أتراك يمارسون “الجيريت” على صهوات خيولهم فوق الثلوج

غير آبهين ببرودة الطقس، وفوق غطاء من الثلج الأبيض، يصر مواطنون في ولاية قارص شرقي تركيا على ممارسة رياضة “الجيريت” أو ما يطلق عليها اسم “لعبة الحرب على صهوة الخيول”.

و”الجيريت” رياضة ورثها الأتراك عن أجدادهم الذين قدموا إلى الأناضول من آسيا الوسطى (تركستان) في القرن الحادي عشر الميلادي، وباتت هوسًا لا يمكن التخلي عنه من قبل الشباب وكبار السن في القرى التابعة لقضاء “سليم” في ولاية قارص.

ورغم انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 12 درجة مئوية تحت الصفر، يتجمع محبو الجيريت في ساعات الصباح الباكر بحقل تغطيه الثلوج في قرية “ككج” في القضاء، لممارسة رياضتهم المفضلة.

ومع انطلاق اللعبة يقوم الشباب وكبار السن باستعراضات فوق صهوات خيولهم، في مشاهد مميزة تعود بمتابعيها إلى الماضي البعيد.

وأوضح طاهر يلدريم (71 عامًا)، للصحفيين، أنه غادر قريته “هاسبي” في القضاء قبل 40 عامًا إلى جمهورية شمال قبرص التركية، إلا أنه عاد الآن لممارسة رياضة الجيريت التي قال إنها عشقه.

وأشار إلى أنه لعب الجيريت لسنوات طوال خلال فترة شبابه، مضيفًا: “في شبابنا كنا نمارس الجيريت أحيانًا فوق الثلوج أيضًا، لكنني كبرت الآن، ومع هذا جئت من قبرص التركية إلى قريتي لمشاهدة رياضة الأجداد”.

من جانبه، قال اللاعب محمد أكينجي: “من أجل إحياء رياضة أجدادنا ونقلها للأجيال القادمة، لا نأبه البرد والثلوج، ونلعب الجيريت الرائعة سويًا مع الأصدقاء”.

بدورها، لفتت اللاعبة بشرى بايام إلى أنها أعجبت كثيرًا بلعبة الجيريت، مبينًة أنها امتطت أحد الخيول وقامت بجولة بعد انتهاء اللعبة.

تجدر الإشارة إلى أن لاعبي الجيريت ينقسمون إلى فريقين، يدخلان إلى الساحة على وقع الطبول، ويقفان في صفين متقابلين.

وفيما بعد يتقدم أحد فرسان الفريق الأول، ويصيح على أحد فرسان الفريق الثاني، فيخرج الفارس المعني، وبعد أداء حركات فروسية لا تنقصها الخيلاء، يلقي فارس الفريق الثاني رمحا يسمى “جيريت” باتجاه فارس الفريق الأول الذي يقف على بعد نحو 30 مترًا.

يسارع فارس الفريق الأول بتوجيه فرسه والعدو بعيدًا لتفادي الرمح، فيتبعه فارس الفريق الثاني، وبعدها يتبعهما فرسان الفريقين، بهدف أن يُخرج أحدهم الآخر، عن طريق إصابته بضربة الرمح.

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.