ردا للجميل.. مدرب سوري يسخّر قدراته لتطوير رياضة الكاراتيه في تركيا

بعد أن فرّ من آلة القتل التي تسفك دماء الأبرياء في بلاده، وحطّ برحاله مع أسرته في تركيا، بدأ الحكم الدولي ومدرب الكاراتيه السوري أحمد جليل العلي، بتسخير قدراته وخبراته لتطوير رياضة الكاراتيه في تركيا، وإنشاء لاعبين محترفين في هذه اللعبة.

وخلال مسيرته الرياضية، نال العلي البالغ من العمر 47 عامًا، العديد من الميداليات وحقق الكثير من الألقاب في البطولات المحلية والعالمية في رياضة الكاراتيه، وعمل كمدرب للمنتخب الوطني السوري قبل اضطراره إلى الرحيل لتركيا قبل 3 أعوام.

ويشرف العلي حاليًا على تدريب 20 رياضيًا في ولاية شانلي أورفة جنوبي تركيا، والمتاخمة للحدود السورية، بينهم 8 التحقوا بالمنتخب الوطني التركي.

ويرغب العلي في ارتداء أبنائه الشباب الأربعة قميص المنتخب التركي وممارسة اللعبة تحت علم النجمة والهلال، وذلك ردًا للجميل الذي تقدّمه أنقرة للاجئين السوريين منذ اندلاع الأحداث الدموية في بلادهم قبل 6 سنوات.

وفي حديثه للأناضول قال العلي إنه يشرف على تدريب الرياضيين في صالة الحميدية الرياضية التابعة لبلدية ولاية شانلي أورفة.

وأوضح أنه حصل على العديد من الألقاب في المسابقات المحلية والدولية خلال مسيرته الرياضية، معربًا عن حزنه الشديد لما حلّ ببلاده من مآسي وآلام.

وتابع العلي قائلًا: “كنت أشرف على تدريب المنتخب الوطني في سوريا قبل مجيئي إلى تركيا، ولكنني لم أتمكن من المكوث كثيرًا في ظل النظام السوري، والشعب يتعرض لظلمه وجوره”.

وأثنى على الجهود التي تقدمها تركيا للاجئين السوريين خلال السنوات الست الأخيرة، وأضاف “أعيش هنا في شانلي أورفة مع أسرتي وأقربائي، وأعرب عن امتناني البالغ لتركيا للمساعدات التي قدمتها للسوريين عامة وللرياضيين منهم على وجه الخصوص”.

وأردف المدرب السوري “لا نعاني من مشاكل في تركيا ونتنقّل بحريتنا، ونشارك في المسابقات، وأقوم بتدريب الرياضيين الأتراك، وشاركنا في دورة البوسفور للكاراتيه، وآمل أن أساهم في نهضة هذه الرياضة هنا”.

وأعرب العلي عن رغبته الشديدة في رؤية أبنائه وهم يرتدون قميص المنتخب الوطني التركي والصراع في الحلبات لجلب ميداليات وألقاب لهذا البلد، مشيرًا أنّهم كانوا سابقًا ضمن المنتخب السوري قبل مغادرتهم البلاد.

وفي هذا السياق قال العلي: “إبني أسامة (13 عامًا) والآخر معتز (8 أعوام) شاركا في دورة البوسفور للكاراتيه بمدينة إسطنبول وحققا الميدالية البرونزية فيها، وأتمنى أن أحصل على الجنسية التركية كي أنتسب بشكل رسمي لاتحاد الكاراتيه هنا وأمارس مهنتي بصفة رسمية”.

من جانبه قال مصطفى أق ممثل اتحاد الكاراتيه في ولاية شانلي أورفة، إنّ مؤسسته ترغب في الاستفادة من إمكانات وقدرات العلي، وتعمل على توفير كافة المقومات له من أجل تطوير رياضة الكاراتيه في الولاية.

وأضاف أق “نتلقى دعمًا تدريبيًا من المدرب السوري العلي، ونسعى لإنشاء وإعداد وتخريج الأبطال من شانلي أورفة”.

وأوضح “نعمل في الولاية من أجل دمج أشقائنا السوريين في الرياضة، إضافة لدمجهم في المجتمع التركي”.

المصدر : الاناضول .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.