العلاج بالموسيقى.. وفي المقامات شفاء

قد يكون كثيرا منا سمع بالعلاج بالموسيقى كفكرة تحت البحث، وربما تم تجريبها على نطاق ضيق في بعض الأماكن، إلا أن قليلين ربما من يعرفون أن العلاج بالموسيقى طبّق بشكل جدي خلال التاريخ الإسلامي، بل وألفت فيه الكتب.

حظي العلاج بالموسيقي بالاهتمام في معرض إدرنة الرابع للكتاب، المقام في المدينة الواقعة إلى الغرب من إسطنبول، في إطار التعريف بكتاب “من المقام إلى الشفاء”.

والتقى مع الجمهور مؤلفو الكتاب لفنت أوزتورك، عضو هيئة التدريس في قسم علم وظائف الأعضاء بكلية الطب بجامعة تراقيا التركية، وأحد مؤسسي جمعية العلاج بالموسيقى، وفاضل أتيك، مدير الفرقة الوطنية للموسيقى التركية بإدرنة، وخليل إرسوان، المغني في الفرقة.

وعرض الكتاب تاريخ العلاج بالموسيقى، واستخدام الموسيقى التركية في العلاج، والتطبيقات الطبية للموسيقى.

و ما يلفت النظر في الكتاب، عرضه لكتاب”الرسالات الموسيقية من الدوائر الروحانية”، لـ”غفركزاده حافظ حسن أفندي”، الذي تحدث عن أثر كل مقام من المقامات الموسيقية في علاج أمراض معينة.

ووفقا لـ “حسن أفندي” (1727-1 (180، يستخدم مقام الراست لعلاج الشلل، ومقام العراق لعلاج الأمراض المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة، ومقام الرهاوي لعلاج الصداع، ومقام الزيرفكند لآلام المفاصل، ومقام الزنكولاه (الزنجران) لأمراض القلب، ومقام الحجاز لمشاكل التبول، ومقام البوسلك لآلام الفخذ، ومقام العشاق لآلام الأقدام وخاصة آلام النقرس، ومقام الحسيني لآلام المعدة والالتهابات في القلب والرئتين، ومقام النوى لآلام عرق النسا.

وقال لفنت أوزتورك، في حوار مع الأناضول، إن التداوي بالموسيقى قديم قدم تاريخ البشرية، ولفت أن إدرنة كانت بمثابة عاصمة للعلاج بالموسيقى في القرن الخامس عشر، حيث كانت الموسيقى تستخدام للعلاج في “دار الشفاء بالمدينة”.

وأشار أوزتورك أن الموسيقى كانت تستخدم للعلاج في البيمارستان النوري بدمشق، الذي أسسه نور الدين زنكي عام 1154 للميلاد.

وفي العصر الحديث أجريت العديد من الدراسات حول آثار الموسيقى على القياسات الحيوية للجسم، كسرعة القلب وضغط الدم، وفقا لأوزتورك، حيث بات يُعتقد أنه من الممكن استخدام الموسيقى للتخفيف من الألم، وأصبحت الموسيقى تُرى على أنها عنصر مساعد للمرضى الذين تم تشخيص حالاتهم و بدأوا في تلقي العلاج، ولأصحاب الآلام المزمنة.

كما أكد أوزتورك على التأثير النفسي الإيجابي للموسيقى، حيث يمكنها أن تساعد على النوم، على سبيل المثال، وخاصة الموسيقى على طريقة “البشرف”، كما يمكن للموسيقى التركيبية مساعدة مريض الإيدز مثلا، على العودة لتقدير نفسه ومعرفة قيمة ذاته، إذ يعاني المصابون بهذا المرض عادة من الشعور بالإقصاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.