وزيرا خارجية تركيا والإمارات يحذران من التهميش والطائفية في العراق

اتفق وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مع نظيره الإماراتي، عبدالله بن زايد، على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وبين تركيا ودول الخليج بصفة عامة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزيران في مقر وزارة الخارجية في أنقرة، اليوم الأحد، وتطرق خلاله جاويش أوغلو إلى المعركة المرتقبة في مدينة الموصل، شمالي العراق، لتحريرها من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي، وجدد الدعوة إلى عدم إشراك الميليشيات الشيعية في المعركة.

وشكر الوزير التركي نظيره الإماراتي على مواقف بلاده المؤيدة للنظام الديمقراطي القائم في تركيا، والرافضة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، التي جرت في البلاد ليلة 15 يوليو/تموز الماضي؛ بهدف الإطاحة بالحكومة الشرعية.

وأكد على رغبة بلاده في تعزيز العلاقات القائمة مع الإمارات على كافة الأصعدة.

ولفت جاويش أوغلو إلى أنه اتفق مع نظيره الإماراتي على عقد اجتماع للجنة الاقتصادية المشتركة بين الدولتين في أقرب وقت ممكن، وتفعيل الأليات المشتركة بينهما بشكل أفضل.

كما أكّد على عزم بلاده على تعزيز علاقتها بدول الخليج العربي، وقال إن أمن منطقة الخليج ونموها الاقتصادي “يستحوذ على أهمية بالغة بالنسبة لتركيا”.

وأعرب جاويش أوغلو عن امتنانه للثقة الممنوحة لتركيا وللشركات التركية من قِبل الإمارات.

وأشار في هذا الصدد إلى أن الإمارات منحت الشركات التركية فرصة المشاركة في العديد من المشاريع الضخمة المقامة فيها.

ولفت إلى أنه لاحظ في الأونة الأخيرة رغبة لدى الشركات الاماراتية في زيادة استثماراتهم في تركيا.

وأكد أنّ الحكومة التركية ستُقدّم الدعم اللازم لهذه الشركات.

وأردف قائلاً: “العام الماضي بلغ حجم التبادل التجاري بين بلدينا 6.7 مليار دولار، وإنني على قناعة بأنّ زيادة هذا الرقم سيعود بالنفع على كلا البلدين”.

جاويش أوغلو تطرق خلال المؤتمر الصحفي إلى المعركة المرتقبة في مدينة الموصل، شمالي العراق، وجدد دعوة تركيا إلى عدم إشراك الميليشيات الشيعية في المعركة، وقصر الأمر على الجيش العراقي والقوات المحلية (أهالي الموصل)، بمساندة من قوات البيشمركة (جيش الإقليم الكردي في شمال العراق) والقوات الخاصة لدول التحالف.

وقال إنّ مشاركة الجيش العراقي والقوات المحلية بدعم من القوات الخاصة لدول التحالف في عملية الموصل ستسهّل تطهير المدن العراقية من تنظيم داعش الإرهابي خلال أقصر وقت، وذلك على غرار المدة الزمنية القصيرة التي تمّ فيها تحرير مدينة جرابلس، شمالي سوريا، ومحيطها.

وأضاف أنّ الحملة العسكرية على الموصل لم تبدأ بعد بشكل رسمي، وأنّ التصريحات الصادرة بهذا الخصوص تؤكّد ذلك.

وشدّد جاويش أوغلو إلى عدم إجبار أهالي مدينة الموصل على الاختيار بين “داعش” والمليشيات الشيعية التي تهاجم السنة.

وقال: “نعلم بأنّ 90 بالمئة من أهالي الموصل هم من السنة العرب وكذلك أهالي محافظة الرقة السورية، نحن نعارض المذهبية، لكن يؤسفني أن أقول بأنّ قيادتي سوريا والعراق وأطراف خارجية أخرى تتحرك وفق المبادئ المذهبية، وقد رأينا كيف قامت الميليشيات الشيعية بقتل السنة في الفلوجة (غربي العراق) سابقاً”.

وأضاف أنّ العداء المذهبي حلّ بالعراق مع تولي رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، زمام الأمور، وأنّ أنقرة حذرت حينها الولايات المتحدة من خطورة تسليم العراق إلى شخص يمتلك نزعة مذهبية ويتحرك وفق ما تمليه إليه جهات خارجية.

وجدد جاويش أوغلو موقف بلاده الداعم لكل تحرك ضدّ تنظيم “داعش” الإرهابي يندرج ضمن إطار الابتعاد عن المذهبية.

وأشار إلى وجوب عدم تجاهل أنّ أي تطور يحصل في سوريا والعراق يؤثّر بشكل مباشر على تركيا.

وأكّد الوزير التركي أنّ بلاده ستستخدم حقوقها في الرد على أي اعتداء أو خطر يهدد أمنها وسلامتها.

ولفت إلى أنّ تنظيم “داعش” ومنظمة “بي كا كا” الإرهابيين يستغلان الوضع الراهن في العراق من أجل استهداف تركيا.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، إنه اتفق مع نظيره التركي على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

ولفت إلى وجود أكثر من 10 آلاف تركي يعملون في الإمارات، وساهموا في تنميتها.

وأكد على أهمية تطوير آلية التشاور بين الإمارات وتركيا، وأهمية تطوير التعاون بين تركيا ودول الخليج في كافة المجالات.

ودعا إلى الإسراع في المباحثات المتعلقة بتطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول الخليج.

ونوه إلى وجود فرص اقتصادية متبادلة يستفيد منا الجانبان.

في سياق آخر، أكد بن زايد دعم بلاده لموقف تركيا في مكافحة الإرهاب.

وهنأ الشعب التركي على الشجاعة التي أبداها في التصدي للمحاولة الانقلابية الفاشلة.

وبشأن معركة الموصل المرتقبة، أكد الوزير الإماراتي على أهمية تطهير المدينة من تنظيم “داعش” الإرهابي.

وتساءل في الوقت نفسه عن وضع المدينة، قائلا: “كيف سيكون بعد تطهيرها من التنظيم الإرهابي؟”.

ولفت إلى أنَّ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمام امتحان كبير في كيفية التعامل مع الأوضاع الحالية التي تشهدها العراق.

واتهم رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، بنشر العداوة بين طوائف العراق، وزيادة أوجاع الشعب، والتسبب بمعاداة قسم من الشعب للقسم الآخر.

ووصل وزير الخارجية الإماراتي إلى تركيا اليوم في زيارة لم يُعلن عن مدتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.