كلاب “قانغال” في سيواس التركية.. عاشقة الثلج وشديدة الطاعة للبشر

تعرف كلاب “قانغال” في تركيا، بقدرتها على مقاومة درجات الحرارة المنخفضة إلى ما دون 40 درجة مئوية تحت الصفر، كما يعرف عن هذه السلالة شدة طاعتها لأصحابها من بني البشر، وقدراتها العالية على المساعدة في رعي المواشي وتوفير الأمان للقرى.

وقال حسين يلدز، مسؤول مركز تدريب ورعاية سلالات قانغال، في ولاية سيواس وسط تركيا، إن الكلاب التي تنتمي لسلالة قانغال، يزداد نشاطها مع انخفاض درجات الحرارة، وهي في الواقع تتحدى البرد والثلوج.

وأضاف يلدز في مقابلة مع مراسل الأناضول، أن المركز الذي يشرف عليه، والذي أقيم خصيصًا على هضبة “مراكم” بولاية سيواس، التي تغطيها الثلوج معظم أشهر العام، وتنخفض درجات الحرارة فيها إلى ما دون 20 درجة مئوية تحت الصفر، يستضيف 125 كلبًا من سلالة قانغال، بينهم 23 جروًا.

وأشار يلدز، أن المركز يتربع على قمة هضبة “مراكم”، التي ترتفع ألفًا و600 مترًا فوق سطح البحر، وتهيمن عليها ظروف مناخية قارّية، ملائمة لتكاثر كلاب قانغال، لافتًا أن الكلاب الموجودة في المركز “تصول وتجول بنشاط في أماكن يصل ارتفاع الثلوج فيها في بعض الأحيان الى 30 سنتيمترًا”.

وتابع يلدز: “هذه السلالة تستطيع أداء المهام المطلوبة منها في درجات حرارة تنخفض دون الـ 40 درجة مئوية تحت الصفر. يطلق عليها بين القرويين اسم أسود هضبة الأناضول.. بنيتها القوية مصممة لتوفير الأمن للقرى وممتلكات سكانها”.

وقال: “أشعر أن تلك الكلاب تتبسم عندما ترى الثلج. إنها تعشق الطبيعة القاسية والهواء البارد. أشعر ذلك من خلال لغة الجسد التي تبرع الكلاب باستخدامها”.

ونوه يلدز أن كلاب هذه السلالة تعرف بشدة طاعتها لأصحابها من بني البشر، وقدراتها العالية على المساعدة في رعي المواشي. مشيرًا أن فرو تلك الكلاب أقرب إلى فرو الحيوانات التي تعيش في المناطق التي يحكمها المناخ القاري.

ويشير بعض المؤرخين، إلى أن سلالة قانغال، وصلت إلى منطقة الأناضول مع قبيلة قنغلي التركية (أتراك القبجاق)، التي هاجرت خلال القرن الرابع عشر الميلادي من المناطق المتاخمة لسيبيريا في تركستان (منطقة جغرافية تضم الجمهوريات التركية الأربعة في وسط آسيا وإقليم تركستان الشرقية في الصين)، واستوطنت في قرية “قانغال” والقرى المحيطة بها، جنوبي ولاية سيواس وسط تركيا.

كما حافظت سلالة قانغال، على الخصائص الجينية الخاصة بحيوانات المناطق الباردة في سيبيريا، حيث يسمح الفرو الذي تملكه بمنحها مزيدًا من الدفء، كما أن صفات الشجاعة، والسرعة، والذكاء، وعدم مهاجمتها الأطفال أو النساء، التي تملكها تلك السلالة، جعلها تحظى باهتمام البشر، الأمر الذي منع انقراضها.

حظيت هذه السلاسة من الكلاب باهتمام سلاطين الدولة العثمانية، كما استخدمها الجيش الإنكشاري (خلال العهد العثماني) لعدة أغراض مدنية وعسكرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.