السلطان عبد الحميد الثاني حزين في قبره

تركيا الان 

إن مجرد حديث رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب عن عزمه نقل سفارة بلاده في دولة الاحتلال الإسرائيل من “تل أبيب” إلى مدينة القدس الشريف، والاعتراف بالأخيرة عاصمةً لهذه الدولة التي زرعت زورًا وبهتانًا في أرض فلسطين.

لم يتمكنوا من زراعة هذه الدولة الخبيثة في أرضنا أرض فلسطين إلا بعد تمكنهم من التآمر على خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى، فهم كانوا يدركون حق الإدراك أن “إسرائيل” لن تكون إلا بعد التخلص من هذا الشخص العملاق الذي تحدى الحركة الصهيونية حتى آخر نفس في حياته.

مع الأسف نجحوا في ذاك الزمان بمساعدة مجموعة من الخونة الذين ينتمون لكل الأعراق والتوجهات، وتم إسقاط السلطان المظلوم ومن ثم أقيمت “إسرائيل” وتغذت حتى يومنا هذا على دماء الأطفال والنساء والشيوخ.

لن نستطيع اليوم مواجهة هذا التوجه الأمريكي الخطير إلا حال وجد في أمتنا قائد كالسلطان عبد الحميد الثاني وحمه الله، إلى جانب بطانة صالحة وأخوة يؤازرونه في القول والعمل، وإلا فإن حال أمتنا سيبقى كما هو عليه ممزقا متشرذما يقتل بعضنا بعضا و”إسرائيل” تعيش الأمن والأمان.

حال يُحزن السلطان عبد الحميد الثاني في قبره، يؤلمه ويبكيه وحاله يقول :”لا تسمحوا لهم بالنجاح هذه المرة كما نجحوا ضدي في الماضي… أوصيكم بهبة واحدة كبيرة جدية حقيقية لنصرة حبيبتي ومعشوقتي القدس… لا تُحزنوني أكثر على واقع فلسطين والقدس، توحدوا واعملوا كجسد واحد لمواجهة الغطرسة الجديدة”.

لو أن أمريكا تقيم اعتبارًا لأمتنا لما تجرأ هذا “الرئيس” على مجرد الحديث عن نيته بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني، وعدم إقامة هذا الاعتبار لم يأت من فراغ بل أتى بسبب مناكفاتنا وصراعاتنا بين بعضنا البعض، وبعدننا عن تعاليم ديننا… نعم نحن بعيدون كل البعد عن إسلامنا.

على تركيا اليوم – وريثة السلطان عبد الحميد الثاني – أن تتخذ موقفا كبيرا وحازما وواضحا وعمليا ضد الخطوة الأمريكية هذه التي تريد إشعال النار لصالح “إسرائيل”.

وليس تركيا وحدها، بل على العالم الإسلامي التحرك الفوري على كل الصعد وبشكل جدي وعملي ضد أمريكا، ولا أحد يلقي باللوم على أصحاب القرار والسلطة… بل قم واعمل اليوم لنصرة القدس وإلا ستكون غدا تحت أقدام الأرذال وتحت رحمة الفجار.

السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله حزين اليوم في قبره على واقع أمتنا… ازداد حزنه على القدس وواقعها، وينتظر منا قولا وعملا يفرحه حيث هو.

بقلم الصحفي: حمزة تكين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.