحًا أنّ العالم يستهلك يومياً نحو 100 مليون برميل، وأنّ النفط المصدر من شمال العراق لا يعادل واحد بالمائة من هذه الكمية.

وبالمقابل قال الخبير الأمريكي، إنّ تصدير نفط الإقليم إلى الأسواق العالمية عبر الأراضي التركية، يستحوذ على أهمية بالغة من حيث تحسين علاقات التعاون بين أنقرة وبغداد وإدارة الإقليم على المدى البعيد.

وفيما يخص مواقف الدول الإقليمية من الاستفتاء، قال بريزا إنّ كل دولة أبدت موقفها من الاستفتاء بما يتناسب مع مصالحها.

واستطرد قائلاً “في القانون الدولي، وحدة الأراضي تعتبر من المبادئ الأساسية، لأن الدول تعمل من أجل حماية أنفسها والحفاظ على بقائها”.

وتابع في هذا السياق قائلاً “على المدى البعيد، تركيا ستحافظ على قوتها الاستراتيجية، لأنّ الموقع الجغرافي لتركيا يجعلها من أهم بلدان المنطقة من ناحية تصدير المنتجات النفطية وتجارة الطاقة”.

وفي خطوة تعارضها قوى إقليمية ودولية، والحكومة المركزية في بغداد، أجرى إقليم شمال العراق، يوم 25 سبتمبر الماضي استفتاءً على الانفصال عن العراق، وسط تصاعد التوتر مع الحكومة المركزية.

 الاناضول
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.