“تل العرائس”.. بانوراما إسطنبول ساحرة السياح العرب

على مقاعد خشبية وشرف من الحديد، يصطف آلاف السائحين العرب يومياً، في منطقة “تل العرائس” بإسطنبول، للالتقاط صور تذكارية من أعلى قمة في المدينة صاحبة الإطلالة البانورامية الساحرة.

“تل العرائس” (شاملجا بالتركية) تعتلي إسطنبول من جهتها الشرقية وتطل عليها، فيأتي السياح من كل حدب وصوب، لمشاهدة المدينة الساحرة بأحيائها التاريخية والمعاصرة.

التاريخ والحاضر، والجسور المعلقة التي تزين سماء المدينة، وبحر مرمرة، ومئات المآذن المترامية الأطراف على المدينة، وعشرات الغابات، والأحياء القديمة، كلها مُجتمعة ترسم جدارية أمام الزائرين.

أما مشاهدة وسائل النقل البحري والجوي، فيستطيع السائح رؤية هبوط الطائرات وإقلاعها، كما يمكنه مشاهدة السفن التجارية والسياحية.

وبقدر كبر المدينة، فـ”تل العرائس” تجعلها صغيرة جداً، لذلك تجد العشرات من المناظير التي يمكن للزائرين من خلالها رؤية مضيق البسفور والمنطقتين الأوربية والآسيوية وجسري البوسفور عن قرب.

وما يميز المنطقة، إطلالتها الفريدة والرائعة على الطرفي الآسيوي والأوروبي للمدينة، فالجهة الغربية مطلة على الشق الأوروبي مع بحر مرمرة، والقليل من الطرف الآسيوي، أما الجهة الشرقية، فهي مطلة على ما تبقى من المدينة.

ويعتبر “تل العرائس” من المناطق المميزة لعشاق الطبيعة، ويمكن للسائح التجول في حدائق المنطقة، حيث توجد مسارات مخصصة لذلك.

وفي أعلى التل، ستجد العشرات من المقاهي والمطاعم المطلة على المدينة، والتي تجذب السياح من خلال أطيب أنواع الطعام التركي.

في أحد جوانب التل يقف أشخاص بدت ملامحهم أقرب للخليجية، وهناك وقَفَ مغاربة يتابعون مشهد المدينة الساحرة، وإلى جانبهم أتراك جلسوا يتجاذبون أطراف الحديث.

السائح السعودي “سلطان السلطان”، يقول للأناضول، إن “المكان جميل، وإطلالته على مضيق البوسفور والجزءين الأوروبي والآسيوي رائعة للغاية، والخدمات متوفرة دائما”.

ويعبر “السلطان” عن إعجابه بالمكان: “بصراحة، إنه ساحر جدا، ويكفي اختيار العرائس في حفلات زفافهم هذا المكان دليل على جماله”.

ويضيف “استمتعنا حقيقة بالتقاط الصور الجميلة على الإطلالة الرائعة، ونحن هنا منذ حوالي أسبوع تقريبا. تركيا بلد جميل والأسعار مناسبة”.

أمّا السائح السوداني “عباس أحمد”، فيقول إن “المنطقة جميلة ولا يمكن وصف جمالها وإطلالتها الرائعة على هذا المسجد الجديد (سيحمل اسم بيوك تشاملجا)”.

ويضيف: “الطقس معتدل وبارد، وكمية السياح الذين يزورون المنطقة كلهم يتكلمون عن جمالها؛ لأنه من هنا ممكن رؤية أغلب جهات إسطنبول على الخليج أو على المضيق”.

الشيف التركي “محمد أكدمير”، الذي يعمل في أحد المطاعم هناك، يقول إن “مطعمنا يطل على أجمل المناطق في إسطنبول من قمة بيوك تشاملجا”.

ويضيف: “نحن نقدم الفطور الأناضولي، وألذ أنواع الأطعمة من الطبخ العالمي لسائحينا وضيوفنا من الشرق الأوسط”.

ويؤكد سعيهم لتحقيق رغبات زبائنهم الذين جاؤوا من البلدان العربية: “بدأنا تحضير أطعمة من منطقة الشرق الأوسط على قائمة أطعمتنا، التي يقبل عليها الأتراك أيضا”.

ويتابع: “هكذا يستطيع السائحون العرب الحصول على طعامهم المفضل في أجمل مناطق إسطنبول، ونحن نفخر باستقبالهم دائما”.

ومع دخول صيف 2018، بدأ عشرات آلاف العرب بالتوافد إلى تركيا لقضاء العطلة الصيفية في عموم الولايات.

وتعد تركيا الوجهة السياحية الأولى في دول الشرق الأوسط، نظرا لانخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية.

وتجمع تركيا ميزات، تجمع بين سياحة الأعمال والمؤتمرات وسياحة الشواطئ والسياحة الثقافية والدينية، وسياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية.

وتسمح القوانين التركية بالإقامة في تركيا من 30 إلى 90 يوما، دون الحاجة إلى تأشيرة سياحية لعشرات الدول، وهذا له دور كبير في استقطاب السياح.

وفي 2017، احتلت تركيا المركز السادس عالميا من حيث استقطاب السياح، إذ بلغ عددهم نحو 39.9 مليونا، في حين بلغت عائدات السياحة في العام ذاته، نحو 26 مليار دولار أمريكي.

 

.

م.الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.