كواليس اجتماعات منتصف الليل.. كيف اتخذ أردوغان قرار الانتخابات؟

انقلب هدوء الاروقة السياسية التركية مساء الثلاثاء رأس على عقب، وبدأت حركة متسارعة من اللقاءات والاتصالات، وصولا لاتخاذ الرئيس رجب طيب أردوغان قرارا بتبكير الانتخابات، وأبقاه سرا.

وقد تكثفت الاجتماعات واللقاءات في انقرة بعد دعوة رئيس الحركة القومية دولت بهتشلي لانتخابات مبكرة، واجتمع الرئيس التركي مع موظفيه ومساعدين للتشاور، في لقاءات استمرت حتى منتصف الليل.
وانتهت الاجتماعات بقرار اجراء انتخابات مبكرة في 24 يونيو القادم.
وكان بتهشلي دعا خلال اجتماع لكتلته البرلمانية يوم الثلاثاء الماضي لاجراء انتخابات مبكرة. وهو ما تم الاتفاق عليه في لقائه مع أردوغان في اليوم التالي لمدة نصف ساعة في القصر الرئاسي في انقرة، وخرج الرئيس في تمام الساعة 15:30 ليعلن للصحفيين النبأ.

وبحسب بموقع خبر ترك  فان الرئيس اردوغان أجرى تقييما لدعوة بهتشلي تبكير الانتخابات ل26 اغسطس المقبل خلال اجتماع له مع مجلس الامن القومي و مجلس الوزراء.
وخلص التقييم إلى اعتبار الرئيس اردوغان ومعاونيه اجراء الانتخابات في 26 اغسطس المقبل هو وقت متاخر جدا .
وباعتبار أن لجنة الانتخابات العليا تحتاج مدة 40 ل 45 يوم للتحضير للانتخابات , ومع اخذ شهر رمضان (يبدأ منتصف مايو) بعين الاعتبار اصبح تاريخ 24 يونيو هو الاكثر ملائمة .

وكنتيجة لهذه التقييمات والاجتماعات تقرر موعد اجراء الانتخابات المبكرة في 24 يونيو القادم.

وأتت هذه الخطوة بعدما دأب المسؤولون الأتراك مرارا، ومن بينهم أردوغان، خلال الأسابيع الماضية، على نفي “الشائعات” عن تنظيم انتخابات مبكرة.

لكن حسب باحثين سياسيين أتراك، فإن التبكير بإجراء الانتخابات المبكرة للاسباب التالية.

ـ لاستباق أي تدهور اقتصادي كبير٬ في ظل انحدار الليرة التركية الامر الذي يؤثر سلبا على فرصة فوز اردوغان لو لم يجر تبكير الانتخابات.

– ان التبكير في الانتخابات جاء قبل ان ينسى الشعب انتصار الجيش في عملية غصن الزيتون التي اطلق شرارتها الرئيس اردوغان٬ اذ يشكل هذا الانتصار رافعة انتخابية كبيرة.

– يسعى الرئيس اردوغان بخطوة الانتخابات المبكرة إلى “مباغتة الأحزاب الأخرى”، فالوقت المتبقي لإجراء الانتخابات ٦٦يوما، وهذا غير كاف لأي حزب لتجهيز مرشح يستطيع منافسة الرئيس الحالي.

– لا يوجد حاليا اي منافس قوي لاردوغان في الانتخابات الرئاسية وبالتالي تبكيره للانتخابات يضمن فوزه بسهولة.

-تتداول وسائل اعلام محلية معلومات استخباراتية وصلت الى الرئيس اردوغان تشير الى تحضير حملة منظمة داخلية وخارجية تهدف الى زعزعة شعبيته امام شعبه والعالم٬ لكن الرجل نفذ ضربة استباقية وقطع الطريق على خصومه واعدائه على تنفيذ مخططهم.

من جانبه قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الأربعاء، إن التطورات الداخلية والخارجية دفعت بلاده إلى اتخاذ قرار إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في 24 يونيو / حزيران المقبل، بدلا من موعدها المقرر في 3 نوفمبر / تشرين الثاني 2019.

وأوضح يلدريم في مؤتمر صحفي بأنقرة، أن بلاده اتخذت القرار المذكور لـ “تطلعات المواطنين لدخول بعض بنود التعديلات الدستورية (التحول إلى النظام الرئاسي) حيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن، والقضايا الأمنية والتطورات الجيوسياسية التي تواجه البلاد”.

وأشار إلى أن مستقبل البلاد والشعب أهم بكثير من مستقبله السياسي.

وأعرب عن تمنياته بالتوفيق لجميع الأحزاب السياسية.

ترجمة وتحرير تركيا الان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.