“أفس”.. حاضرة رومانية في تركيا تستقبل مليون زائر سنويا

تستقطب مدينة “أفس” التاريخية غربي تركيا، مليون زائر محلي وأجنبي في المتوسط سنويا، لرؤية آثارها العائدة إلى العصر الروماني، لا سيما مسرحها الأثري ومكتبتها وأعمدتها المزخرفة.

ويعود تاريخ تأسيس المدينة الواقعة في ولاية إزمير حاليا إلى العصر الحجري الحديث (6 آلاف قبل الميلاد).

ويقصد السياح الأجانب المدينة التي كانت عاصمة الشطر الآسيوي في الإمبراطورية الرومانية بشكل منتظم منذ عشرينيات القرن الماضي، غير أن الزيارات الفردية بدأت قبل ذلك.

وفي تصريح للأناضول، قال مدير متحف أفس جنكيز طوبال، إن المدينة شهدت ازدهارا كبيرا بين القرنين الثالث والخامس قبل الميلاد؛ حيث وصل عدد سكانها إلى قرابة 200 ألف نسمة.

ولفت طوبال إلى أن المدينة المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تحمل أهمية خاصة للمسيحيين، فضلا عن كونها مركزا إداريا وميناء هاما.

وأوضح أن أولى الحفريات الأثرية في “أفس” جرت في ستينيات القرن التاسع عشر، وتوقفت فترة لأسباب مختلفة.

وأفاد بأن تلك الحفريات استؤنفت أواخر القرن التاسع عشر بمبادرة من المعهد الأثري النمساوي.

وأشار إلى أن ورود ذكر “أفس” وشعبها في الإنجيل زاد إقبال السياح عليها.

واعتبر طوبال أن أفس تعد من أولى الوجهات السياحية على صعيد تركيا والعالم؛ إذ تظهر الوثائق بناء أول فندق لاستقبال السياح عام 1973 في قضاء سلجوق حيث تقع المدينة الأثرية.

ونوه مدير متحف أفس إلى أن المدينة تستقطب سنويا نحو مليون زائر تقريبا.

** أفس بعيون السياح

الزوجان البوسنيان نيازي وتوركانا فوكسانوفيج، القادمان من ألمانيا، من بين من قادهم الشغف لزيارة “أفس”.

وعن ذلك، قال الزوجان، للأناضول، إنهما شاهدا “أفس” على شاشة التلفاز، واطلعا على صورها، وبعد المجئ إليها مع أصدقائهما لقضاء العطلة، تأكد صدق حدسهما بأن المدينة جديرة بالزيارة.

وأكدا للأناضول أنهما من خلال زيارتهما الحالية، سيطلعان أكثر على تاريخ المدينة، ويستمتعان برؤية جمالها، وسينصحون أصدقاءهما بزيارتها بعد عودتهما إلى ألمانيا.

أما السائح الهندي أكشاي كولفالكار، فأوضح أنه سبق أن شاهد صور “أفس” على الإنترنت، وكان يعلم أنها من أجمل المدن الأثرية التي ينبغي رؤيتها.

ونوه للأناضول بأن كل مكان في “أفس” يحمل أهمية خاصة، لا سيما مكتبتها ومسرحها الأثري، فضلا عن منازلها ذات التصاميم المتميزة.

وأردف: “نرى هنا آثار الحياة اليومية التي كانت سائدة قبل آلاف الأعوام”.

ولفت كولفالكار إلى أن التصاوير الجصية والبقايا الأثرية صامدة في “أفس” بشكل جيد إلى يومنا هذا.

بدورها، قالت السائحة البريطانية، أوما أرفور، القادمة مع أسرتها، إن معلوماتها حول “أفس” كانت تقتصر على المعطيات الواردة في الإنجيل.

وشددت أرفور، للأناضول، على إعجابها بجمال المدينة الأثرية، لا سيما مكتبة جلسوس التي ما زالت صامدة.

ولفتت إلى أنها سمعت شائعات في المملكة المتحدة حول “عدم توافر الأمان في تركيا”، إلا أنها لم تلمس أي مشكلة أمنية على أرض الواقع خلال زيارتها، وأشادت بحسن الاستقبال والضيافة.

الأناضول


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.