تركيا: لن نسمح بحدوث هذا الامر على الاطلاق

قال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الأربعاء، إن بلاده لن تسمح على الإطلاق بظهور كيان إرهابي يستهدفها، شرق نهر الفرات، شمالي سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده قالن، عقب اجتماع لأعضاء الحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وشدد المتحدث أن كل دعم يقدم لتنظيم “ب ي د/ي ب ك”، هو كذلك لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية، بشكل مباشر أو غير مباشر.

وتابع: “لا يمكن أبدًا قبول حجة أن التدابير المتخذة ضد أهداف ب ي د/ي ب ك، وبالتالي بي كا كا، من شأنها إضعاف عملية مكافحة تنظيم داعش الإرهابي”.

وأكد قالن أن بلاده تتطلع بالدرجة الأولى إلى أن تنهي الولايات المتحدة، حليفتها في إطار حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وشريكها الاستراتيجي، كامل ارتباطها مع “ب ي د” و”ي ب ك”، اللذين يمثلان امتدادا سوريا لمنظمة إرهابية.

وأضاف أن محاولات واشنطن شرعنة “ب ي د/ي ب ك” وإظهار أنه منفصل عن بي كا كا “غير مجدية”.

من جهة أخرى، أعلن المتحدث أن عدد الدول، التي أغلقت فيها مدارس منظمة “غولن” الإرهابية، بلغ 21 دولة.

وتابع أن ذلك يشكل “نجاحا كبيرا للدبلوماسية التركية”.

وأضاف: “رسالتنا للبلدان التي توفر الحماية والرعاية لتنظيم غولن، وتفتح المجال له وتتجاهل أنشطته التخريبية أن تتخذ موقفا واضحا منه”، باعتباره تنظيمًا إرهابيا.

وأكد أن “كل دعم يقدم لـ”ب ي د/ ي ب ك” هو بشكل مباشر أو غير مباشر دعم لمنظمة بي كا كا الإرهابية. هذا يبنطبق على الوضع في شرقي الفرات ومناطق إدلب وعفرين وجرابلس (بسوريا)، وبالنسبة لجبال قنديل ومنطقة مخمور بالعراق.. أيا كان فإن موقفنا بهذا الخصوص واضح جدا”.

وأشار قالن إلى أن اجتماع اليوم تناول على نطاق واسع مكافحة الإرهاب، لاسيما موضوع شرق نهر الفرات الذي يسيطر عليه تنظيم “ب ي د/ ي ب ك” الإرهابي شرقي سوريا.

وأضاف أنه تم خلال الاجتماع، بحث التطورات الأخيرة على الساحة، عقب القمة الرباعية حول سوريا التي عقدت بإسطنبول 27 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم باستضافة الرئيس رجب طيب أردوغان وبمشاركة نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأعرب قالن عن ارتياح بلاده من نتائج القمة الرباعية، منوها بمادتين مهمتين تمخضتا عن القمة إلى جانب المواد الأخرى وهما، تحويل التفاهم حول وقف إطلاق النار بإدلب إلى وقف دائم لإطلاق النار، والعمل لتشكيل لجنة صياغة الدستور في سوريا بأقرب وقت.

كما أكد أن الاجتماع بحث أيضا العقوبات الأمريكية على طهران وكيفية تأثيرها على تجارة تركيا معها والعلاقات التجارية بين البلدين.

وشدد قالن على عزم تركيا عبر جميع مؤسساتها، مواصلة مواجهة التهديدات الإرهابية أيا كانت مصادرها.

وأوضح أن تركيا لا تميز بين تنظيم إرهابي جيد وآخر سيئ، وأن أنقرة ستواصل مكافحتها لـ “ب ي د/ ي ب ك” الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية، وتنظيمات “داعش” و”DHKPC” و”غولن” و”القاعدة” الإرهابية.

ورفض قالن الادعاءات التي تسعى لخلق تصور بأن العمليات التركية ضد “ب ي د/ ي ب ك” وبالتالي “بي كا كا” تضعف مكافحة داعش في بلدة “حاجين” بمحافظة دير الزور السورية معتبرا إياها تهدف لتشتيت الانتباه.

