كبير دبلوماسيي باكستان: تركيا يمكن أن تكون شريكًا أساسيًا

قال مستشار السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الباكستاني، سرتاج عزيز، إن السياسات والتحديات المشتركة يمكن أن تجعل تركيا وباكستان شريكين مثاليين، للضغط من أجل السلام في أفغانستان، وأماكن أخرى في المنطقة.

وفي مقابلة الأناضول، قبل زيارة رسمية مقررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تبدأ الأربعاء، أضاف عزيز أن البلدين تتشاركان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية على حد سواء، وتشمل الصراعات في أفغانستان وسوريا.

وتابع عزيز: “على غرار تركيا، التي تحملت العبء الضخم للاجئين السوريين، تستضيف باكستان 3 ملايين لاجئ أفغاني. وسوف نواصل إجراء المناقشات والتعاون للتعامل مع هذه القضايا”، لافتًا إلى أن تركيا قد حاولت منذ فترة طويلة دعم عملية السلام في أفغانستان، خلال مؤتمر قلب آسيا- عملية إسطنبول، الذي جمع رؤساء الحكومات الآسيوية”.

وعزيز، هو أحد أقرب مستشاري رئيس الوزراء نواز شريف، كما شغل أيضًا منصب وزير الخارجية، خلال فترة شريف السابقة كرئيس للوزراء في أواخر التسعينيات.

مُرحبًا بالزيارة المقبلة لأردوغان، مضى قائلًا: إنها ستتيح للبلدين فرصة أخرى لمناقشة القضايا الإقليمية، فضلًا عن تعزيز علاقاتهما الخاصة في مجالات التجارة والأعمال والدفاع، مشيرًا إلى أن اتفاقية تجارة حرة شارفت على الانتهاء.

وأردف: “نولي دائما أهمية كبيرة لعلاقاتنا مع تركيا، وهذه أول زيارة له (إلى باكستان) بعد الانقلاب العسكري الفاشل، لذلك تحظى بمزيد من الأهمية”.

وأوضح أنه على الرغم من محاولة الانقلاب، قإنه كان واثقا “أن تركيا ستخرج أقوى فيما يتعلق بمصداقية الديمقراطية، وكذلك استمرارية نظامها الديمقراطي”.

تغير العلاقات الدولية
وقال عزيز إن تحركات كلًا من باكستان وتركيا على الساحة الدولية، خلال السنوات الأخيرة، أظهرت أن طبيعة العلاقات الدولية تتغير، بإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية والعالمية القديمة.

وأوضح أن “أسلوب تشكيل التكتلات عفا عليه الزمن قليلًا الآن، وإعادة تشكيل التحالفات الجارية بات أوسع نطاقًا. الصين وروسيا معًا، يحاولان تطوير أوراسيا للترابط ولمزيد من التجارة والتنمية، وهذا أمر ذو منحى إنمائي، وليس ذو منحى أمني”.

ومضى قائلا: “باكستان تواصل تعزيز علاقاتها مع الصين، وكذلك تركيا فهي عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولكن في الوقت ذاته تربطها علاقات جيدة بروسيا، وفترة عقوبات العام الماضي قد انتهت الآن”، في إشارة إلى العقوبات، التي فرضتها موسكو بعد إسقاط تركيا طائرة مقاتلة روسية لانتهاكها مجالها الجوي في العام الماضي.

أفغانستان
على الرغم من التغييرات الأخرى في الساحة الدولية، قال عزيز إنه لا يتوقع أي تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية في أفغانستان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

واعتبر “أنه من السابق لأوانه قول أي شيء حول ذلك، لأن أفغانستان لم تذكر كثيرًا خلال (حملة) انتخابه، باستثناء أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى هناك”، مضيفا: “ولكن رأيي هو أن السياسة الحالية سوف تستمر”.

وأشار عزيز إلى أنه عندما كان مجلس السلام الأفغاني، يحاول بفعالية استئناف محادثات السلام، كانت باكستان تشارك في محاولة إقناع قيادة طالبان بالعودة إلى طاولة المفاوضات. ولم يعلق عزيز مباشرة لق مباشرة بشأن ما إذا كان ثمة اتصال مباشر لاسلام اباد مع قيادة الجماعة المسلحة.

