لماذا اختار أردوغان باكو لتكون أول محطاته بعد انتخابه رئيساً لتركيا؟

بعد يوم واحد فقط من أدائه اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية التركية لولاية ثانية، غادر الرئيس رجب طيب اردوغان العاصمة التركية متوجها إلى عاصمة أذربيجان باكو، ليفي بوعده لصديقه الرئيس الاذري الهام عالييف، بأن تكون باكو هي أول عاصمة سيزورها بعد فوزه بالانتخابات.

وكان هذا الوعد ذاته قد قطعه علييف لأردوغان قبيل فوزه بولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية في اذربيجان في الحادي عشر من أبريل / نيسان اربيل الماضي، وزار بعدها علييف أنقرة في الخامس العشرين من أبريل / نيسان في أول زيارة خارجية له بعد فوزه.

أنقرة تصف العلاقات مع باكو بأنها تاريخية، فالدولتان ترفعان شعارا واحدا عنوانه “بلدان لشعب واحد”، فغالبية الاذريين يتحدثون اللغة التركية، شأنهم شأن أكثر من ٢٥ دولة في أواسط اسيا، ممن تعتبرهم تركيا حلفاء لها.

لكن العلاقات الوطيدة بين باكو وأنقرة، ترجع لأسباب أكثر خصوصية، حسبما يقول أردوغان الذي وقع في أبريل / نيسان الماضي، على آلية عمل مشتركة تجمع تركيا واذربيجان مع جورجيا وتركمنستان وايران وباكستان، في حلف بدأ ينمو رويدا رويدا من خلال روابط اقتصادية وصناعية.

وتأتي تحركات اردوغان في إطار خطته لربط دول المنطقة ببعضها بشبكة طاقة واحدة، في ظل مساع تركية لتحقيق طموح قديم في أن تصبح هي “بورصة لموارد الطاقة من النفط والغاز والكهرباء”.

وبدا أن اردوغان، يعتمد على حليفه علييف في تحقيق تلك الطموحات، بعد توقيع الرئيسين على سلسلة اتفاقات تتعلق بتطوير الصناعات الدفاعية واطلاق مفاوضات مشتركة بشأن اتفاق التجارة التفضيلية بين البلدين،

اردوغان الذي أشرف بنفسه على احتفالات بلاده قبل أشهر قليلة في الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية اذربيجان في مايو / ايار من عام 1918، أشاد في كلمة بهذه المناسبة، بالدور الكبير الذي لعبه من سماهم بـ”أبطال جيش القوقاز الإسلامي”، وهي وحدة عسكرية في الجيش العثماني شكلت عام 1918 بقيادة وزير الحرب أنور باشا، في إعلان استقلال أذربيجان ورسم حدودها، مذكرا “بدماء الشعب التركي التي سالت من أجل تحرير باكو”.

 

 

.

BBC

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.