إسطنبول تحتضن متحفا خاصا يؤرخ لمضيق البوسفور

الواصل بين قارتي آسيا جغرافيا وحضاري
قررت بلدية “صاري يير” بمدينة إسطنبول، افتتاح متحف خاص للتعريف بتاريخ مضيق البوسفور، بالمدينة التاريخية، الذي يصل بين البحرين الأسود ومرمرة، والقارتين الآسيوية والأوروبية، جغرافيا وحضاريا.

وقد شغل مضيق إسطنبول، الذي اشتهر في العصور القديمة على أنه محمي من قبل “زيوس” (أب الآلهة والبشر في الأساطير الإغريقية)، و”بوسيدون” (إله البحر في الميثولوجيا الإغريقية والرومانية)، مكانة مهمة في الكتاب المقدس والأساطير.

واحتضن المضيق، الذي نشأ قبل 7 آلاف و500 عام، حضارات مختلفة، وشهد كذلك أحداثًا مهمة في تاريخ البشرية.

وقال رئيس بلدية صاري يير، شكري كنج، إن بلديته بدأت الأعمال اللازمة لإنشاء متحف لعرض جميع الجوانب المتعلقة بتاريخ المضيق، والحياة البحرية التي يحتويها.

وأضاف كنج للأناضول، أن المتحف يهدف إلى التعريف بالتكوين الجغرافي للمضيق، والدور المهم الذي اضطلع به على مدى تاريخ البشرية، كما سيقدم المكان شروحًا للزوار عن الأحداث الجيولوجية التي ساهمت في ظهور المضيق.

ولفت أن خبراءً في مجال الجيولوجيا سوف يروون للزوار حكاية نشوء المضيق في العصر الجليدي الأخير، عقب ارتفاع مستوى المياه في البحار بما في ذلك بحر إيجة، وتدفق المياه نحو البحر الأسود.

وأفاد كنج أن الخبراء، ومن خلال محاكاة التدفق، سيقدمون للزوار شرحًا حول التيارات المائية الموجودة داخل المضيق، واختلاف كثافات السوائل في البحرين الأسود ومرمرة، والأسباب التي تقف وراء عدم اختلاط مياههما (البحرين) رغم اتصالهما عن طريق البسفور.

وأشار أن زوار المتحف سيتعرفون على معلومات مثيرة ومميزة عن الحياة البحرية في المضيق، والأسماك التي تعيش فيه، وكأنهم يقومون بجولة داخل أعماق المضيق.

وذكر كنج أن المتحف سيخصص قسمًا للطيور، وآخر للآثار.

ولفت أن قسم “الآثار” بالمتحف سيتفرع منه قسم آخر يسمى “السكان الأوائل للمضيق”، ليقدم معلومات وفق التسلسل الزمني، عمن سكنوا المناطق المحاذية للمضيق منذ أقدم العصور، إضافة إلى التعريف بالقصور والقلاع وأنواع السفن والقوارب التي يستضيفها البسفور.

وكشف كنج أن المشروع يتم تنفيذه بدعم من أكاديميين في جامعة إسطنبول التقنية (حكومية)، وأن المتحف سيكون الأول من نوعه على صعيد التعريف بالمضيق في البلاد.

ونوه كنج أن أعمال البنية التحتية الخاصة بالمتحف قد جرى استكمالها، ومساحته 5 آلاف متر مربع، وسيكون ضمان المبنى الجديد لبلدية صاري يير.

وتابع قائلًا: “بدأنا بجمع كافة البيانات المتعلقة بالمضيق.. وأسسنا وقفًا خاصًا بالمتحف، كما فرغنا من تحديد قائمة الخبراء والموظفين الذين سيتولون مهامًا مباشرة في المتحف”.

ولفت كنج أن عملية جمع وتخزين المواد والمعروضات الخاصة بالمتحف جارية على قدم وساق، وأن البناء سيكون جاهزًا لاستقبال الزوار خلال عام ونصف العام كحد أقصى

الأناضول

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.