لماذا يتعاطف الأتراك مع سينام ضد “جيجلي” رغم انتشار مقاطع “مثليّة” تدينها؟ .. اليك القصة كاملة

ضجَّت تركيا وشبكاتها الاجتماعية بما سمَّوها «فضيحة الموسم» على أصداء الدعوى التي رفعها المغني مصطفى جيجلي ضد طليقته سينام غيديك، متهماً إياها بإقامة علاقة «مثلية جنسياً» مع صديقتها المغنية انتظار، مرفقاً دعواه بصور وفيديوهات قال إنها «وصلته عبر الإيميل من مجهول».

وانقسم المشاهير والمواطنون الأتراك إلى نصفين؛ فاعتبر النصف الأول تصرف جيجلي «غير أخلاقي» بعدما اتهم أم ولده بالمثليّة، ما سيؤثر على نفسية الطفل في المستقبل، وكذلك تعدّيه على خصوصيتها، بوضعه كاميرات مراقبة في منزلها. بينما رأى النصف الآخر أن ما عمله جيجلي هو تصرف صحيح لمصلحة ابنه، وأن والدته لا تستحق الحصول على الحضانة.

هكذا بدأت علاقتهما وهكذا انتهت

في العام 2008 تزوَّج مصطفى جيجلي من سينام غيديك، التي كان يكبرها بـ 7 أعوام، واستمرَّ زواجهما 9 سنوات، أنجبا فيها ابنهما الوحيد أرين (6 أعوام).

وعندما قرَّر الزوجان الانفصال بسبب عدم اتفاقهما – حسبما قيل آنذاك -، لم يأخذا وقتاً سوى جلستين في المحكمة لإتمام الطلاق. ترَكَ جيجلي لطليقته الفيلا التي كانا يعيشان فيها، كما التزم بنفقة 20 ألف ليرة شهرياً يدفعها لها.

بعد 6 أيام من طلاقهما انتشرت صور وأخبار لجيجلي مع حبيبته الجديدة سيلين آيمير وسط أنباء عن نيتهما الزواج. تعرض جيجلي لهجوم كبير وقتَها من الوسط الفني وجميع النشطاء، متَّهِمين إياه بالخيانة، وأنه السبب في تفكُّك أسرته.

لم يعلق جيجلي أو طليقته، والتزما الصمت على كل ما قيل. وكان يقول جيجلي لمقربين منه آنذاك، الجميع ينتقدني ويهاجمني، لكنهم لا يعرفون الحقيقة.

وقال الصحافي في صحيفة حرييت جنكيز سمرجي أوغلو، «انتشرت ادعاءات وأخبار كثيرة منذ سنة، في كواليس الصحافة، حول وجود علاقة بين سينام وانتظار».

وأشار إلى أن كاميرات الصحافيين طاردتهما كثيراً، محاولة التقاط أي صورة لهما معاً، لكنهم لم يستطيعوا التقاط أي صورة واضحة تُثبت العلاقة.

انتشار الفضيحة

بعد يوم من انتشار خبر رفع جيجلي لدعوى قضائية وإرفاق أدلة مصوَّرة تثبت وجود «علاقة خاصة» بين طليقته والمغنية انتظار، انفجرت القنبلة التي صدمت الناس، وهي انتشار مقاطع الفيديو على المواقع الإخبارية والشبكات الاجتماعية، والتي تظهر طليقته في وضع حميمي مع صديقتها.

وُجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى جيجلي بأنه مَن قام بتسريبها للصحافة، وانهالت عليه الشتائم والانتقادات من زملائه في الوسط الفني وروّاد شبكات التواصل الاجتماعي.

وكان أبرزها ما نشرته الفنانة دنيز شاكر، المعروفة بشخصية فتون في مسلسل «الأوراق المتساقطة» على إنستغرام، حيث قالت، «كيف لهذا الشخص ألَّا يُحاسَب، أُرسل لك كل الشتائم التي بداخلي، يا ترى كيف ستتجول بالشارع؟»

أما هازال كايا، الشهيرة بدور نهال في مسلسل «العشق الممنوع»، فكتبت على تويتر تُدافع عن المغنية انتظار، «عندما قرأت الأخبار شعرت بالضيق، وبدأت بالصراخ من حماقة البعض، نحن نُحبكِ جداً، لا تخافي لست وحيدة».

