نواب عراقيون يدعون لطرد “بي كا كا” الإرهابية من بلادهم بتنسيق تركي

نظرًا لكونها تشكّل خطرًا على العراق، دعا نواب من كتل سياسية من أطياف مختلفة في البرلمان العراقي، حكومة بلادهم إلى طرد منظمة “بي كا كا” الإرهابية من الأراضي العراقية، عبر التنسيق مع تركيا.

دعوة النواب تأتي بعد أسبوعين من تحذير رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، إقليم الشمال من “إقحام منظمة (بي كا كا) الإرهابية في النزاع بشأن مدينة كركوك (شمال)”، معتبرا الأمر “إعلان حرب على القوات العراقية”.

وبعدها بيوم، شنت القوات العراقية حملة عسكرية استمرت أسبوعًا، سيطرت خلالها على محافظة كركوك، وغالبية المناطق المتنازع عليها بين بغداد وإقليم الشمال.

النائب عن “كتلة الإصلاح” (أحد مكونات التحالف الوطني الشيعي، 180 مقعدا من أصل 328)، حيدر الفؤادي، يقول إن على العراق “التنسيق مع تركيا لطرد منظمة (بي كا كا) من أرض العراق”.

وأضاف الفؤادي، خلال حديثه للأناضول أنه “مطلوب من الحكومة العراقية بسط سلطتها في كل أنحاء العراق، وعدم ترك المجال للمنظمات الإرهابية للعبث بأمن العراق”.

وأشار إلى أن “منظمة (بي كا كا) دخلت للعراق بصورة غير شرعية، ويجب التنسيق مع الجانب التركي لإخراجها نظرًا لما تسببه من فتن”.

ولفت الفؤادي إلى أن “هذه المنظمة الإرهابية تقدم على أعمال مشبوهة بالعراق، تدفع إلى الحرب الأهلية”، مشددا على وجوب “اتخاذ خطوات جادة مع تركيا ضد المنظمة”.

بدوره، يرى النائب عن “تيار الحكمة” (أحد مكونات التحالف الوطني، 10 مقاعد)، حسن خلاطي، ضرورة لعب الحكومة العراقية دورا “ضد المنظمة الإرهابية وإخرجها من العراق كما فعلت مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية”.

وقال خلاطي في حديث للأناضول، “نحن لا نقبل بوجود منظمات إرهابية على أراضي العراق تعمل ضد الدول المجاورة”.

وأضاف أن “منظمة (بي كا كا) كان لها دورا سلبيا في الأحداث الأخيرة في كركوك عبر وجودها المسلح ضد السلطة الاتحادية (العراقية)”.

ودعا خلاطي إلى “التعامل مع (بي كا كا) كما هو الحال مع منظمة مجاهدي خلق، التي أُخرجت من العراق”.

ووفق اتفاق بين العراق والأمم المتحدة تم إخراج 280 عضوا في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة سنة 2016، كانوا يعيشون في معسكر “ليبرتي” قرب مطار بغداد الدولي إلى دول أوروبية.

وتقول الحكومة العراقية إنهم -أي أعضاء المنظمة الإيرانية- أصبحوا غير مرغوب بهم على أرض العراق، بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

**تهدد أمن تركيا
من جانبه، يؤكد النائب عن “كتلة الأحرار” (35 مقعدا)، عبد العزيز الظالمي، أن “منظمة (بي كا كا) تهدد أمن العراق وتركيا على حد سواء”.

ويقول الظالمي، خلال حديثه للأناضول، إن “أي جهة تهدد أمن واستقرار العراق معرضة لفرض القانون؛ ومن المفترض على الحكومة العراقية اتخاذ موقف من المنظمة التي تهدد أمن العراق وتركيا “.

ويشير إلى “التنسيق الأمني الذي كانو موجودا بين العراق وتركيا عند وجود تنظيم داعش داخل الأراضي العراقية”، داعيا إلى الأمر نفسه ضد منظمة (بي كا كا)”.

ويتخذ عناصر منظمة “بي كا كا” الإرهابية من مناطق جبلية أقصى شمالي العراق، منطلقا لشن هجمات داخل الأراضي التركية.

وتفيد تقارير غير رسمية بأن المنظمة وجدت لها موطئ قدم في قضاء سنجار غرب الموصل (شمال) في خضم الفوضى التي رافقت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على المنطقة صيف 2014، وما أعقبها من عمليات عسكرية لاستعادة القضاء لاحقا.

ويؤكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف “دولة القانون” (يتزعمها نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، 92 مقعدا)، محمد الصيهود، “ضرورة إيجاد تنسيق عراقي تركي إيراني ضد منظمة (بي كا كا) ومحاولات التقسيم (في إشارة إلى الاستفتاء الباطل)”.

وقال الصيهود، إن “قرارات البرلمان العراقي الأخيرة حول قيام الحكومة بواجباتها تصب في صالح الحفاظ على وحدة العراق”.

ودعا الحكومة العراقية إلى “التنسيق مع تركيا وإيران للوقوف ضد المشروع التقسيمي (للعراق)، ومطاردة هذه العصابات (في إشارة منظمة “بي كا كا الإرهابية) التي تهدد أمن العراق وتركيا”.

وأضاف: “على الحكومة وضع حد لدكتاتورية (رئيس إقليم الشمال) مسعود البارزاني، ومنظمة (بي كا كا) التي وقفت الى جانب الانفصاليين المتمردين ضد وحدة العراق”.

وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم الشمال، استفتاء الانفصال الباطل في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية “عدم دستوريته”، وترفض التعامل مع نتائجه.

من جهته، شدد النائب عن “تحالف القوى” (أكبر ممثل للسنة في البرلمان، 45 مقعدا)، عبد الرحمن اللويزي، على “ضرورة عدم إبقاء منظمة (بي كا كا) بالعراق؛ لأنها لا تنسجم مع الدستور العراقي، الذي لا يسمح بإيواء مثل هذه المنظمات التي تؤثر على علاقاته بالدول العربية والإقليمية”.

وقال اللويزي، إن “يجب إخراجها من العراق، لأنها ستسبب مشاكل له وللدول الإقليمية خاصة تركيا”.

ولفت الى “إمكانية إيجاد تنسيق مشترك مع دول الجوار، من أجل عدم بقاء أي منظمة تعمل على زعزعة أمن الدول المجاورة”.

ودأبت قوات الأمن والجيش التركي على استهداف مواقع المنظمة الإرهابية وملاحقة عناصرها جنوبي وجنوب شرقي البلاد وشمالي العراق.

ويأتي ذلك ردًا على هجمات إرهابية تنفّذها عناصر المنظمة الانفصالية داخل البلاد بين الحين والآخر، ضد مدنيين وعناصر الأمن التركي.

الاناضول


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.