بالحب والعشق.. مياه نبع “أنتونينلر” التركي تواصل تدفقه منذ 1800 عام

في مدينة “ساغالاسوس” الشهيرة باسم “مدينة العشاق والأباطرة”، جنوب غربي تركيا، تواصل مياه نبع “أنتونينلر”، تدفقها بالعشق والحب منذ ألف و800 عام.

نبع تقول الأساطير إن الشرب من مياهه يساهم في زرع المحبة بين البشر، وما بين الواقع والأسطورة، يتدفّق السياح على المكان من جميع أنحاء العالم، باحثين عن سرّ المحبة.

وفي عام 2009، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو”، “ساغالاسوس” الأثرية الواقعة في ولاية بوردور (جنوب غرب)، ضمن لائحتها المؤقتة للتراث الثقافي، حيث يعود تاريخ إنشاء المدينة إلى نحو 3 آلاف عام قبل الميلاد.

وتضمّ المدينة الأثرية مبان بارزة من الطراز العمراني الروماني، يأتي في مقدمتها نبع “أنتونينلر” الذي تنساب مياهه منذ مئات السنين، ما يجعل مدينة ساغالاسوس تنفرد بهذه الميزة عن سواها من المدن الأثرية الأخرى.

وخضع محيط النبع لعملية ترميم واسعة شملت تجميع 4 آلاف حجرة منه.

ويقع النبع الأثري على ارتفاع ألف و750 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويعتبر واحدا من أهم الينابع النشطة حتى يومنا هذا، ما يجعله محط اهتمام معظم السياح الوافدين إلى مدينة ساغالاسوس الأثرية.

وفي تصريح للأناضول، قال رئيس فريق الحفريات في المدينة الأثرية، البروفيسور البلجيكي، جيرون بوبلومي، إن “نبع أنتونينلر يعد من أهم الأماكن الأثرية في ساغالاسوس”.

وأضاف أنه تم اكتشاف النبع في عهد رئيس فريق الحفريات الأثرية السابق، البروفيسور مارك وايلكينس، لافتا إلى أنه اُفتتح أمام الزوار اعتبارا من عام 2010.

وأردف أن مبنى النبع تعرض لهدم قسم كبير منه، ما استدعى إعادة تجميع حوالي 4 آلاف حجرة منه، لافتا إلى أن هذه العملية استغرقت وقتا طويلا.

وموضحا الجزئية الأخيرة، قال إن عدم وجود صورة قديمة لشكل النبع، أجبر الفريق السابق على إجراء الكثير من الأبحاث لإعادة بناء النبع بالشكل الأنسب، مؤكدا على أن جهود لجنة البروفيسور مارك أفضت إلى شكل النبع الحالي.

ونوّه إلى أن أهالي ساغالاسوس قاموا بتشييد مباني ضخمة بهدف إبراز قوتهم، وأن الكتابات تشير إلى أن أكبر عائلات المدينة هي من بنت النبع بين عامي 160 و180 ميلادي، في عهد الإمبراطور “أنتونينلر”.

وأشار بوبلومي إلى أن عدد الينابيع النشطة في المدن الأثرية القديمة حول العالم يبلغ 3 فقط، 2 منها في ساغالاسوس، أولها نبع صغير يعود إلى العصر الهلنستي، والثاني هو نبع أنتونينلر، في حين أن الثالث يقع في اليونان.

وقال إن “الأساطير تشير إلى حكايات متعددة حول مياه النبع، إذ يُعتقد بأن الشرب منها تجعل الإنسان عاشقا، ولقد شربت منها وأصبحت عاشقا بالفعل، وبصفتي باحثا لا أملك تفسيرا علميا حول الأمر”.

وأكد بوبلومي على أن ساغالاسوس تتمتع بمخزون أثري واسع، وأن أعمال فريقهم للعام الحالي بدأت خلال يوليو/ تموز الماضي، ويضم نحو 100 شخص.

ولفت إلى ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى المنطقة، خاصة نهاية كل أسبوع، متوقعا أن يصل عددهم خلال الموسم السياحي الحالي إلى 50 ألف زائرا.

وفي سياق متصل، أعربت السائحة القادمة من إسطنبول، مروة جان، للأناضول، عن إعجابها الشديد بمدينة ساغالاسوس الأثرية، وخاصة نبع “أنتونينلر”.

واعتبرت أن المكان “جميل جدا لدرجة أن الكلمات لا تكفي لوصفه”.

الاناضول
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.