الأوضاع السياسية والاقتصادية تحوّل السياحة في لبنان إلى تركيا

أزمات سياسية وأوضاع اقتصادية صعبة تشهدها لبنان، أثّرت بنحو ملحوظ على معدلات تدفق السياح إلى البلاد، بعدما حوّلوا وجهتهم نحو تركيا.

وزير السياحة اللبناني أواديس كيدانيان، كشف قبل أيام، عن أن القطاع السياحي في بلاده تراجع خلال العام الجاري بنسبة بين 30 إلى 40 بالمائة، لا سيما مع انخفاض سياح الخليج الذين كانوا الأكثر توافدا على لبنان، في موسم الصيف.

لكن في المقابل، أكّد الوزير أن هنالك تقدماً مقبولاً بعدد السياح الأجانب مقارنة بمعدلات السنوات السابقة.

ويأتي التراجع في أعداد السياح، في وقت تنصح فيه عدة سفارات عربية وخليجية مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان، لعدة أسباب في مقدمتها عدم تشكيل الحكومة حتى الآن.

وتتكبد السياحة في لبنان خسائر فادحة، منذ اندلاع الثورة السورية، إلى جانب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، والأزمات السياسية، إلى جانب فتور العلاقات مع دول خليجية.

وفي 24 مايو/ أيار الماضي، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، زعيم تيار “المستقبل” سعد الحريري، بتشكيل الحكومة، غير أن مهمة الأخير تواجه عراقيل، على رأسها الصراع بين الكتل السياسية على الحقائب الوزارية.

** وضع جيد

ويؤكد جان بيروتي، نقيب أصحاب المنتجعات السياحية البحرية، أن الموسم السياحي بخير، على حسب وصفه، لكنه يرفض إعطاء مزيد من التفاصيل.

“بيروتي” ، يقول إن وسائل الإعلام المحلية هي التي تنشر تقارير صحفية عن تراجع القطاع، فيما يعتبر هو أن الوضع جيد لكنه ليس في أحسن أحواله.

وتوقع تقرير سابق للمجلس العالمي للسفر والسياحة، ارتفاع مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد اللبناني إلى 5.8 بالمائة سنوياً إلى 16.5 مليار دولار نهاية عام 2027.

وتحتل لبنان المرتبة 39 من بين 185 دولة، لجهة المساهمة المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلّي الإجمالي لعام 2016، والتي بلغت 19.4 بالمائة، أي 9.2 مليارات دولار، متجاوزة المتوسّط العالمي البالغ 10.2 بالمائة، وفق ذات التقرير.

ويوضح بيروتي: “من المبكر بشكل عام تقييم موسم السياحة الصيفي، ما يزال هناك شهرين ونصف أمامنا لتقدير نجاح الموسم من عدمه”.

** تحسن طفيف

بدوره، يقول بيار الأشقر، نقيب أصحاب الفنادق، إن هنالك تحسن طفيف في قطاع الفنادق عن العام الماضي، لكنه لم يتجاوز 7 بالمائة، ويبقى أقل من المواسم السابقة.

ويؤكد “الأشقر” ، أنّ السائح الخليجي هو الأقدر على تنشيط السياحة في لبنان، فالأجنبي لا يمكث أكثر من 4 أيام، وعادة ما تكون عائلته صغيرة، بينما الخليجي كان يقيم لشهر أو شهرين ويصرف بسخاء.

وتراجعت السياحة الخليجية إلى لبنان بعد العام 2011، نتيجة اندلاع الأزمة السورية، بينما وصل عام 2009 إلى نصف مليون سائح، معظمهم سعوديون، فيما لم يسجل الصيف الماضي حضورا سياحيا خليجيًا في البلاد.

ويقرّ الأشقر بضعف القطاع السياحي حاليًا، معترفا بأن هناك أقسام في فنادق كبيرة بلبنان تم إغلاقها.

ويستدرك قائلاً: “لم تصل الأمور إلى إغلاق فنادق، بل تم إقفال عدة أقسام منها على صعيد الغرف أو المطاعم، وهذه الإجراءات رافقها تسريح لعدد من العاملين، وصل إلى أكثر من 500 عامل منذ مطلع 2018”.

ويبيّن نقيب أصحاب الفنادق، أن النشاطات الخاصة بالمهرجانات الفنيّة تساهم بشكل ضئيل لا يتعدى 20 بالمائة من إنعاش قطاع السياحة.

هناك نحو 185 مهرجانا ضمن احتفالات لبنان الفنية لعام 2018، تسير في طور التحضيرات والاستعدادات لإطلاقها في جميع المناطق والبلدات.

** تركيا قبلة رسمية

ويرى محمد التل، صاحب مكتب سفريات، أن السائح اللبناني بات يعتبر تركيا قبلته الرسمية للاستمتاع، وتمضية أوقات الراحة، وهي أقل كلفة من تمضية عطلة نهاية الأسبوع في منتجع لبناني.

“التل” يضيف ، أن هناك مدن صيفية تركية مثل بودروم وأنطاليا ومرمريس، يقصدها اللبناني عدة مرات في موسم الصيف الواحد، وهي أقل تكلفة من زيارة مسبح خمس نجوم في لبنان لمرة واحدة.

ويوضح التل أن السائح الخليجي، أصبح يتوجه نحو تركيا لتمضية عطلته في ربوعها ومناطقها الساحلية والجبلية الرائعة وبأسعار خيالية.

والسياحة واحدة من أهم أعمدة الاقتصاد التركي، لا سيما مع تنوعها ما بين تراثٍ تاريخيّ غني، تكوّن في عصور مختلفة على يد حضارات متنوعة، وطبيعة غنية وخلابة تخطف الألباب.

واستقبلت تركيا خلال العام الماضي 32.4 مليون سائح، وبلغت عائداتها من السياحة نحو 26 مليار دولار، وفق بيانات رسمية.

 

 

.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.