خطف الرئيس اردوغان عبر سفن حربية.. وسفن سي اي ايه في الانتظار.. نوصي حلفاؤنا ان لا ينسوا فقد ولى زمن حبس تركيا

الطريق واضح وصريح بالنسبة لتركيا٬ ستكتمل خطة الدفاع التي بدأت في عفرين وسيشكل درع تركيا من عفرين وحتى حدود إيران، مهما عارضت أي دولة أو جبهة  حول العالم.

لا يمكن بأي حال من الآن فصاعدًا التسويق تحت أيّ خطاب سياسي لمخططات ضرب تركيا من الداخل والخارج٬ كما لا يمكن إخفاء هذه المخططات بأي عرض أو اتفاق ثنائي أو متعدد الأطراف.

سنشكل علاقاتنا مع الولايات المتحدة والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي (ولا أقول الاتحاد الأوروبي لأنه سينحلّ قريبًا) وبعض الدول العربية بالكامل، وفق الأولويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والمخططات الاستراتيجية المستقبلية التي تضعها تركيا.

وما عفرين إلا بداية: التقدم حتى حدود إيران
نوصي حلفاءنا السابقين أن ينسوا إلى الأبد توقعاتهم لرؤية “تركيا المحكوم عليها بالتبعية أحادية الطرف”، فلقد ولى زمن “حبس تركيا من جديد وراء قضبان المحور الأطلسي” ومراوغتها مجددا بأكاذيب “الحليف الاستراتيجي” وتفعيل آلية الوصاية عليها التي استمرت على مدار القرن الماضي. ذلك أن صفحة القرن العشرين طويت إلى الأبد بالنسبة لتركيا، وبدأت مرحلة الصعود الكبير لتركيا القرن الحادي والعشرين.

لقد نفذت عملية غصن الزيتون في عفرين للتصدي لأكبر مؤامرة دولية استهدفت إعادة وضع تركيا قيد الرهن؛ إذ أفشلت مخططات السيطرة المصيرَ التركي عن طريق الحصار والتهديد والترهيب. ما حدث ليس إلا بداية سيعقبها عمليات تنظيف، وإنشاء خط دفاعي في المناطق الواقعة شرق عفرين مثل منبج وعين العرب وتل أبيض في سوريا وسنجار وقنديل في شمال العراق.

إن الهدف الاستراتيجي بالنسبة لنا هو الخط الشمالي الواقعة من البحر المتوسط غربا إلى حدود إيران شرقا، وسنقضي على التهديد الذي يُحدق ببلدنا في ذلك الجزام الجغرافي.

لقد راوغونا “من الداخل” لأربعين عاما، فلن نمنحهم مهلة بفضل هذا “الحزام”
يجب تنفيذ هذا الأمر سريعا، لأن تركيا لا تملك الوقت أو الصبر لمائة عام لتمنحه لهذا الحزام. وكذلك لأننا سنشهد بداية تصفية حسابات عالمية أكبر، وسيعاد رسم ملامح المنطقة، وستمحى بعض دول المنطقة من على الخريطة، وستخوص تركيا كفاحات أكبر لتحجز لنفسها مقعدا في قلب مجموعة القوى العالمية الجديدة التي ستتشكل.

لقد استهدفوا بلدنا من الداخل بالإرهاب على مدار 40 عاما، فاستنفذوا طاقتنا بالكامل، ما أفضى إلى إيقافنا بالداخل، لكننا لن نسمح لهم اليوم بمهاجمتنا من خارج حدودنا مباشرة لمدة عشر سنوات مقبلة وحصارنا وإشغالنا بهذا الحزام الإرهابي من أجل إيقاف تقدمنا.

كما سننتزع من بين أيديهم فرصة إيقافنا عن طريق حصارنا من الداخل. وعلينا أن نبرهن للعالم أجمع على أن الجينات السياسية التركية المستمرة منذ أيام الدولة السلجوقية لن يكبح جماحها من خلال العمليات التي تنفذ من الداخل أو المحيط الخارجي القريب.

