لماذا تشكل عفرين تهديداً على تركيا؟

يحتل تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي، 65% من الحدود السورية المحاذية للحدود التركية، وبات يمثل تهديداً أمنياً كبيراً لتركيا.

وتشكل أوكار التنظيم في مدينة عفرين بريف محافظة حلب الشمالي تهديداً على كل من الولايات التركية المحاذية لسوريا، و”مناطق خفض التوتر” في محافظة إدلب السورية (شمال غرب).

وتشكل عفرين، المدعومة أمريكيا، منفذا لوصول التنظيم الإرهابي إلى البحر المتوسط، وتعتبر من أكبر الأقضية في أقصى شمال غربي سوريا، وتحاذي ولايتي هطاي وكليس التركيتين، وتنفتح على جبال الأمانوس في هطاي.

وهي من أكثر المناطق التي يتواجد فيها إرهابيو تنظيم “ب ي د” الإرهابي، الذراع السورية لتنظيم “بي كا كا” الإرهابي، حيث ازدادت قوة التنظيم في عفرين مع دعمه تكتيكيا من جانب نظام بشار الأسد وروسيا، وبفضل المساعدات الأمريكية فيما بعد.

وتقع معظم ولاية هطاي وكامل مركز مدينة كليس التركية في مرمى نيران تنظيم “ب ي د” الإرهابي، بسبب سيطرته على مناطق مرتفعة في الجانب السوري لامتداد جبال الأمانوس.

وتواصل عناصر التنظيم التسلل إلى داخل الأراضي التركية عبر جبال الأمانوس، ويدعمون الهجمات الإرهابية داخل تركيا بالعناصر البشرية والأسلحة والذخائر.

وتشهد ولايتا هطاي وكليس من آن إلى آخر قصفا وهجمات مسلحة يتم شنها من مناطق سيطرة التنظيم.

وقالت مصادر أمنية تركية، إن من بين الأسلحة التي ينقلها التنظيم بتسلل عناصره عبر جبال الأمانوس: قاذفات صواريخ، وقاذفات مضادة للدروع، وأسحلة دوشكا، وبنادق أوتوماتيكية، وكلاشنكوف، وبنادق من طراز” إم 16″ أمريكية الصنع، ومضادات طائرات.

كما يشكل التنظيم تهديداً على المناطق المحررة من “داعش” في إطار عملية “درع الفرات”، التي دعمها الجيش التركي، شمالي سوريا، العام الماضي، حيث حاول التنظيم قبيل انطلاق العملية، التوسع في هذا المناطق، بدعم من روسيا والنظام السوري.

وفي يونيو/ حزيران 2015، سيطر تنظيم “ب ي د” الإرهابي، بدعم جوي أمريكي، على مدينة تل أبيض والقرى التركمانية والعربية الواقعة بين مدينتي الحسكة وعين العرب، وارتكب عمليات تطهير عرقي بحق السكان المحليين، إضافة إلى تهجير الكثيرن منهم.

كما سيطر الإرهابيون، الذين خرجوا من عفرين، على منطقة تل رفعت ومحيطها، بعد أن كانت تحت سيطرة المعارضة السورية.

وبشكل مكثف، يواصل “ب ي د” هجماته بالأسحلة الثقيلة على المدنيين وقوات المعارضة السورية في مدينة إعزاز قرب عفرين، ما أسقط عددا كبيرا من القتلى بين المدنيين خلال الأشهر القليلة الماضية.

ويحاول التنظيم الإرهابي السيطرة على المناطق المحررة في إطار عملية “درع الفرات”، بهدف ربط مناطق سيطرته الواقعة شرق نهر الفرات لتشكل حزاما إرهابيا له، ومن ثم ربطه بالبحر المتوسط.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأيام الأخيرة من عملية وشيكة تستهدف عفرين بعد أن قالت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إنها تعمل مع ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” لتشكيل قوة حدودية شمالي سوريا جديدة قوامها 30 ألف فرد.

ويمثل مسلحو “ب ي د” الإرهابي، العمود الفقري لهذه القوات المدعومة أمريكيا والتي يستخدمها التنظيم واجهة لأنشطته الإرهابية.

 

trr

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.