أتراك يعلاجون “الرهاب” بـ”واقع افتراضي”

طوّر خبراء أتراك، في شركة إيدياسيز (İdeasis) نظامًا تكنولوجيًّا لخلق واقع افتراضي، يستخدم في علاج الأشخاص المصابين بأنواع الرهاب (الخوف)، بتكلفة أقل، ومعالجة أسلم وأسرع وأكثر أمناً من الأسلوب التقليدي.

وتم تطوير النظام الجديد من قبل شركة إيدياسيز،التي تنشط بمجال التقنيات المبتكرة والواقع المعزز وأنظمة الأمن والسلامة، باسم نظام “فيفوس في آر (Vivoos VR)”، وبدعم من الهيئة التركية للأبحاث العلمية والتقنية (توبيتاك).

ويتعامل نظام “فيفوس في آر” الجديد مع الأشخاص الذين يعانون من الرهاب، كالخوف من المرتفعات، والحيوانات والحشرات، بواسطة “عملية التعريض والتدريب” المتبعة في وسائل العلاج التقليدية، إلا أن الإضافة التي حققها النظام الجديد تتمثل بعدة جوانب، أولها: سهولة التعامل مع الحالة من خلال واقع يقوم النظام بخلقه افتراضيًا، دون الحاجة إلى تعريض المريض إلى واقع حقيقي يصعب على الجهة الطبية تحقيقه.

ثانيا: يحقق النظام الجديد السلامة الطبية، بحيث يقوم بمتابعة سرعة نبضات القلب للمريض، ونشاط الناقلية الجلدية بواسطة مستشعرات يتم وصلها بأصابع المريض، كما أن الطبيب المعالج بإمكانه متابعة التغييرات الطارئة على جسم المريض عن طريق شاشة بيانات، دون الحاجة لسؤال مريضه.

ثالثا: النظام الجديد يحد من التكلفة المالية، على المريض ويختصر الوقت، فمع هذا النظام والواقع الافتراضي الذي يخلقه، لم تعد الجهة الطبية بحاجة لجلب كلاب أو قطط أو حشرات، أو إخضاع المريض لجولة بالطائرة إن كان يعاني من رهاب الحيوانات والحشرات والمرتفعات، ما يزيد التكلفة المالية على المريض.

كما أن الخيارات المتعددة التي يوفرها “فيفوس في آر” تخفض عدد جلسات علاج الرهاب من 12 جلسة إلى إثنتين أو ثلاث فقط، وبإمكان أطباء علم النفس وعلم النفس السريري الإشراف معًا على حالة المريض.

وقال البروفسور في مركز نقل التكنولوجيا بجامعة “حاجت تبة” بأنقرة سداد إيشيقلي، إنَّ الرهاب يكبّل حياة المصابين به، قائلًا: “المصاب برهاب الحيوانات لا يمكن له أن يزور البيوت التي تربي الحيوانات، ولا يمكن للمصاب برهاب المرتفعات أن يركب الطائرة، إنَّ هؤلاء المصابين يتوقعون أسوأ الاحتمالات”.

ولفت إيشيقلي المستشار في مشروع تطوير نظام “فيفوس في آر”، إلى أنَّ النظام يخلق واقعًا أشبه بالحقيقي، بحسب الرهاب الذي يعاني منه المريض، ويوفر الوقت والمال، والجهد، وهو أسلم من الناحية الصحية بالنسبة للمريض.

كما أشار البروفسور، إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب والإجهاد العصبي والصدمات النفسية، نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية، مثل موظفي الهلال الأحمر يمكن علاجهم بواسطة تكنولوجيا الواقع الافتراضي المطورة، قائلاً: “بإمكان هذه التكنولوجيا علاج الأشخاص الذين شهدوا حروبًا أو انفجارات أو وقائع أليمة أمامهم، ويخشون من عيشها مستقبلًا، ولذلك يترددون في ممارسة أي عمل ميداني”.

ومن جانب آخر، أكد الشريك الإداري في “إيدياسيز” أوغوز هان كوكسال، أنهم توجهوا في شركتهم إلى الجوانب النفسية، كونها مجالًا لم يلق نصيبه من التكنولوجيا، مبينا أنَّ النظام الجديد خضع للاختبارات الطبية اللازمة.

وقال كوكسال: “النظام الذي طورناه يدعم كافة أجهزة الواقع الافتراضي من الجيل الجديد، والمنتج سيطرح في الأسواق في يناير/كانون الثاني 2017، وكافة ردود الأفعال إيجابية إلى الآن ، ونأمل بأن تلقى رواجًا في الأسواق، و في المستقبل نسعى لتطوير المحتوى الحالي الذي بين أيدينا “.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.