وأكد أن العمليات ضد داعش تدعمها تركيا في إطار مكافحة التنظيم، إلا أن المشكلة تكمن في تسيير التحالف الدولي لمكافحة داعش، العمليات ضد التنظيم عبر تنظيم إرهابي آخر وهو “ب ي د/ ي ب ك”.

ودعا قالن الدول التي تتعامل مع “ب ي د/ ي ب ك” الإرهابي وتدعمه إلى إعادة النظر في مواقفها بهذا الخصوص.

وأعرب قالن عن رفض بلاده بشدة الحملات التي تهدف لخلق تصور حول أن تركيا لا تكافح داعش، وقال إن بلاده هي التي حاربت التنظيم في الصفوف الأمامية بمدينتي جرابلس والباب في محافظة حلب شمالي سوريا وطهرتهما من التنظيم.

وأشار قالن إلى حجم التجارة بين تركيا وإيران والبالغ 10 مليارات دولار، وأن أنقرة ستواصل مفاوضاتها فيما يخص التجارة مع إيران، للحيلولة دون تضرر اقتصادها وقطاع الطاقة لديها من العقوبات الأمريكية.

ولفت إلى أن المباحثات بشأن تجارة الطاقة وبقية الأنشطة التجارية بين إيران والدول المستثناة من العقوبات الأمريكية ضد طهران، لمدة 6 أشهر لا تزال مستمرة وسيتم الإعلان عن تفاصيلها حين تتضح.

وفي رده على سؤال حول إعلان الولايات المتحدة مكافأة مادية لمن يدلي بمعلومات حول قياديين بمنظمة “بي كا كا” الإرهابية، أكد قالن أن تلك الخطوة إيجابية ومتأخرة بنفس الوقت.

وأضاف: “الولايات المتحدة تعتبر بي كا كا منظمة إرهابية منذ عام 1997، فهؤلاء القياديين ليسوا إرهابيين حديثا، وإنما لسنوات ضمن قيادات المنظمة، ففي وقت نحن نكافح فيه المنظمة، لم نر أي تعاون يفضي إلى نتائج مرجوة من قبلنا من الولايات المتحدة أو حلفائنا الأوروبيين”.

وشدد أن المشكلة الأساسية تنبع من عدم اعتبار الولايات المتحدة “ب ي د”، و”ي ب ك” كتنظمين إرهابيين. لافتا إلى أن كافة التقارير الاستخباراتية للولايات المتحدة سابقا اعتبرت التنظيمين السابقيين أنهما “ذراع بي كا كا في سوريا”.

وبين أن جهود الولايات المتحدة حاليا حيال اعتبار “ب ي د”، و”ي ب ك” كتنظيمين مشروعيين، ولا علاقة لهما بالإرهاب، ومنفصلين عن “بي كا كا”، تعد مساع عقيمة، ولا يمكن إقناع تركيا بذلك.

وأوضح أن الجميع يعلم أن “ب ي د”، و”ي ب ك” يتلقون تعليماتهم من جبال قنديل (معقل بي كا كا)، ومن القيادات التي أعلنت واشنطن مكافأة مادية لمن يدلي بمعلومات عنهم.

وشدد أن موقف تركيا لن يتغير إزاء “ب ي د/ ي ب ك”. معربا عن تطلعات تركيا من حلفائها الوقوف إلى جانبها بكل ما تعني الكلمة من معنى في مكافحتها كافة أشكال الإرهاب.

وفي إجابته على سؤال حول جدول أعمال الرئيس رجب طيب أردوغان خلال زيارته القادمة إلى العاصمة الفرنسية باريس، أشار قالن إلى أن أردوغان سيشارك يومي 10 و11 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي في اجتماع دولي بالعاصمة الفرنسية باريس بمناسبة مرور 100 عام على الاتفاقية التي أنهت الحرب العالمية الأولى تلبية لدعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال: “من المتوقع أن يشارك 70 رئيس دولة وحكومة، وسيكون للرئيس أردوغان لقاءات ثنائية مع بعض القادة هناك”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.