مدينة “كمر” التركية.. العنوان الأول لسياحة الغوص في تركيا

وسط الشواطئ المحاطة بالجبال والتلال الخضراء، تتلألأ المياه بنقائها غير المعهود في مدينة كمر التابعة لولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا، فتمنح الغواصين تجربة فريدة، لمعاينة أنواع عديدة من المخلوقات البحرية عن كثب.

وتأتي مدينة كمر النائمة في أحضان المتوسط، في مقدمة مراكز الغوص في تركيا، لما تمتلكه من حوالي 20 مدرسة لتعليم هذه الرياضة، وممارسة نحو 600 شخص للغوص فيها يوميا.

وتتنوع المخلوقات البحرية في كمر بألوانها الزاهية كالسلاحف، والأسماك المفلطحة (الشفنينات)، وأرانب البحر النادرة، وأسماك التنين، والأخطبوط، والحبّار، فضلا عن الشعاب المرجانية الملونة الجميلة، بالإضافة الى وجود كهوف مخفية تحت الماء، تفتح أمام الغواصين أبواب المغامرة.

وتعد الباخرة الحربية الفرنسية الغارقة “باريس 2″ من أهم أماكن الغوص ليس في كمر فحسب إنما على مستوى العالم، حيث تستقطب الآلاف من هواة الغوص سنويا.

وتم اكتشاف أنقاض الباخرة الفرنسية عام 1955، لتصبح منذ ذلك الوقت مكانا مفضلا لهواة الغوص وعشاق التصوير تحت البحر، إذ يبلغ طول الباخرة 50 مترا، وعرضها 8 أمتار، ووزنها أكثر من 550 طنا، كما يوجد على متنها 6 قذائف مضادة للطائرات، فضلا عن صاروخين طراز طوربيد.

الروس في مقدمة الزوار 

وفي لقاء مع مراسل الأناضول، قال مدرب الغوص، علي سيفري قايا، إن كمر تمتلك 20 مركزا لرياضات الغوص، مسجلة لدى الاتحاد التركي للرياضات تحت المائية.

وأكد أن رياضة الغوص تساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة في كمر وعموم تركيا.

وأشار إلى أن هواة الغوص الروس يأتون في مقدمة رواد هذه الرياضة في كمر، فضلا عن زيادة مهمة في عدد الهواة من الدول الأوروبية والغواصين الأتراك خلال السنوات الأخيرة.

وأفاد في هذا الصدد ” قبل نحو 10 أعوام كان عدد الغواصين في سويسرا أكبر من عدد الغواصين الأتراك، لكن الحال تبدل اليوم وأصبح عدد الأتراك أكثر، وهذا الأمر يجعلنا نشعر بالامتنان”.

ولفت إلى أن هواة الغطس يحظون بفرصة معاينة أنواع كثيرة من المخلوقات البحرية، مشيرا أن مكان غرق باخرة “باريس 2″ يعد من أهم أماكن الغوص شهرة بالمنطقة.

الغوص للجميع 

وأوضح سيفري قايا أنه في حال الالتزام بقواعد الغوص، فإن بإمكان الجميع مزاولة هذه الرياضة بسهولة، لافتا إلى أنهم يجرون جولة تعريفية للأشخاص المقدمين على خوض التجربة للمرة الأولى، فضلا عن تقديم دورات تعليمية لهم بلغاتهم الأم.

وأردف أنه بناء على طلبهم، منعت قائمقامية كمر دخول سفن الرحلات اليومية إلى أماكن الغوص، بهدف توفير أمان وحماية أكبر للغواصين.

ولفت سيفري قايا أن مصر تعتبر من الدول الرائدة في مجال سياحة الغوص، حيث قال “إنها جعلت من هذه الرياضة مجالا سياحيا بعينه، وهي تدر عليها عائدات ضخمة، ويجب علينا في تركيا السعي للعمل بالمثل، حيث ينبغي إنشاء أرصفة بحرية ونقاط غوص جديدة، وتكثيف جهودنا في هذا الإطار في عموم السواحل التركية”.

تجربة رائعة 

ويقول نارين لينسيتس وهو سائح بلجيكي، إنه يحب رياضة الغوص كثيرا، وإنه جاء إلى كمر لاكتشاف الحياة البحرية فيها.

ويوضح للأناضول أن نقاء مياه البحر في كمر، مكنه من معاينة أنواع عديدة من الأسماك والمخلوقات البحرية، مشيرا إلى أنها كانت تجربة رائعة للغاية.

وفي كمر يخوض السائح الباكتساني علي أيوب، تجربة الغوص للمرة الأولى في حياته، ويقول للأناضول إنه يتمنى زيارتها مرة أخرى في المستقبل.

 

 

 

.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.