لم يعد هناك “مكافحة للإرهاب” أو خيار للدفاع الداخلي
لم تكافح تركيا الإرهاب في عفرين. فهذه ليست مسألة إرهاب لم يعد قضية بالنسبة لنا سواء في الداخل أو في محيطنا. لن تكون استراتيجيتنا في الكفاح كذلك كفاحًا ضد الإرهاب. فنحن ندافع عن بلدنا ضد هجمات حلفائنا السابقين، ونحاول القضاء على التهديدات التي تسير باتجاهنا من محيطنا.

إن هذا يعتبر كفاحا من أجل القوة على المستوى الإقليمي وجزءا من تصفية الحسابات بين القوى العالمية بقدر كونه دفاعا عن الوطن. ولن تستطيع تركيا كتابة تاريخ صعودها في القرن الحادي والعشرين دون أن تخوض هذا الكفاح. وأيّ شيء عكس هذا الكفاح وذلك الهدف يعد انتحارا وتدميرا وتمزيقا لتركيا. أي ليس أمامنا أيّ خيار آخر.

إن هذا هو ما علمته لنا الهجمات الدولية في غيزي بارك و17 – 25 ديسمبر و15 يوليو/تموز. ونعلم أنههم يعاودون الكرّة مجددا. وكانت الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل وبعض دول المنطقة جزءا من هذه الهجمات، وسيكونون كذلك مستقبلا. ولهذا فنحن نعلم أننا لن نلجأ بأي حال إلى أي خيار مثل الدفاع أو محاولة الإيقاف في الداخل، فقبل أن يحل التهديد بديارنا سنذهب إليه وسنواجهه حيث كان بقواعدنا وخططنا نحن.

حتى حدود إيران… الأناضول وطننا وجغرافيّتنا مصدر قوتنا
ولهذا السبب فمن غير المفهوم طرح نقاش من قبيل “ماذا ستفعل تركيا؟ أين ستدخل؟ ماذا بعد عفرين؟” كل هذا سيحدث، ولن نتردد أبدا حتى نطهر هذا الحزام بالكامل. ويجب أن يعرف ذلك كل من حكومتي الإمارات والسعودية وكذك الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل. والأهم من ذلك أنه يجب على شعبنا أن يعلم أننا لن نبخل بأي تضحية أو نتردد أبدا في الدفاع عن هذا البلد مهما كان الثمن.

إن هذه هي منطقتنا التي تعتبر ذاكرتنا وهويتنا بقدر ما يعتبر دفاعنا عن الأناضول وطننا من خلال “المقاومة الشرسة”. ولن يستطيع أحد أن يصيغ نظرتنا إلى منطقتنا أبدا.

لن يستطيع أحد تهديدنا من المنطقة التي تعتبر بيتنا. إن نقطة تحركنا الوحيدة هي تاريخنا السياسي؛ إذ نسعى لأن نبدأ من هذه النقطة ونرسم خريطة طريق للقرن الحادي والعشرين. وليتأكد أصدقاؤنا وليثقوا بذلك، كما وليتأكد منه أعداؤنا وليقبلوا أنه من المستحيل أن يجعلوا هذا البلد يركع مهما جربوا من سيناريوهات.

لقد بدأ شدّ الرحيل
أقولها ثانية: مهما قال القائلون، فإن تصريحات الرئيس أردوغان تشير بشكل صريح إلى ما سيحدث مستقبلا، ويكفي الرجوع إلى التصريحات التي أصدرها خلال الأسبوع الأخير. وفي الواقع، ليس هناك شيء لإخفائه.

لقد انطلقنا وبدأت غزوة المائة عام. لم يحقق هذا الشعب النصر بسهولة أبدا، ولم يكتب التاريخ بإحسان البعض، بل إنه يتمتع بهوية وجينات تاريخية وسياسية اكتسبها بعد سلسلة من الكفاحات الصعبة، وسيشهد العالم من جديد هذا الصعود التاريخي.

