التركي “إيمري مور”.. “ميسي” جديد لكرة القدم العالمية

التركي إيمري مور؛ موهبة صاعدة تلاقي اعترافا وإشادة من قبل صنّاع كرة القدم العالمية، حتى أنّ البعض يشبهه بالنجم ليونيل ميسي، ما أهّله للإنضمام إلى نادي بورسيا دورتموند المشارك حاليا في الدرجة الأولى من الدوري الألماني، كما يلعب الشاب أيضا لصالح منتخب بلاده.

ولد إيمري في مدينة لودينشايد الدنماركية، في 24 يوليو/ تموز 1997، من أب تركي وأم مقدونية، وهو ما منحه الجنسيتين التركية والدنماركية.

ظهر ولعه بكرة القدم في سنّ مبكّرة للغاية، وتحديدا في الرابعة، حتى أن شغفه بهذه الرياضة بدا فطريا.

بداياته كانت مع “برونشوج”، وهو فريق إحدى ضواحي العاصمة الدنماركية، قبل أن ينضم في 2006 إلى نادي لينغبي بولدكلوب، غير أنّ أوّل عقد له وقّعه في 2015 مع نادي نوردشيلاند، وكانت تلك بداية الإحتراف الحقيقية بالنسبة للشاب.

خاض اللاعب الناشئ مع النادي الدنماركي 13 مباراة، وسجّل منذ موسمه الأول معه هدفين شكّلا بداية دخوله دائرة الإهتمام الإعلامي المحلي تدريجيا.

لم يكن من الصعب على صنّاع كرة القدم رصد هذه الموهبة الصاعدة، والتكهّن بقدراتها وأدائها، واتفق المختصون على أن قدرات الشاب تشي بمستقبل كروي استثنائي، فكان أن إلتقطه المدرب التركي فاتح تريم، بعد أن نجح في إقناع والده، بما أن إيمري لا يزال قاصرا، في الإنضمام إلى المنتخب التركي لكرة القدم دون الـ 21 عاما.

وفي الواقع، فإن حماس الفتى هو ما أقنع والده الذي كان، حينذاك، يقضي عقوبة بالسجن لمدة 4 أشهر، على خلفية ارتكابه حادثا مروريا بسيارة غير مؤمّنة، قبل اتمام جميع الإجراءات الإدارية اللازمة في تركيا.

وفي 29 مايو/ أيار 2016، دخل إيمري البالغ من العمر 18 عاما، إلى الملعب في الشوط الثاني من مباراة ودّية جمعت منتخبي تركيا ومونتينيغرو (الجبل الأسود/ دولة تقع في جنوب أوروبا)، غير أنه سرعان ما استحوذ على اهتمام الجميع، واحتكرت صورته الشاشات العملاقة وشاشات التلفزيون.

أداء بدا أكبر من عمره بكثير، وتمرير محترف للكرة، إضافة إلى طريقة لعبه التي فاجأت خصومه، وسرعته ومهارته، جميعها نقاط مضيئة منحت المقابلة رونقا خاصا، كان لا بد وأن يدفع نحو فوز المنتخب التركي في الوقت بدل الضائع بنتيجة هدف لصفر.

فوز وجّه أنظار الإعلام وعشاق كرة القدم في تركيا إلى المهاجم الشاب، واصفين إياه بـ “المعجزة” الجديدة، لتصبح مسيرته الكروية والشخصية المادة المفضلة لجل التقارير الإعلامية المختصة في الرياضة، وهو ما شجّع المدرب فاتح تريم على عدم تفويت فرصة إلتقاط الإكتشاف الجديد في كرة القدم التركية.

المختصّون حول العالم أجمعوا على أن هذا الشاب الموهوب الذي لا يتجاوز طول قامته 1.69 متر، يمتلك مهارة وسرعة النجم العالمي ليونيل ميسو. جميعهم اتفقوا على أن هذا هو التشبيه الذي يتطابق تماما مع سرعة المهاجم وقدرته على مراوغة أي مدافع، وعلى مسافة قصيرة للغاية، وعلى نجاحه في المناورة حتى في أصعب الزوايا والأوقات.

توهّج انتهى به ضمن قائمة اللاعبين الـ 23 ممن تم اختيارهم لتشكيلة المنتخب التركي لكرة القدم للمشاركة في كأس الأمم الأوروبية دون 21 “يورو 2016″، ولعب ضد منتخب تشيك في مدينة “لنس” شمالي فرنسا، في مباراة انتهت بفوز الأتراك بنتيجة هدفين لصفر.

تألّق صنّفه كثالث أصغر لاعب قادر على حسم المباريات في تاريخ المنافسة، قبل أن يلمع اسمه في نهاية البطولة ضمن أفضل 11 لاعبا دون الـ 21 في “يورو 2016” المقام حينها بفرنسا.

وبلمعان اسمه في البطولة الأوروبية، أصبح إيمري هدفا لمدرّبي مختلف الفرق الكروية الأوروبية، وفتح أمامه مجال التعاقد، في يونيو/ حزيران الماضي، مع نادي بورسيا دورتموند الألماني، مقابل 10 مليون يورو دون اعتبار المكافآت.

مدرب النادي الألماني، توماس توخل، قال متحدثا عن إيمري للإعلام المحلي في بلاده، أنه شاب بقدرات فوق مستوى الشكوك، وقادر على أداء حركات فنية من الدرجة العالية، غير أنه يتطلّب بعض الصبر، لأنه يحتاج إلى الوقت ليتأقلم مع المستوى العالي ومع اللعب الجماعي المعتمد في بروسيا.

أما مدرّب المنتخب التركي فاتح تريم، فقال عنه، في تصريحات إعلامية: “نحن نعرفه، فهو لاعب بخصال لا يمكن إنكارها، وهو لا يلعب كثيرا، وهذا ما يطرح إشكالا، غير أنه ينبغي أن يكون صبورا ليتأقلم مع اللعب الجماعي”.

وأضاف: “ينبغي على إيمير أن يحذق فن قراءة كرة القدم جيدا، وانضمامه إلى دورتموند يجعلني سعيدا لأن هذا الفريق مدرسة جيدة بالنسبة له”.

توماس توخل أدرك، من جانبه، قدرات اللاعب التركي، وأقحمه كلاعب أساسي في تشكيلته بمباراتيه الأخيرتيْن للبطولة أمام فريقيْ “شالكه 04″ و”هامبورغ” الألمانيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.