وغرَّد الصحافي التركي محمد جوشكون دينيز، «إنها والدة طفلك أيها الوغد، ماذا ستقول له عندما يكبر؟ ماذا عن خيانتك أنت؟»

ونشر عدد آخر من المشاهير الكثيرَ من المنشورات المساندة لسينام – طليقة جيجلي -، والذين رأوا أنه تعدَّى على خصوصيتها، واعتبروه شكلاً من أشكال العنف ضد المرأة.

كما رأى آخرون أنه «أب غير لائق بابنه، وكيف يستطيع مواجهته عندما يكبر، وهو الذي سعى للإساءة لوالدته؟».

جيجلي يرد

المغني مصطفى جيجلي، الذي اشتهر بالعديد من الأغاني التركية، كما سجَّل بعضَ الأناشيد الدينية، واشتهر بالوطن العربي بدويتو جمَعَه مع المنشد العالمي الشهير ماهر زين، نفى عبر إنستغرام تهمة أنه مَن وضع كاميرات المراقبة في المنزل.

وأضاف أنه ليست له علاقة بنشر الفيديوهات، مؤكداً أنها وصلت إلى بريده الإلكتروني من شخص مجهول، تحت عنوان «احمِ طفلك».

وأشار في منشوره إلى أنه لا تهمّه قناعات الآخرين، ولا يهتم بالانتقادات والاتهامات والتشهير به، وأنه يهتم بالجانب النفسي لابنه، وبسبب خوفه على صحة ابنه العقلية لا يمكنه تجاهل هذه السلوكيات للأشخاص الذين يعيشون معه في البيئة نفسها، بسبب حساسية توجههم الجنسي.

كما أوضح أن العلاقة بين طليقته وصديقتها المغنية بدأت قبل انفصاله عنها، ولا تزال مستمرة.

وقال إنه آخِر شخص يمكن أن يفكر بتسريب المقاطع للصحافة للإضرار بأم طفله، كما أن الذي قام بهذا الفعل سيحاسبه القانون.

وختم كلامه «لا أفكر بإلحاق الضرر بأحد، كل همّي الوحيد مثل أي والد في العالم هو ابني».

وأعلنت محامية طليقة جيجلي، أنهم سيقومون بالمحاسبة القانونية لكل مَن قام بهذا الفعل الظالم في حق موكلتها، من أجل الانتقام منها، ومن سرَّب الفيديو إلى الشبكات الاجتماعية.

وأشارت إلى أن المحكمة كانت قد أمرت بعدم نشر شيء يتعلق بالقضية التي رفعها الزوج السابق على موكلتها، مؤكدة أن موكلتها ستتخذ كل الإجراءات القانونية.

انتظار تتأثر سلباً

وبعد انتشار الأخبار مباشرة، أعلنت شركة الإنتاج Poll Production بياناً رسمياً، تُعلن فيه فسخ عقد المغنية انتظار.

وقالت انتظار في تصريح لها، إن جيجلي وضع كاميرات المراقبة في منزل طليقته ليتجسَّس عليها، وإنه بذلك انتهك خصوصيتها. وأشارت إلى أن جيجلي انفصل عن طليقته بإرادته، وكان له تأثير سلبي عليها.

وكذلك مصطفى جيجلي

وأثّرت هذه الفضيحة أيضاً على الحياة الفنية لمصطفى جيجيلي؛ إذ أعلنت إذاعات تركية مثل «راديو دي» و»سوبر أف أم» و»بيست أف أم»، منع بث أغاني مصطفى جيجلي، كما تم إلغاء عدد من حفلاته الفنية.

ووفقاً لتصريحات محامين حول القضية، قالوا إن الأدلة التي قدَّمها للمحكمة لا تُقبل كدليل قاطع؛ لأنه وفقاً للدستور فإن الصور المخفية لا تُقبل إلا في حالات استثنائية. مثلاً أنْ يُثبت جيجلي أن هذه الصور تعود إلى فترة ما قبل الطلاق، وأنه تعرَّض للخيانة منها، والاستثناء الآخر هو أن يكون الطفل قد رأى العلاقة بعينيه.

ونشرت صحيفة حرييت استطلاعاً حول رأي في القضية، حيث رأى أكثر من 50% أن جيجلي مخطئ، وأنه مَن سيخسر القضية.

عربي بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.