دونالد ترامب في حقل ألغام

تحت العنوان أعلاه، نشرت “كوريير” للصناعات العسكرية لقاء مع كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة وكندا، حول مواجهة كثيرين لفكرة ترامب “أمريكا عظيمة”، وما قد ينتظره.

وجاء في الحوار الذي أجراه مارك سوركين، مع الأستاذ في العلوم الاقتصادية فلاديمير فاسيليف:

يقال إن البنتاغون حصل على تعليمات لترتيب خروج الولايات المتحدة من الناتو؟

الأحداث التي تجري في أمريكا اليوم استثنائية للغاية. على سبيل المثال، ما أدهشني شخصيا في مجموعة القوانين المتعلقة بمواجهة روسيا، التي اقترحها مؤخرا ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، نقطة واحدة، وهي أن التصديق أو الإذن بانسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الاطلسي يحتاج إلى أصوات ما لا يقل عن ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. السؤال هو، لماذا الآن تطرح هذه المسالة، وإلى أي درجة هي مسألة ملحة؟ إنما ترامب، على ما يبدو، يعتزم بالفعل إطلاق هذه العملية…والسؤال هل ممكن أن يتكرر ما حدث في الاتحاد السوفيتي (لجنة الطوارئ ضد غورباتشيوف، أغسطس 1991).

هل ترى تماثلا بين التناقضات داخل (قيادة) الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينات والولايات المتحدة حاليا؟

كل ما يحدث في واشنطن يمكن أن يسمى بانقلاب زاحف. على سبيل المثال، يعلن ترامب فجأة أنه مستعد “لإغلاق” الحكومة الفدرالية، أي منع أنشطتها. قد يكون سبب ذلك هو عدم اعتماد ميزانية. يطلب ترامب أموالًا إضافية لبناء جدار مع المكسيك، مجلس النواب يوافق على تخصيص خمسة مليارات دولار، بينما مجلس الشيوخ يوافق على مليار ونصف فقط. لا يحصل ترامب على خمسة مليارات، فيغلق الحكومة. لكن هذا ليس عذرا، إنما رقم تافه، ثلاثة أو أربعة مليارات، من ميزانية تبلغ نفقاتها 4.5 تريليون دولار، لا تغلق بسببه الحكومة. هناك لعبة “كاسحة ألغام” تحتاج فيها إلى تحديد مكان الألغام. ولدي انطباع بأن أحدا ما في واشنطن بدأ يزرع هذه الألغام تحت ترامب. وفي الوقت نفسه، فإن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الرئيس الأمريكي لجأ إلى الشعب، فهو في الواقع يعيد إطلاق حملته الانتخابية، ويحاول مرة أخرى أن يحرّض الناخبين ضد هياكل السلطة. فإلامَ يمكن أن يؤدي ذلك؟

المصدر: rt

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.