الاقتصاد التركي القوي حمى البلاد من التأثر بالمحاولة الانقلابية

قال وزير التنمية التركي، لطفي ألوان، إن “صلابة ومتانة” الاقتصاد التركي ضمنت عدم تأثره بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/تموز الماضي.

جاء ذلك، خلال كلمة له، يوم الأربعاء، أمام عدد من رجال الأعمال القطريين في العاصمة الدوحة التي بدأ زيارة لها.

وقال “ألوان” إن نسبة النمو في تركيا العام 2015 بلغت 5%، وستتراوح في السنة الجارية ما بين 4.5 و5 %، موضحأ أن “متانة الاقتصاد التركي ضمنت عدم تأثره (بمحاولة الانقلاب الفاشلة )؛ حيث تستمر المصانع في الانتاج، ويستمر رجال الأعمال في أعمالهم، وجميع الشركات الاستثمارية الكبيرة لم تتأثر”.

وأكد أن “الاقتصاد التركي مبني على أسس متينة وصلبة، وأن حوادث مثل محاولة الانقلاب الفاشلة لو حصلت في بلد آخر لكان الوضع مختلفا من حيث التأثير الاقتصادي في ذلك البلد”.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وتصدى لها المواطنون في الشوارع، ولاقت رفضاً من كافة الأحزاب السياسية، ما أدى إلى إفشالها.

جدير بالذكر أن عناصر “فتح الله غولن”، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1998، قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال محاولتهم الأخيرة.

وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده تواصل تحسين أرضية البنى التحتية الجاذبة للاستثمارات وتقديم الحوافز للمستثمرين الخارجيين، وهناك عملية جارية لتعميق الحوار بيننا وبين المستثمرين القادمين من خارج تركيا، وستظل تركيا تستقبل الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية، ولن تتأثر رغم ما يساق ضدها من حملات التشويه.

وفي هذا السياق، دعا “ألوان” رجال الأعمال القطريين والأتراك إلى التعاون البناء لتطوير الأعمال المشتركة بما يحقق المنفعة، ويدعم العمل المشترك بين البلدين، مؤكداً وجود “إرادة موحدة ورغبة مشتركة” بين البلدين لتطوير العلاقات.

وأشار إلى أن العلاقات التجارية بين تركيا وقطر تزداد عمقاً، وذلك يظهر عند النظر إلى حجم التبادل التجاري بينهما، والذي وصل الآن إلى مليار و300 مليون دولار، موضحاً أن رجال الأعمال الأتراك بالسوق القطرية يشاركون إلى جانب رجال الاعمال القطريين في عملية التنمية داخل قطر.

واعتبر أن “شراء البنك التجاري القطري لنسبة 25% من بنك الترناتيف التركي يدل على ثقة رجال الأعمال القطريين في الاقتصاد التركي، وعدم تأثره من محاولة الانقلاب الفاشلة”.

من جانبه، أشار محمد بن أحمد بن طوار، نائب رئيس مجلس إدارة “غرفة قطر”، إلى وجود علاقات استراتيجية تربط بين البلدين، وترتكز بالأساس على خمسة محاور؛ سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية وإنسانية.

وأكد “بن طوار” أن رجال الأعمال في قطر ينظرون “بكثير من الإعجاب والتقدير” للتجربة التركية التي يعتبرونها “مثالاً يحتذى به لقيادة رشيدة وشعب يحب العمل والانتاج والتطور”.

وأشار إلى أن الاستثمارات القطرية في تركيا تحتل المرتبة الثانية من حيث حجمها حيث تبلغ نحو 20 مليار دولار، ومن المتوقع أن تقفز للمركز الأول في غضون سنوات قليلة، وتتركز تلك الاستثمارات في قطاعات الزراعة والسياحة والعقارات والبنوك.

وأوضح “بن طوار” أن بلاده يتوقع أن تنفق قرابة 150 مليار دولار على تطوير البنية التحتية ومشاريع المونديال الكروي الذي تستضيفه في 2022 ما يمنح فرصة كبيرة للشركات التركية للمشاركة في هذه المشروعات، حيث إنه وخلال العام الماضي نجحت الشركات التركية في الحصول على مشاريع بقيمة 2.5 مليار دولار.

ووصل وزير التنمية التركي، “لطفي ألوان”، إلى الدوحة، يوم الأربعاء، قادماً من الكويت، في زيارة رسمية ليوم واحد، التقى خلالها رئيس الوزراء القطري، عبد الله بن ناصر آل ثاني، ووزير التخطيط التنموي والإحصاء، صالح محمد النابت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.