أيها التاريخ عدنا.. قد رجعنا من جديد

تتحضر تركيا يوم غد الإثنين، ليوم تاريخي ينتظره الكثيرون منذ نحو 100 عام، يوم ستكسر فيه تركيا كافة قيود الحكم التي ربطها بها الغرب بعيد إسقاط الخلافة الإسلامية العثمانية، يوم هو التاريخي الحقيقي لميلاد تركيا صاحبة الإرث التاريخي الإسلامي العظيم.

غدا الإثنين، يؤدي الرئيس التركي المنتخب ديمقراطيا رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية أمام البرلمان الجديد المنتخب ديمقراطيا، وبذلك تدخل البلاد مرحلة جديدة مع رئيس قوي جديد وبرلمان جديد وحكومة جديدة.

ستدخل تركيا ضمن النظام الرئاسي الذي انتفض الغرب والشرق قبل الانتخابات الأخيرة في محاولة لعرقلة هذه النقلة النوعية في الحكم، نقلة كسرت الأيادي الخارجية العابثة بالداخل التركي، نقلة ستكون تركيا بعدها دولة أكثر قوة وأكثر تأثيرا في المنطقة والإقليم والعالم، نقلة كان ينتظرها العاملون المخلصون لوطنهم وأمتهم بعد نحو 100 عام من الذل والهوان والانكسار.

وما الخطوة الأولى التي أعلن الطيب أردوغان أنه سيقوم بها بعد أداء اليمين الدستورية، إلا رسالة واضحة للجميع، للقريب والبعيد أننا “عدنا.. رجعنا من جديد”، فهذا الرئيس الذي يجيد فن إيصال الرسائل سيؤدي أول صلاة جمعة بعد تسلمه مهامه الجديدة رسميا يوم غد، في مسجد ليس بعادي على الإطلاق، مسجد يحمل الكثير من القصص التاريخية العظيمة، أبرزها ما نحن بصدده.

من هذا المسجد اتخذ السلطان محمد الفاتح رحمه الله تعالى قراره النهائي بالتوجه نحو القسطنطينية لفتحها وتخليص أهلها من ظلم من كان يحكمها، من هذا المسجد كان ذاك العز التاريخي مع ذاك السلطان العظيم.

واليوم، ومن هذا المسجد يعيد الطيب أردوغان الرسالة نفسها، أننا مصممون على متابعة مسيرتنا وخططنا واستراتيجياتنا كي نعيد لهذه الأمة عزها وقوتها ومجدها، أننا مصرون على المضي قدما لتكون تركيا ضمن أقوى 10 دول في العالم خلال السنوات الخمسة المقبلة، أننا عازمون على نصرة المظلومين والمضطهدين مهما كانت التحديات والمؤامرات، أننا سائرون في طريق الحق لا طريق الباطل، في طريق الخير لا طريق الشر، في طريق العدالة والتنمية لا طريق الظلم والخراب.

رسالة مفادها أننا على طريق ذاك السلطان العظيم الولي الصالح، الذي أصر على هدف رغم كل الصعاب فكان النصر وكان تحقيق الهدف وكان فتح القسطنطينية، وكان العز الذي مازلنا حتى اليوم نعيش جزءا من بركاته ونفحاته، واليوم سنعيد مجددا ذاك التاريخ وسنفتح القلوب من جديد وسنعيد تلك القوة من جديد، وستكون تركيا دولة تتمتع بقوة مشابهة لما كانت عليه تلك الخلافة المشرفة.

ستعيد تركيا بدءا من الغد وبأسلوب معاصر مجدا قديما في سبيل تحقيق هدف عظيم، يتلخص هذا الأسلوب المعاصر الذي يبني دولة قوية متحررة من أغلال الخارج:

ـ خفض المناصب المختلفة في الدولة التركية.

ـ سرعة في تقديم الخدمات والحلول للمشكلات الطارئة.

ـ زيادة في الإنتاج وسرعته.

ـ التوفير الكبير بالوقت والزمن لإنجاز المشاريع.

ـ خفض عدد الوزارات من 26 إلى 16.

ـ دمج وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي باسم “وزارة العمل والخدمات الاجتماعية والأسرة” وذلك بهدف تقديم الخدمات اللازمة الضرورية والهامة للعائلات التركية.

ـ دمج وزارة العلوم والصناعة والتكنولوجيا مع وزارة التنمية باسم “وزارة الصناعة والتكنولوجيا” وذلك بهدف جعل تركيا رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية.

ـ دمج وزارة الجمارك والتجارة مع وزارة الاقتصاد بسام “وزارة التجارة” وذلك بهدف زيادة عائدات الصادرات إلى 500 مليار دولار سنويا، وجعل مدينة إسطنبول مركزا ماليا عالميا.

ـ إنشاء تسع لجان جديدة: لجنة سياسات الإدارة المحلية، لجنة السياسات الاجتماعية، لجنة سياسات الصحة والغذاء، لجنة سياسات الثقافة والفن، لجنة سياسات القانون، لجنة سياسات الأمن والخارجية، لجنة سياسات الاقتصاد، لجنة سياسات التربية والتعليم، ولجنة سياسات العلوم والتكنولوجيا والحداثة.

ـ تأسيس 4 مكاتب ستعمل مع رئيس الجمهورية مباشرة: مكتب الموارد البشرية، مكتب الاستثمار، مكتب التمويل، ومكتب التحول الرقمي.

نعم، أيها التاريخ عدنا.. قد رجعنا من جديد بصورة حديثة معاصرة ولكن مع إرث ثقافي عظيم نفتخر به وبرجالاته.

 

.

 

تركياالان- حمزة تكين: صحفي وكاتب تركي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.