كان “غولن” سيخطف أردوغان إلى البحار المفتوحة
انتبهوا إلى العنوان الرئيسي لجريدة يني شفق اليوم. لقد كشف النقاب عن أن المنتسبين إلى منظمة غولن الإرهابيّة داخل القوات البحرية التركية تمركزوا ليلة 15 يوليو/تموز على متن 30 سفينة عند النقاط التي سيمرّ منها الرئيس أردوغان، وأنهم بحثوا عنه، كما استعدوا للهجوم كما فعلت الطائرات الحربية التي قصفت مبنى البرلمان، وأنهم تجهزوا في حالة نجاح محاولة الانقلاب لاختطاف أردوغان وجميع المرافقين له ونقلهم على متن السفن الحربية إلى البحار المفتوحة واحتجازهم هناك لأشهر.

لقد ألفنا هذا النوع من السيناريوهات…
لقد أسسوا مراكز التعذيب عقب احتلال العراق عام 2003 في بغرام وأبي غريب وتايلاند وإسرائيل ومصر ورومانيا وصحاري أفريقيا والغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا. كما ارتكبوا أكبر جريمة بحق الإنسانية في التاريخ بالتوقيع على اتفاق سري عقد في باريس ووقع عليه 30 بلدا، ليعلنوا الحرب على العرق البشري.

كان الشباب يختطفون في شتى بقاع العالم ليعذبوا بحجة الإرهاب، ولم تكن أسرهم تعلم عنهم شيئا بعد اختطافهم. أعقب ذلك الكشف عن طائرات التعذيب التابعة للسي آي ايه. لقد كنت من الذين سمعوا بذلك للمرة الأولى. واليوم عينت حينا هاسبل، التي كانت إحدى من أدار هذه الفعاليات، على رأس سي آي ايه.

تذكروا سفن سجون سي آي ايه غير القانونية؛ للتعذيب المحظور في المحيط
حدث شي آخر خلال تلك الفترة. كانت ناقلات النفط تختفي في منطقة جنوب شرق آسيا. لقد بدأت عمليات “القرصنة”، وكان العالم يتحدث حول قراصنة البحار. كتبت حينها مقالات قلت فيها “الاستخبارات الأمريكية هي التي تخطف السفن لتحويلها إلى سجون بحرية متحركة في مياه المحيط المفتوحة التي لا تسري بها قوانين أي دولة. فهم يحتجزون الأشخاص الذين وصفوهم بالإرهابيين في سجون تلك السفن”. ولقد ظهرت هذه الحقيقة بعد سنوات، حتى أن هذه السفن كانت مادة لأحد الأفلام السينمائية.

كانت الاستخبارات الأمريكية تنفذ عمليات قرصنة وتدير سجون متحركة على متن سفن في المحيطات المفتوحة التي لا يسري بها قانون أي دولة كي تنجو بنفسها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

أين كانت سفن سجون سي آي ايه تنتظر تلك الليلة؟
أليس من الواضح من صاحب فكرة خطف أردوغان وفريقه والمحيطين به ليلة 15 يوليو/تموز ونقلهم إلى المحيط؟ أليس من الواضح من أصدر تعليمات كهذه إلى منظمة غولن الإرهابيّة؟ أهناك شك في أننا نواجه حربًا شرسة؟

لم يكن أردوغان والمقربون منه فقط هم هدف هذه الخطة القذرة، بل ربما كان مئات أو آلاف من المؤيدين والداعمين لهذا الفكر السياسي سينقلون بالطريقة ذاتها إلى السجون على متن السفن، ولعل تلك السفن كانت قد رست في المحيط الهندي بانتظار من سينقلون من تركيا.

إننا في خضم كفاح شرس، ولهذا نطلق عليه لقب “تصفية حسابات القرن”.

ابراهيم كراجول ـ يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.