خلية نحل “جوالة”.. ابتكار تركي لجني العسل الطبيعي

في مغامرة فريدة، ابتكر رجل الأعمال التركي، إبراهيم سنجق، نظامًا جوّالًا لتربية النحل على مقطورة شاحنة تضم عشرات الخلايا، يجول بها المدن التركية لانتاج العسل الطبيعي الخالص.

عَمِل سنجق (37 عامًا) في تربية الحيوانات بمسقط رأسه في مدينة طرابزون التركية، ثم قرر الاقامة في مدينة إسطنبول، ليبدأ في العام 2010 بمغامرة تربية النحل بشكل تدريجي وفق طرق تقليدية.

ومع مرور الأيام، شارك رجل الأعمال التركي في برامج تدريبية مختلفة متخصصة بمجال تربية النحل، لتطوير نفسه وإمكاناته، حيث خاض تجارب متعددة مع خبراء ميدانيين في المجال ذاته.

وفي نهاية البرامج التدريبية، حصل سنجق على شهادة تربية النحل وبدأ باجراء بحوث من أجل ضمان حماية الخلايا أثناء عمليات النقل بين المناطق والحيلولة دون تحطمها، فضلًا عن خفض التكاليف.

تعرّف سجنق على “نظام تربية النحل الجوّال” الذي جرى تطويره في معهد أوردو لأبحاث تربية النحل في ولاية أوردو التركية بمنطقة البحر الأسود شمالًا، وعندما أراد شراء النظام قوبل بالرفض.

وعلى إثر ذلك، قرّر رجل الأعمال التركي ابتكار نظامه الجوّال الخاص لتربية النحل، بعد حصوله على وعد من المعهد بالمساعدة في الأمور التقنية والمشاكل التي قد يعاني منها أثناء تركيب النظام.

وفي وقت لاحق، أحال سنجق مشروعه الجديد إلى حرفي الأثاث في بلدة “كوبرو باشي” في طرابزون “مصطفى قايا”، ليعمل على تصميم النظام في مقطورة شاحنة كبيرة بداخلها خلايا ضخمة.

قسّم سنجق وقايا مقطورة الشاحنة إلى 4 أقسام، ثم وضعوا في كل منها خلايا تَسعُ الواحدة منها 23 إطارًا، ودعموا المقطورة بنظام تدفئة خاص وتقنية العزل الحراري بحيث يكون ملائمًا للنحلات.

كما وضعا على سقف المقطورة، ألواحًا شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية وتشغيل نظام التدفئة، بحيث تعمل بشكل تلقائي وفوري بعد انخفاض درجة الحرارة داخل المقطورة إلى ما دون الـ15 درجة مئوية.

وعند مصادفة مشاكل في انتاج الطاقة الكهربائية بواسطة الألواحة الشمسية، تبدأ المولّدات الكهربائية بالعمل فورًا لضمان حماية النحل من خلال المحافظة على حرارة المحيط في جميع الأحوال.

وتضم الشاحنة مخزنًا خاصًا، مدعوم بآليات تعمل على نقل العسل المنتج إليه، ويستطيع تخزين طن واحد، وبعد ذلك يعمل سنجق على نقل العسل إلى المخبر لاجراء التدقيقات والقيام بعملية التعليب.

وخلال حديثه للأناضول، أشار إبراهيم سنجق إلى أهمية “نظام تربية النحل الجوّال” بالنسبة للمربّين المتجوّلين الراغبين بانتاج العسل الطبيعي الخالص دون إطعام النحل مواد صناعية أو كيميائية.

وقال سنجق إن هذا النظام يتمتع بالأمان والسرعة وسهولة النقل، مضيفًا: “علينا أن نراقب الزهور التي تتفتح في أنحاء تركيا على مدى 12 شهرًا، وهذا النظام يضمن وصولنا إلى الأماكن المناسبة”.

وأردف أن “الخلايا والنحل الموجود بداخلها لا تتعرض لتهديدات في هذا النظام على عكس الأحوال التقليدية، حيث تضم الخلية الواحدة حوالي 100 ألف نحلة، ولدينا 20 مليون نحلة في الوقت الراهن”.

وأشار سنجق إلى أن تصميم النظام الجديد المدعوم بتقنيات متطورة، استغرق حوالي 6 شهور، وكلّف نحو 500 ألف ليرة تركية ما يعادل 140 ألف دولار أمريكي.

وأوضح أنه يزور على مدى العام مناطق مختلفة في تركيا للعثور على الغذاء الطبيعي للنحل، حيث يتوجّه إلى منطقة البحر المتوسط جنوبًا خلال فصل الشتاء، ويتمركز في منطقة مرمرة وتراكيا شمالًا في فصل الصيف.

وأكّد سنجق أنه أنتج 4.5 طنًا من العسل بفضل “نظام تربية النحل الجوّال” خلال عام 2016، مبينًا أن سعر الكيلوغرام الواحد يتراوح ما بين 60 إلى 100 ليرة تركية (حوالي 18 – 30 دولار).

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.