تركيا.. قصر “دولمه باغجه” يزخر بأكثر من 55 ألف تحفة تاريخية

يحظى متحف مقتنيات قصر “دولمه باغجه” (وتكتب أيضا دولما بهتشه، ودولما بهجة)، الواقع في منطقة بشيكطاش بالشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول، باهتمام السياح المحليين والأجانب، لما يحتويه من تحف تاريخية يبلغ عددها أكثر من 55 ألف قطعة، ترجع لفترات وعصور زمنية مختلفة.

تم جمع المقتنيات في أحد الأجنحة الحديثة التابعة للقصر التاريخي، إذ لا يتم عرضها في أروقة البناء المفتوحة للزوار.

افتتح متحف مقتنيات القصر، عام 2011، ويضم بين جنباته أعدادًا كبيرة ومتنوعة من التحف الفنية والتاريخية بدءًا من الشمعدان (مَنارة تُركَّز عليها شَمعة للاستضاءة)، إلى المزهريات، ومن الخزف والبورسلين، إلى الطاولات الخشبية، والمقاعد، ومن المنسوجات إلى مستلزمات المطبخ، والإضاءة، فضلا عن بواكير العديد من الروايات البوليسية، وألعاب الأطفال.

المتحف بمقتنياته يعرض أمام الزوار صورة كاملة عن الحياة التي كانت سائدة في القرن الـ19، بكل ما تشتمله من فنون وأناقة تأسر معها القلوب والألباب.

وفي مقابلة مع مراسل الأناضول، قالت مديرة المتحف، كوللر قره حسين، إن “لكل قطعة من المقتنيات المعروضة حاليًا في المتحف أو تلك الموجودة في المخازن حكاية خاصة بها”.

وأضافت أن المقتنيات المعروضة استخدمت في القصر من قبل السلاطين والأمراء والأميرات.

وأشارت قره حسين، أن تلك التي كانت تستخدم منها في المناسبات الخاصة والمراسم “لا تقدر بثمن”.

وتابعت المديرة في ذات السياق “يعرض في واجهات عرض المتحف ألف و508 قطعة تاريخية فقط من أصل 55 ألف قطعة. ومن الجدير بالذكر أن كافة المقتنيات سواء المعروضة أو الموجودة في المخازن، يرجع تاريخها إلى القرن الـ19؛ واستخدمت جميعها في عهد آخر 6 سلاطين عثمانيين، فضلا عن الخليفة الأخير عبد المجيد أفندي، إلى جانب استخدامها في السنوات الأولى للجمهورية التركية”.

وأشارت قره حسين، إلى وجود قطع فنية قيّمة في واجهات العرض الخاصة بالبورسلين، ومستلزمات الإضاءة، والثريات والسجاد، والمنسوجات، ولعب الأطفال، والأثاث والكتب.

ولفتت إلى أن واجهة العرض التي بها لوحات وصور الخليفة عبد المجيد أفندي، بها عدد من المقتنيات المصنوعة من الزجاج والكريستال.

وأضافت “المتحف ومخزنه بهما مقتنيات تجسد تلك الفترة، وكان يتم استخدامها في الحياة اليومية والمناسبات الخاصة”.

وشددت قره حسين، أن القائمين على المتحف يعملون بحرص بالغ من أجل المحافظة على تلك المقتنيات وحمايتها بهدف نقلها للأجيال القادمة.

وأشارت مديرة المتحف، إلى أن مقتنيات المتحف تلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل السياح.

وأضافت أن المتحف يحتوي على كل أدوات الطعام التي استخدمت على المأدبة التي أقامها السلطان عبد الحميد الثاني، على شرف الإمبراطور الألماني القيصر فيلهلم (كان قيصرا للرايخ الثاني الألماني، إلى جانب كونه ملكا لبروسيا) في شاليه قصر “يلدرز” التاريخي.

والسلطان عبد الحميد الثاني، ولد عام 1842، وهو خليفة المسلمين الثاني بعد المائة، والسلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرين من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة.

وتولى السلطان عبد الحميد، الحكم في 31 أغسطس/آب 1876، وخُلع بانقلابٍ سنة 27 أبريل/نيسان 1909، فوُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في 10 فبراير/شباط 1918.

وتابعت قره حسين المديرة، أن المتحف يضم أيضًا من بين المعروضات، المستلزمات والأدوات الطبية التي استخدمت في تلك الفترة، لا سيما أدوات أطباء الأسنان.

كما يضم المتحف كافة الأدوات والمستلزمات التي استخدمها السلاطين والخلفاء في قصري دولمه باغجه ويلدز، إضافة إلى ألعاب الأميرة العثمانية “خدیجة خیریة عائشة در شهوار”، ابنة الخليفة عبد المجيد أفندي، أميرة مدينة حيدر أباد في الهند، والتي تزوجت في 1931 من الأميرَ “حمايت علي خان”، أكبر أبناء “عثمان علي خان”، آخر حكام إمارة حيدر أباد بجنوبي الهند، وأغنى رجل في العالم حينها.

ولفتت أن مجموعة المقتنيات الخاصة بالأميرة خديجة در شهوار، تضم ألعابها المصنوعة من الخزف والخشب، وعربتها، وفيل خشبي خاص بها، ودفتر تلوين، وكتاب شعر، وألعاب الذكاء، وغيرها من المقتنيات.

وعبرت قره حسين، عن فخرها لكونها مسؤولة عن حماية هذه المقتنيات التي لا تقدر بثمن.

وأشارت إلى أن فريق العمل يتخذ كافة إجراءات واحتياطات السلامة لحماية هذه الكنوز الوطنية والقطع الأثرية.

وذكرت أن متحف المقتنيات ومخزنه يفتحان أبوابهما أمام الزوار يوميا على مدار الأسبوع من الساعة التاسعة صباحا، إلى الخامسة مساء، ما عدا أيام الإثنين، والأيام الأولى من الأعياد الدينية.

وقصر “دولمه باغجه”، كان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ 1856 حتى 1922.

ويقع القصر على جزء من الشريط الساحلي الذي يمتد من قره كوي وحتى ساري، ويربط بين منطقتي قباطاش وباشيكطاش بإسطنبول، وهو مواز لمنطقة اسكودار (بالجانب الآسيوي) على الساحل الغربي لمضيق البوسفور الممتد من بحر مرمرة وحتى البحر الأسود.

المصدر : وكالة الأناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.