تركيا تسعى للانضمام لنادي مصنّعي طائرات الشبح

بينما تتعرض تركيا للتهديد بالخروج من أكبر مشروع عسكري في التاريخ وهو إنتاج الطائرة الأميركية الحربية “إف-35″، فإنها تسعى في المقابل إلى أن تصبح أحد أعضاء نادي مصنّعي طائرات الجيل الخامس الشبحية التي لا ترصدها الرادارات، والذي يضم حالياً دولة واحدة هي الولايات المتحدة، وتقترب روسيا والصين واليابان من الانضمام إليه.

ahmed shafiq

وقال تيميل كوتيل، المدير العام لمؤسسة الصناعات الفضائية التركية، في كلمة أمام مؤسسة إسطنبول للفكر، مؤخراً، إن الشركة لا تزال تهدف إلى أن تحلّق طائرتها “تي إف إكس”، وهي مقاتلة الجيل المقبل من تركيا، في عام 2023 (أي في الذكرى المئوية للاحتفال بإنشاء الجمهورية التركية).

ونقل موقع “quwa” الباكستاني، المتخصص في الشؤون العسكرية، عن كوتيل قوله إن نتيجة الصفقة الأخيرة مع مجموعة “بي إي سيستمز” البريطانية، التي تبلغ قيمتها 100 مليون جنيه إسترليني، أنه سيتم تقديم “400 سنة عمل/عامل” من الاستشارات الهندسية ودعم العمل الفني للشركة التركية.

ويركز هذا العقد مع المجموعة البريطانية على تصميم الطائرة، ومن المتوقع أن يُختتم في غضون 4 سنوات، وبعد ذلك سيكون هناك عقد آخر مدته 4 سنوات للاضطلاع بتطويرها.

وستستفيد الطائرة التركية، في نهاية المطاف، من محرك مصمم محلياً ومزمع إنتاجه محلياً أيضاً، والذي سيكون جاهزاً في غضون 10 أعوام، حسب كوتيل.

وقبل ذلك، سيتم تزويد وحدات الطائرة الأولية بمحرك أجنبي، ربما من “رولز رويس” البريطانية.

وأكد كوتيل أن هدف تركيا هو تصدير الطائرة “تي إف إكس” إلى أسواق أخرى.

وكانت مجموعة ” بي إي سيستمز” البريطانية ومؤسسة الصناعات الفضائية التركية قد وقّعتااتفاقاً أولياً بشأن المرحلة الأولى من تطوير طائرة من الجيل الخامس التركية، بحضور رئيسي وزراء تركيا والمملكة المتحدة، في يناير/كانون الثاني 2017 .

تهديدات للمشروع العملاق

وتأتي هذه المساعي في ظل تهديدات تتعرض لها مشاركة تركيا في مشروع تصنيع الطائرة الأميركية الشبحية “F-35” والتي بدأت عام 2002.

إذ نقلت صحيفة “يني شفق” التركية عن مسؤول كبير بالقوات الجوية التركية، أن شراء أنقرة الصواريخ الروسية من طراز “إس-400” المضادة للطائرات والصواريخ، يمكن أن يؤثر على اقتناء البلاد أو تشغيلها طائرات “إف-35”.

ومن المقرر أن تشارك شركة الصناعات الفضائية التركية في تصنيع بعض المكونات بجسم هذه الطائرة الأميركية كجزء من الاتحاد الدولي الذي يتولى مشروع الـ”إف-35″ بقيادة شركة لوكهيد مارتن الأميركية.

وقد التزمت تركيا بشراء ما لا يقل عن 100 طائرة من طراز “F-35″، مقرر تسليمها بدءاً من عام 2018، وتم التوقيع على اتفاق قيمته 11.5 مليار دولار، وتم دفع جزء من المبلغ بالفعل.

وتتعرض مشاركة أنقرة في المشروع للتهديد جراء زيادة التوتر مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، وكذلك ارتفاع تكلفة الطائرة من 40 مليون دولار للواحدة إلى 110 ملايين.

ونقلت الصحيفة التركية عن خبراء في الدفاع قولهم إنه بميزانية قدرها 11.5 مليار دولار(التي ستُخصص لمشروع “إف-35”)، يمكن لتركيا تصميم وتصنيع طائرة وطنية محلياً، كما يمكن المشاركة في مشروعات متعددة الجنسيات مع بلدان مثل قطر وباكستان وأذربيجان وأوكرانيا وجمهوريات آسيا الوسطى وبلدان أوروبا الشرقية.

ولفت هؤلاء الخبراء إلى إمكانية اتباع نموذج كوريا الجنوبية في صناعة الدفاع، وأقصر الطرق للوصول إلى مستواها من حيث التكنولوجيا والتوازن الجيوسياسي، هو إقامة صناعة حديد وصلب جديدة بالتعاون مع الصين في تركيا.

هل إنتاج طائرة محلية مستحيل أم ممكن؟

ويعلق موقع “quwa” الباكستاني على مشروع تركيا لإنتاج طائرة محلية من الجيل الخامس، قائلاً: “إن الشركة طموحة ومتفائلة بشأن الطائرة (تي إف إكس)”.

ويكتسب هذا المشروع أهمية جراء احتياج القوات الجوية التركية لأن تحل الطائرة محل الطائرات من طراز “F-16” الموجودة لديها تدريجياً، وكذلك ستساعد الطائرة المقترحة أنقرة في أن تصبح مصدراً رئيسياً لمعدات الدفاع والفضاء الجوي.

وقد تواصلت الشركة التركية للصناعات الدفاعية مع الأطراف الثالثة المرتقبة، مثل باكستان، فيما يتعلق بالطائرة المقترحة .

دول عربية وإسلامية

ومن الممكن أن تقوم تركيا، عند اختتام مرحلة التصميم الأولى، بدعوة أطراف ثالثة للمشاركة بالاستثمار في تطوير الطائرة، ما سيساعد على توزيع النفقات العامة للبحث والتطوير.

ومع ذلك، فإن أسواق الصناعات العسكرية الحالية لتركيا -مثل المملكة العربية السعودية وباكستان وكازاخستان- مرشحة للتقشف.

ويتوقع بعض المحللين أن تبلغ التكلفة التراكمية للبرنامج (أي التصميم والتطوير والإنتاج) نحو 70 مليار دولار، هذا في حالة إنتاج 250 طائرة، وستبلغ التكلفة الشاملة، ومن ضمنها الصيانة، نحو 280 مليون دولار للطائرة الواحدة، وهو معدل معقول لمنصة من الجيل المقبل لمقاتلة تستند إلى التكنولوجيا الغربية.

ولكن، من المرجح أن تحدث وفورات أكبر في التكاليف مع توسيع الصناعات التركية نطاق إنتاج النظم الفرعية (مثل الرادارات) من خلال العديد من التطبيقات المخصصة للاستهلاك المحلي والتصدير، مثل ترقية المقاتلات الموجودة لدى القوات الجوية التركية حالياً لمستويات أعلى تكنولوجيّاً.

وتطور شركة أسيلسان التركية معدات إلكترونية جديدة، من ضمنها رادار نشط من المصفوفة إلكترونياً (إيسا) ومجموعة الحروب الإلكترونية من الجيل التالي لطائرات “F-16” للقوات الجوية التركية، وهذا التوطين للصناعات سيوفر في نفقات برنامج الطائرة “تي إف إكس”.

ويقول موقع “quwa” كذلك، إنه لحسن الحظ تركيا، فإن ندرة الطائرات الغربية من الجيل الخامس المماثلة يمكن أن توفر للطائرة سوقاً قابلة للنمو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.