مكنسة بيد وفرشاة رسم بالأخرى… إبداع عامل تركي

مع أول خطوة تخطوها داخل فناء مدرسة “ألابلي” الثانوية بولاية “زونغولداق” شمالي تركيا، يلفت انتباهك مباشرة رسومات رائعة بألوان جذابة على جدران سور المدرسة.

وتزداد دهشة أي زائر عندما يعرف أن من أبدع وزيَن المدرسة بهذه الرسومات، ليس خطاطًا ولا رسامًا محترفًا، إنَما هو عامل النظافة المُعين بالمدرسة من قبل بلدية الولاية.

“الأناضول” التقت “مراد أولوج” عامل النظافة صاحب الـ “48 عامًا”، وسألته عن سر هذه الموهبة نادرة الحدوث فقال: “عملت في بلدية الحي، ومنها انتقلت إلى إدارة التربية والتعليم، ثم جاء تعييني في مدرسة ألابلي الثانوية”.

وتابع أولوج: “أقوم بوظيفتي في تنظيف المدرسة منذ 7 أعوام، وذات يوم أعجبت برسومات الطلاب والطالبات، وجذبت انتباهي فتتبعتهم، ومع مرور الوقت تعلمت منهم فن الرسم. كنت أقضي أوقات فراغي في المدرسة مع الطلاب، أناقش معهم رسوماتهم، وأعبر لهم عن وجهات نظري حولها”.

وعن فكرة تزين حوائط سور المدرسة برسومات، قال أولوج: “اقترحت على مدير المدرسة فكرة إظهار موهبتي على الجدران، ولقيت الفكرة إعجابًا كبيرًا من قبل الطلاب. شرعت في رسم صور هادفة تلائم الوسط الدراسي، وساندني أصدقائي من الطلاب والطالبات، وقدموا لي كثيرًا من الدعم المادي والمعنوي”.

وعن المواد التي استخدمها في رسوماته، أوضح أولوج أنه قرر مع الطلاب استخدام كافة الدهانات المتبقية من أعمال الترميم التي جرت في المدرسة خلال فترة العطلة الصيفية، قبل شراء أي مواد جديدة.

وعند سؤاله عن قراره حال أتته دعوة من مدارس أخرى للرسم على جدرانها، أجاب أولوج، “تعلمت الرسم عن حب، دون تلقي أي تدريب أو توجيه من أحد، وطورت نفسي بنفسي مستعينًا برسومات الطلاب، ولو أتاني أي طلب، بالتأكيد سأذهب وأرسم بكل سرور. حاليًا أقضى أوقات فراغي في رسومات متنوعة في دفتري مستخدمًا قلمي الرصاص. سأواصل موهبتي في فن الرسم حتى بعد إحالتي على التقاعد”.

من جانبه، قال جواد شفيق مدير المدرسة، “أرسلت البلدية إلينا مراد كعامل نظافة، لكنه الآن حسَن من صورة المدرسة برسوماته الجميلة”. وعبَر شفيق عن بالغ شكر المدرسة وامتنانها لأولوج على مجهوداته الكبيرة، قائلًا “له منا جزيل الشكر والتقدير”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.