وتابع: “بعض وفود طالبان زارت الصين، والولايات المتحدة أيضًا على اتصال مع طالبان. لذا، نحن جميعًا نبذل الجهود، ولكن قدرًا كبيرًا من هذا الجهد يعتمد على الحقائق على أرض الواقع، وعندما يدركون (قادة طالبان) أنهم لا يستطيعون كسب الأرض في ساحة المعركة، حينئذ ستكون المفاوضات أكثر جدية”.

وكانت باكستان قد توسطت في جولة أولى تاريخية من المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية، وحركة طالبان بإسلام آباد في يوليو/تموز عام 2015، ولكن العملية تعطلت بعد أن أعلنت حركة طالبان مقتل زعيم الجماعة منذ فترة طويلة الملا محمد عمر، ما أثار صراعًا مريرًا على السلطة في صفوفها.

وأكد عزيز، مع ذلك، على أن الفكرة الشائع بأن إسلام آباد لديها درجة من النفوذ على حركة طالبان، ويمكنها إقناعهم باستئناف محادثات السلام غير صحيحة.

وأضاف: “حتى في أفضل الأحوال، لم يستمعوا إلينا، سواء بشأن تدمير تماثيل بوذا في [مقاطعة] باميان، أو قضايا أخرى كثيرة. لقد دمرنا البنية التحتية لحركة طالبان، بما في ذلك حركة طالبان الأفغانية خلال العملية العسكرية الجارية (في الحزام القبلي شمال باكستان)”.

واستدرك بالقول: “لكن بالتأكيد، هناك مجالات حيث يمكننا أن نساعد، وسنواصل جهودنا. لدينا عدد كبير من الناس والعلماء [رجال الدين]، الذين يقولون إن مفهوم الجهاد لا يشمل قتل الأبرياء”.

ووصف المزاعم بأن باكستان تؤيد طالبان، بأنها كانت “تصورات عفا عليها الزمن”، تفسد العلاقات بين الدولتين الجارتين، التي توترت؛ لا سيما في الأشهر الأخيرة في أعقاب اشتباكات حدودية.

ولفت إلى أنه على الرغم من أن حركة طالبان، ربما لا تكون قادرة على الإطاحة بالحكومة الأفغانية في ظل وجود القوات الأجنبية، ويمكنها الاستمرار في التمرد الذي بدأته في محافظات مختلفة من البلاد، وهذا هو السبب في أن عملية سلام “قلب آسيا” برعاية تركيا، كانت في غاية الأهمية.

الهند
خلال الآونة الأخيرة، وصلت العلاقات مع الهند أيضًا إلى أدنى مستوياتها، إثر توقف كل القنوات الدبلوماسية لإجراء محادثات السلام، بعد أن اتهمت الهند باكستان بـ”التورط في هجوم” على قاعدة للجيش في كشمير، التي تحتلها الهند، أسفر عن مقتل 19 جنديًا في سبتمبر/أيلول.

وبين عزيز أنه “لا توجد قنوات خلفية تعمل، لأن الباب الخلفي ليس بديلًا للباب الأمامي، ولكنه يكمل فقط الباب الأمامي، عند فتحه”.

واتهم الدبلوماسي الباكستاني نيودلهي بأنها غير جادة في عقد محادثات بشأن كشمير المقسمة، وتحاول ربط الإرهاب بالحركة المؤيدة للاستقلال في هذه المنطقة المتنازع عليها بالهملايا.

كما اتهم الهند باستخدام الهجوم على القاعدة العسكرية، كوسيلة لصرف الانتباه الدولي عن التوتر السياسي القائم في المنطقة، حيث قُتل 90 مدنيًا على الأقل برصاص قوات الأمن، أثناء احتجاجات ضد الحكم الهندي خلال الأشهر الأربعة الماضية.

واختتم بالقول: “الوقت الراهن، حتى وسائل الإعلام الهندية تقول إن مدى انتهاكات حقوق الإنسان في كشمير المحتلة غير مسبوق… هذا الوضع محزن للغاية، ولكن قضية كشمير أصبحت تفرض نفسها بقوة”، مشيرًا إلى أن الموقف التركي بشأن كشمير كان “ثابتًا للغاية وقويا جدًا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.