في تركيا.. شواهد قبور ذكية.. ترتل القرآن وتروي الزهور

في وقت اشتغل فيه أقرانهم بأنشطة متنوعة، يغلب عليها المرح والتسلية، تمكنت الطالبتان “غول أورال” و”بهار أقتار”، من ابتكار جهاز الكتروني يعتمد على تكنولوجيا خاصة، من أجل رؤية القبور، وترتيل القرآن الكريم للمتوفين، وغيرها من الوظائف، وكلها تتم بضغطة زر عن بعد.

فإذا كنتم ممن يعانون من الغربة، وفراق الوطن، ستوفر لكم الأجهزة التي أُطلق عليها اسم “شواهد قبور ذكية”، فرصة لرؤية قبور أقاربكم وأحبابكم، وقراءة القرآن لهم، بل ستمنحكم أيضا فرصة ريّ الزهور والنباتات المنتشرة حول القبر.

وتحت شعار “بالتكنولوجيا تُزال عوائق الحياة”، خطت الطالبتان أورال وأقتار، اللتان لا تزالان تدرسان في الصف الثالث الإعدادي في إحدى مدارس شانلي أورفه جنوب شرقي تركيا، أولى خطواتهما نحو تنفيذ المشروع، وأفئدتهم مملوءة برغبة كبيرة في تقديم خدمة جديدة من نوعها إلى المجتمع.

وعن مشروع شواهد القبور، قالت أورال في حديث لـ”الأناضول”: “لاحظنا انزعاج الناس عند زيارتهم القبور، بسبب توالي الأطفال عليهم، وطلب المال، مقابل قراءة القرآن الكريم للمتوفى، وريّ النباتات حول القبر”.

وأضافت: “من هنا بدأنا التفكير في ابتكار ما، يجعلنا نستغني عن كل ذلك، وبعد عدة تجارب، نجحنا في انتاج جهازنا”.

وعن طريقة عمل الجهاز، قالت إحداهما “أولا ركب الجهاز أو يلصق على القبر، ويعمل بالطاقة الشمسية، ومزود بنظام تحكم عن بعد، إلى جانب كاميرا وتقنيات أخرى”.

وأوضحت أورال أن صاحب الجهاز بإمكانه عن طريق موجه تحكم عن بعد (ريموت كونترول)، فتح الكاميرا ورؤية القبر، وتشغيل آيات القرآن الكريم.

الطالبة التركية لفتت أيضا أنهما صمما قسما في الجهاز لتخزين مياه الأمطار والثلوج، لاستخدامها وقت الحاجة في ري النباتات والزهور المنتشرة فوق وحول القبر.

من جانبها، قالت أقتار شريكة أورال في المشروع: “رغبنا منذ أول يوم لنا في انتاج هذا العمل إلى تيسير حياة الناس، وننتظر الدعم لتطويره وتعميم الفائدة قدر المستطاع”.

وعن مدى جواز المشروع من الناحية الدينية، أضافت أقتار: “بالفعل راجعنا عددا من المشايخ والعلماء في دور الإفتاء وكليات الشريعة، وعلماؤنا الأفاضل أراحوا قلوبنا وأكدوا عدم وجود حرمة تمنع انتاجه، بل على العكس عبّروا عن اعجابهم بالمشروع”.

وأضافت: “غالبية زائري القبور ينزعجون من توالي أسئلة الأطفال في القبور حول قراءة القرآن و رعاية القبور مقابل المال، وهذا الأمر لا يناسب الحالة المعنوية للمكان وللزائرين أيضا”.

أمّا مدير المدرسة إسماعيل آشار فقال: “نولي أهمية كبيرة بهذه النوعية من المشاريع التي تعود بالخير على سائر أفراد المجتمع، وقد اطلقنا على عامنا الدراسي الجاري عام “ابتكار المشاريع”.

وأضاف: ” حصد هذا المشروع مركزا متقدما في النسخة الثالثة لمهرجان تركيا الدولي للثقافة والعلوم بمدينة غازي عنتاب، فضلا عن جائزة أخرى نالها في مهرجان علمي آخر في ولاية ملاطية”.

مدير المدرسة تابع قائلا: “نشعر بسعادة كبيرة لنجاح الفتاتين أورال وأقتار، ونتوقع لهما مستقبلا علميا باهرا، وسنواصل السعي إلى زيادة وتنمية مهاراتهم العلمية”.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.