أعراس تركيا.. مزيج بين طقوس الماضي وحداثة الحاضر

بالتزامن مع ارتفاع مستوى المعيشة الذي طرأ على حياة المواطنين الأتراك خلال الأعوام الأخيرة، تغيرت معه أماكن ومحتوى حفلات الزفاف في بلادهم.

وانتقلت الأعراس في تركيا، خلال السنوات الماضية، من إقامتها عبر الطبل والمزمار، في الشوارع والأزقة، إلى تنظيمها في الصالات المغلقة باستخدام الموسيقى الشعبية، قبل أن تتطور ليعزف فيها على أحدث أنواع الآلات الموسيقية، وصولا إلى الانتشار الواسع للاحتفالات بالأناشيد الدينية في الفنادق، وتلك التي تقام على الشاطئ.

أوميت يشلر دمير، رئيس غرف صالات الاجتماع والأعراس في مدينة إسطنبول، قال لمراسل الأناضول:إنّ “نمط حفلات الزفاف ومحتواها وأماكن إقامتها يختلف بحسب نمط حياة أصحاب الحفل، ولأسباب أخرى متنوعة”.

وأشار دمير أنّ العادات والتقاليد المتعارف عليها داخل المجتمع التركي والمتبعة منذ زمن طويل، تلعب دوراً هاماً في تحديد نمط الأعراس بتركيا، لافتاً أنّ أنماط الأعراس شهدت تغيراً كبيراً خلال السنوات العشرة الأخيرة.

وأكّد دمير أنّ هذه التغييرات انعكست آثارها على العديد من القطاعات، قائلاً في هذا الصدد: “قبل الانفتاح على المدن وبدء الحياة فيها كان السواد الأعظم من الناس يعيشون في القرى، وكان عدد السكان في المدن قليل جداً، وفي ذلك الحين كانت الحفلات الزفاف تُقام عبر الطبل والمزمار وعلى أصوات الموسيقى الشعبية”.

وأضاف: “بعد تدفق السكان إلى المدن وبدء حياة التحضّر، انقلب الأمر رأساً على عقب، فزاد عدد سكان المدن وأثّر ذلك على نمط الأعراس، بحيث غابت عن حفلات الزفاف مظاهر الأعراس القروية، وأصبح الناس يقيمون حفلاتهم في الصالات والأماكن المغلقة”.

ولفت أنّ التغييرات التي طرأت على نمط الأعراس في تركيا انعكست أيضاً على اختيار صالات الأفراح والألبسة التي يرتديها الناس في حفلاتهم، وأنه لم يعد بالإمكان مشاهدة الأعراس التي كانت تقام في الشوارع والأزقة.

وأوضح دمير أنّ تغير ظروف الحياة ومستوى المعيشة ومتطلبات أصحاب الحفلات، دفعت بمالكي صالات الأفراح إلى إجراء تغييرات في صالاتهم بما يتناسب مع المتطلبات الجديدة.

ومن هذه التغييرات، بحسب دمير، “تحديث الأوركسترا، فمنذ سنوات كانت آلات العزف عبارة عن الطبل والمزمار والموسيقى الشعبية، إلّا أننا نشاهد الآن الأعراس تقام بأحدث أنواع الآلات الموسيقية وفرق الرقص المختصة والمدربة وأنواع مختلفة من الموسيقا المعاصرة”.

واستطرد قائلاً: “لكن في السنوات الأخيرة لاحظنا بأنّ هذا النمط أيضاً بدأ يتراجع شيئًا فشيئًا، وبدأنا نرى عودة إلى الطقوس القديمة، إذا أصبح الناس يقيمون أعراسهم بالطبل والمزمار والرقصات الشعبية”.

ولفت إلى أن الآونة الأخيرة بدأت تشهد انتشاراً واسعاً للأعراس التي تقام عن طريق الأناشيد الدينية، وخاصة في الفنادق، لا سيما أنّ الأعراس الدينية كانت تقام في صالات الاجتماع الموجودة في المساجد”.

وافاد دمير أنّ أصحاب صالات الأفراح خصصوا أماكن للأعراس الدينية، حيث يُقرأ في هذه الأماكن القران الكريم ويُنشد الأناشيد الدينية.

وأشار إلى أنماط جديدة لحفلات الزفاف بدأت بالانتشار خلال الأعوام الأخيرة في تركيا، منها إقامة الحفل في الشواطئ وعلى متن قوارب وسفن.

وأوضح أن الناس يستمتعون كثيراً بهذا النمط الجديد، إذ يفرشون الطاولات على الشاطئ ويقومون بتزيين المكان بالبالونات والزهور ويشاركون في العرس دون أحذية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.