خط باكو – تبليسي – قارص.. “شريان حديدي” جديد بين آسيا وأوروبا

يشكل خط باكو – تبليسي – قارص الحديدي الذي تم تدشينه، أمس الاثنين، شريانا تجاريا جديدا بين آسيا وأوروبا عبر تركيا، الأمر الذي من شأنه تعزيز التبادل التجاري بين دول القارتين.

وفي تصريح للأناضول، قال التركي فاتح شنر رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية شركات النقل الدولية، إن الخط المذكور سيكون بمنزلة “الشريان الرئيس” للتجارة بين آسيا الوسطى وأوروبا، ومن شأنه أن ينشط الحركة التجارية بينها في عدة مجالات.

ولفت “شنر” إلى أن الخط المعروف باسم “طريق الحرير الحديدي” سيتم وصله بمشروع أنفاق “مرمراي” الذي يربط شطري مدينة إسطنبول الآسيوي والأوروبي من تحت مضيق البوسفور، وبالتالي سيكون من المتاح شحن البضائع من أوروبا إلى الصين عبر السكك الحديدية دون انقطاع.

فيما أشار أن الخط الحديدي الجديد سيؤمن ارتباط تركيا عبر السكك الحديدية بدول آسيا الوسطى والشرق الأقصى وجنوب آسيا، من خلال ارتباط الخط بخطوط السكك والعبّارات البحرية العابرة لبحر قزوين، والممتدة إلى كازاخستان وتركمانستان.

تنشيط الحركة التجارية

وذكر المسؤول التركي أن تكلفة شحن السلع عبر السكك الحديدية منخفضة مقارنة بغيرها من الوسائل، وأنه مع دخول الخط الجديد حيز الخدمة، سيكون بالإمكان شحن بضائع كان يصعب تصديرها من قبل بسبب تكلفة شحنها، مثل مواد البناء، والأسمدة، والقمح.

وأشار إلى أن منتجات ذات جودة عالية مثل القمح والمشتقات النفطية ومواد خام الأسفلت، التي تنتجها دول مثل كازاخستان وتركمانستان وأذربيجان، لم تكن تصل تركيا والأسواق العالمية بسبب التكلفة المرتفعة لشحنها، إلا أنه بعد تدشين الخط الحديدي الجديد سيكون ذلك متاحا بسهولة، فضلا عن تصدير مواد البناء من تركيا إلى تلك الدول.

حلقة وصل بين لندن وبكين

وأوضح رئيس اللجنة أنه من الوارد ربط القطارات المنطلقة من الصين، بأوروبا عبر ميناء بوتي في جورجيا.

ورأى أنه لتسريع شحن البضائع أكثر عبر هذا المشروع ينبغي بناء سكك حديدية ذات خطوط مزدوجة، على غرار الطرق البرية في تركيا.

ويبلغ طول خط باكو ـ تبليسي ـ قارص 838 كم، 76 كم منها تمر عبر تركيا، و295 كم من جورجيا، و503 من أذربيجان.

وسيتيح الخط الوصول من لندن إلى بكين عبر السكك الحديدية دون انقطاع.

ومن المنتظر أن يتم نقل البضائع الصادرة من الصين إلى بحر قزوين وميناء آلات في باكو عبر كازاخستان وتركمانستان، ومن هناك إلى أوروبا من خلال جورجيا وتركيا.

ويرمي مشروع خط باكو ـ تبليسي ـ قارص إلى نقل مليون راكب، و6.5 ملايين طن من البضائع سنويا في المرحلة الأولى.

خط بديل

وتمر كافة السكك الحديدية الواصلة بين الصين وأوروبا حاليا عبر الأراضي الروسية، إلا أن دخول خط باكو ـ تبليسي ـ قارص نطاق العمل، سيقلص المسافة نحو 7 آلاف كم، وبالتالي سيكون وجهة بديلة مفضلة في هذا الإطار.

وبناء على ذلك ستصل البضائع من الصين إلى أوروبا عبر هذا الخط في غضون 15 يوما.

وأمس الاثنين، جرى افتتاح خط سكة الحديد الجديد في ميناء “ألات” شرق العاصمة الأذرية باكو، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأذري إلهام علييف، ورئيس وزراء كازاخستان باقيتجان ساغينتاييف، ونظيريه الأوزبكي عبد الله أريبوف، والجورجي جيورجي كفيريكاشفيلي.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.