أردوغان يكشف تفاصيل عن المنطقة الآمنة وتجنيس اللاجئين والتعاون مع السعودية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تهدف إلى تطهير 5 آلاف كيلومتر شمالي سوريا من الإرهاب، لتكون منطقة آمنة يُحظر فيها الطيران.

جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية للرئيس التركي مع قناة “روتانا خليجية”، بثت مساء الأحد، وتناول خلالها آخر المستجدات الإقليمية.

وأضاف أردوغان: “نستهدف تطهير مساحة بحجم 5 آلاف كم مربع شمالي سوريا، وإعلانها خالية من الإرهاب لتصبح منطقة آمنة يحظر فيها الطيران، وبالتالي يعود أهالي المنطقة إليها، وتُشكل قوات أمنية منهم”. وأردف: “فنبدأ ببناء بعض المباني السكنية والمرافق الاجتماعية، ويعود بعض اللاجئين إلى أراضيهم ونكون قد منعنا أمواج اللجوء”.

وأوضح أنه تحدث في هذا الموضوع مع ميركل وبوتين وأوباما وكذلك مع زعماء دول شقيقة وصديقة مثل السعودية وقطر، مضيفاً: “وقد قمنا بإعداد تحضيراتنا الأولية في هذا الإطار، وإن تطلب الأمر سنبني وحدات سكنية للذين يعيشون حالياً في المخيمات، وهناك تعاون بيننا والمملكة حول ذلك، ونريد تحقيق هذا المشروع وإسكانهم في هذه الوحدات، ويمكن أن نمنحهم أيضاً الجنسية التركية”.

وبيّن أن بلاده تعاونت مع المعارضة السورية المعتدلة وتمكنت من تطهير مدينة “جرابلس”، شمالي سوريا، من تنظيم “دعش” وبدأ الأهالي بالعودة إليها، قائلاً: “تعاونا مع المعارضة المعتدلة، وتمكنا من تطهير جرابلس من دعش، وهناك 30 أو 40 ألفا قد عادوا إليها، وأهاليها من العرب”.

واستطرد بالقول: “كذلك دخلنا بلدة الراعي (بريف حلب الشمالي) وقمنا بتطهيرها من عناصر دعش، وبدأ سكان البلدة بالعودة، وهناك توجه لمنطقة الباب من قبل المعارضة المعتدلة وكذلك منبج”.

وتابع أردوغان: “العرب يشكلون 85% من سكان منبج، ولكن هناك خطة لتسليم المدينة لمنظمات إرهابية مثل بي كا كا وب ي د (الامتداد السوري للأولى)، وي ب ك (الذراع المسلح للثاني)”، لكننا لا يمكن أن نسمح بدخول هؤلاء العناصر الإرهابية إلى المنطقة، فلا بد أن يعود أهلها إليها، وأمريكا تقدما لنا تعهدات بشأن ذلك، ونحن نتابع فيما إذا كانت ستحقق تلك الوعود أم لا”.

ولفت إلى أنه “خلال العملية التي نجريها حالياً في سوريا (درع الفرات) بدأنا نكتشف أسلحة الغرب لدى الإرهابيين، وكذلك تفعل أمريكا بتزويد هذه المنظمات بأسلحتها، وتقوم بإنزالها عبر طائراتها”، مشيراً أن “الأمريكان يبررون ذلك بأن هؤلاء (المنظمات المذكورة) يحاربون دعش”، واستدرك “نحن نحارب دعش، تعالوا نحاربها معاً لا يحق لأحد أن يخدع الآخر”.

وبين أن “الهدف الأساسي هو احتلال هذه الأراضي وخلق ممر إرهابي في شمال سوريا، وهذا ما لن نسمح به وسوف نحافظ على أمن تركيا، لذلك لا بد من منطقة آمنة بمساحة 5000 كم مربع لإسكان إخواننا العرب وقطع هذا الممر الارهابي”.

على صعيد متصل، قال أردوغان إنه سيجري اتصالاً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما لبحث إمكانية تطبيق هدنة جديدة في سوريا.

وأضاف: “سأبحث معهم ما هي الخطة القادمة التي يمكن تحقيقها، وهل يمكن تحقيق الهدنة مرة أخرى”.

ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن قواته ومقاتلات روسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.

ولفت أردوغان إلى أنه لم يتطرق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف لموضوع تسليح المعارضة السورية المعتدلة بمضادات الطيران.

وقال في هذا الصدد: “لم نتطرق لهذا الموضوع لكن فيما يتعلق بدعم وتأييد المعارضة المعتدلة نجد هناك تصريحات شديدة اللهجة، ونحن منذ البداية نقدم لها الدعم، ونولي أهمية كبيرة للدعم الذي نتوقعه لهم من قطر والسعودية”.

وبشأن اللاجئين السوريين، قال أردوغان: “نحن الآن في تركيا نستضيف 3 ملايين من إخواننا (اللاجئين السوريين)، وأنفقنا 12.5 مليار دولار لصالحهم، والمبلغ نفسه أنفقته منظمات المجتمع المدني، أما حجم المساعدات الدولية فلا يتجاوز 520 مليون دولار”.

واتهم الرئيس التركي الغرب بالتهرب من المسؤولية في هذا الصدد، قائلاً: “يغلقون حدودهم ويضعون الأسلاك الشائكة في وجه اللاجئين، أما نحن فلا يمكننا أن نوصد أبوابنا في وجه من يهربون من الموت وقصف الطائرات”، مشدداً على أنه “يولي أهمية كبيرة لتضامن السعودية وقطر معنا في هذا الموضوع”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.