تعرف على”اسطنبول” النووي الذي بلغت تكلفته 4.7 مليار دولار أمريكي

“إسطنبول”.. هو اسم ملجأ سري بناه رئيس جمهورية يوغوسلافيا السابقة، جوزيف بروز تيتو، جنوبي البوسنة والهرسك، ضد هجوم نووي محتمل، قبل أن يفتح أبوابه أمام الزوار في رحلة أشبه بالعودة إلى الماضي.

الملجأ الذي بني خلال الحرب الباردة، استغرقت أعمال إنشاءه قرابة ربع قرن، وانتهت عام 1979، ولم تكتشف حتى مطلع عام 1992، أي مع اندلاع شرارة الحرب البوسنية، التي وضعت أوزارها عام 1995.

وافتتح الملجأ أمام الزوار، عام 2011، ويحوي بداخله على معدات عسكرية قديمة، وهواتف من الطراز القديم، وأثاث عتيق، بما يشعر الزائر وكأنه يجري رحلة عبر الزمن.

والملجأ الذي تشبه أنفاقه وغرفه المتاهة، تم تجهيزه بحيث يمكن أن يعيش فيه 350 شخصا، لمدة 6 أشهر دون أن يكون لهم أي اتصال مع العالم الخارجي.

وبني الملجأ الذي بلغت تكلفته 4.7 مليار دولار أمريكي، بشكل يمكنه مقاومة قنبلة نووية تزن 24 طناً.

ولا يزال مكتب وغرفة نوم الرئيس اليوغسلافي تيتو-الذي لم يتمكن من رؤية الملجأ- على حالهما وكأنهما يُعرضان في اليوم الأول من اتمام بنائه.

ويقع الملجأ في بلدة “كونييتش” جنوبي البوسنة، وتم افتتاحه عام 2011، بمهرحان ثقافي أقامته مؤسسة “بيانالين” الثقافية.

وقال مساعد رئيس المؤسسة، ميرنس باليتش، إنه لا توجد أي وثيقة رسمية تفصح عن سبب تسمية الملجأ بـ “إسطنبول”، غير أن التقديرات تشير إلى أن حسن العلاقات بين البلدين في تلك الفترة، كان سببا في إطلاق تلك التسوية على الملجأ.

وأشار إلى أن يوغوسلافيا شهدت نهضة عمرانية خلال الفترة التي تمت فيها بناء الملجأ، لافتا إلى العمال الذين شاركوا في إنشائه، كانوا يظنون أنهم يبنون شيئا آخر غيره، لوجود أبنية ومصانع مشابهة في تلك الفترة، ولأن السلطات أخفت عنهم حقيقته.

وأوضح أن الجيش اليوغوسلافي حافظ على سرية الملجأ بشكل كبير، وأخذ تعهدات خطية من العاملين في بناء المكان، حول امتناعهم عن إفشاء المعلومات المتعلقة بالملجأ إلى أي جهة أخرى.

ولفت باليتش إلى أن عدد زوار الملجأ منذ 2011، بلغ نحو 8 آلاف، مؤكدا أن كل ما يحويه الملجأ يعود إلى عام 1979.

وجوزيف بروز تيتو رجل دولة وعسكري يوغوسلافي من أصل كرواتي، شغل مناصب عليا في يوغوسلافيا السابقة منذ عام 1943 حتى وفاته في 1980، وحظي بشعبية كبرى في بلاده نتيجة سياساته الاقتصادية ودبلوماسيته الناجحة.

اشتهر تيتو على الصعيد الدولي عقب تأسيسه حركة عدم الانحياز، واتبع سياسة قمعية ضد أي حركة قومية تسعى للاستقلال عن يوغوسلافيا، التي تفككت عقب وفاته.

واستقلت البوسنة والهرسك، عن يوغوسلافيا بعد الاستفتاء الذي جرى في الأول من مارس/ آذار عام 1992.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.