أسماء.. طفلة سورية أفقدها هول القصف شعرها

تنتظر الطفلة السورية أسماء ذات الـ 9 سنوات، بفارغ الصبر أن يطول شعرها، الذي فقدته جراء صدمة تعرضت لها من هول ما رأته من قصف منزلها ومدرستها في سوريا، حيث تواصل علاجها في تركيا التي لجئت إليها وعائلتها.

وسعت عائلة “طنطورا” المؤلفة من 6 أشخاص إلى العيش بمناخ من الطمأنية بلجوئها إلى تركيا من مدينة حلب بعد القصف العنيف الذي تتعرض له، حيث بدأت الأسرة تشعر بأمل عودة طفلتهم أسماء إلى طبيعتها مع شروعها في التخلص من آثار الأيام الصعبة التي شهدتها في حلب.

وفي حديثها للأناضول، ذكرت والدة أسماء “مدينة طنطورا”، أن العائلة كافحت لمواصلة العيش في حلب إلى ما قبل 5 أشهر من مغادرتها رغم الحرب هناك، إلا أنها اضطرت لمغادرة البلاد بعد قصف منزلها.
20161003_2_19368115_14679807
ولفتت مدينة أن قصف المنزل أدى إلى إصابة الزوج، فيما أثار رعبًا شديدًا لدى ابنتها التي رأته وكانت خارج المنزل، ما أدى لاحقًا إلى تساقط شعرها وفقدان شديد لوزنها من هول ما شاهدته.

وأشارت مدينة أن العائلة لجأت إلى مدينة غازي عنتاب التركية بداية، ثم توجهت إلى إزمير غربي البلاد لاحقًا، مبينًة أن متطوعين أتراك يطلقون على أنفسهم اسم “الأمل فيكِ إزمير” قدموا لهم العون ووفروا لهم احتياجاتهم.

وأضافت: “خلال هذه الفترة في إزمير باشرت أسماء بتلقي العلاج، حيث كان وضعها النفسي سيئ للغاية، ولم تكن تأكل بشكل طبيعي إضافة إلى حزنها الشديد لفقدانها شعرها، إلا أن ذلك تغير مع بدئها بالعلاج، إذ بدأ شعرها بالنمو، ووزنها بالازدياد، والسعادة تغمرها”.

وأعربت الوالدة عن رغبتها في صدور البطاقة التعريفية لابنتها في تركيا، وأن تبدأ بالذهاب إلى المدرسة، قائلًة “إلا أن أسماء لا ترغب بالذهاب لأنها لا تريد من باقي الأطفال رؤيتها على هذا الوضع، لذلك أدعو الله أن تتحسن في أقرب وقت وأن تذهب إلى المدرسة”.

أمّا أسماء، فأوضحت أنها شعرت بخوف شديد بعد رؤيتها لمنزلها ومدرستها وهي تتعرض للقصف، وأنها بدأت تشعر بالأمل مجددًا بعد قدومها إلى تركيا.

وأعربت أسماء عن أملها في انتهاء الحرب بسوريا، وعودتها إليها مجددًا، قائلًة: “تساقط شعري بسبب خوفي من الطائرات، وهنا أخذوني إلى الطبيب وبدأ شعري بالنمو نسبيًا، حيث أني أشعر بالسعادة كلما نما شعري الذي سأجعل والدتي تمشطه لي وتضع عليه دبابيس الشعر المزينة عندما يطول”.

ct1bk0yxyaasgor
وشددت أسماء على رغبتها في الذهاب إلى المدرسة والتعلم، وأن تصبح معلمة أو طبيبة في المستقبل.

من جانبها، لفتت “أرزو أونصال” العضوة المؤسسة لمجموعة ” الأمل فيكِ إزمير”، أن المجموعة سعت لتأمين احتياجات الأسرة السورية بعد وصولها إزمير، وذلك بمساعدة من المتبرعين، فضلًا عن تقديم الدعم لها من أجل تجاوز الصعوبات التي تواجهها”.

وأفادت أونصال أنهم حزنوا للغاية لدى رؤيتهم حالة أسماء، مضيفًة “نقلنا أسماء إلى الطبيب، الذي ذكر أن الطفلة تعاني من صدمة نفسية قوية، ووصف لها بعض الأدوية، ولكن لله الحمد فهي بوضع جيد الأن، وبدأت بالعودة إلى طبيعتها”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.