صحفي تركي: زلزال سيضرب القصر السعودي الأسبوع الجاري

أعتقد أن التسجيلات الصوتية الخاصة بلحظة قتل جمال خاشقجي وما جرى قبلها وبعدها ستنشر اعتبارا من اليوم.

ذلك أن النقاشات الدولية حول صدور تعليمات ترتيب هذه الجريمة الوحشية وارتكابها جعلت من ظهور “أدلة جديدة” أمرا لا مفر منه. ويبدو أن اليوم أو الأسبوع الجاري هو أنسب وقت لنشر هذه الأدلة.

محادثات بين مرتكبي الجريمة، محادثاتهم مع الرياض بعد ارتكابها، حوارات تثبت أن بن سلمان هو من أمر بنفسه بقتل خاشقجي، وربما دور الإمارات والاستخبارات المصرية في الواقعة، بل ومعلومات حول “مشاركة خبرة” الاستخبارات الإسرائيلية أو دور الولايات المتحدة في الجريمة.

هزات أرضية تهز القصر الملكي السعودي

إن هذا النوع من المعلومات يهز العالم ويؤدي إلى زلازل في المنطقة ويقلب القصر الملكي السعودي رأسا على عقب ويؤدي إلى أوضاع جديدة في كيان القوى الإقليمية.

أكتب منذ بداية الأحداث مقالات تؤكد أن بن سلمان هو العقل المدبر لهذه الجريمة، وأنه هو من أصدر الأمر بالقتل، وأن بن زايد هو الآخر شريك في الجريمة، وأن كل العالم حاليا يسعى لإنقاذ ولي العهد السعودي، ولهذا السبب فإنه يسعى بكل ما يملك من مال ونفوذ لينجو بنفسه.

مستحيل إنقاذ بن سلمان

لن تنفع محاولات التستر

لم تتغير قناعتي أبدا، فهذا هو المكان الذي ستؤول إليه الأمور، فولي العهد السعودي لن ينجو بنفسه من هذه الورطة مهما حاولوا التستر على الجريمة وجربوا مختلف أنواع المساومات، بل إن طرف الخيط سيقود إلى ولي العهد الإماراتي. فهذا شيء لا يمكن الحيلولة دون حدوثه.

ففي الوقت الذي كان كل شيء واضحا وكان الجميع يعلمون من أصدر الأمر بالقتل ومن نفذ الجريمة ومن يتبع هؤلاء الرجال وأن بن سلمان هو العقل المدبر لهذه الجناية الوحشية، فإنه حاول التستر على الواقعة. ونعلم جميعا أن الإدارتين السعودية والأمريكية تحاول التستر على الجريمة وأن المحور السعودي – الإماراتي – الأمريكي – الإسرائيلي يقود حملات مساومة وتشويه من أجل “إنقاذ” ولي العهد السعودي.

المساومة حتى حول قطر وغولن الإرهابية

ذلك أن القضية خطيرة

لقد وصل بهم الأمر إلى أنهم مستعدون للتفاوض بشأن أي قضية، بما في ذلك مسألة قطر أو منظمة غولن الإرهابية، من أجل إنقاذ ولي العهد مهما كلف الأمر. فقوى الشر التي وقفت وراء هجوم 15 يوليو تحاول الآن بشتى الطرق إنقاذ بن سلمان و”محور الشر” المقام حديثا في المنطقة ومخطط “الشرق الأوسط الجديد” الذي وضعوه بناء على رغباتهم.

فلو فشلوا في مسعاهم سيكون مخطط كبير قد فشل، وسيكشف النقاب عن كل الملفات السرية الخبيثة التي تورطوا فيها حتى اليوم من اليمن إلى سوريا والعراق ومن مصر إلى الصومال ومن إيران إلى تركيا. وحينها سنرى أن القضية لا تقف عند مقتل خاشقجي، بل أن هناك أشياء أكثر خطورة، وأن هناك مخططات تدميرية كبيرة ستفضي إلى دمار منطقتنا بالكامل.

نواجه “شر كبير”

إنهم أصحاب الجبهة التي تصدينا لها قبل قرن

ولهذا فإن ما نناقشه في هذا المقام ليس قضية جمال خاشقجي فحسب، بل نناقش الأمور المتعلقة بممثلي السيناريو الخطير، بقدر خطورة قضية خاشقجي، الذي يستهدف المنطقة كلها ونحاول الكشف عنهم أمام الجميع. نعلم جيدا أنهم يسعون لإشعال فتيل حرب إقليمية.. لتصفية الحسابات مع تركيا.. لتنفيذ سيناريوهات انقلاب جديد في تركيا.. لإحداث حروب أهلية جديدة في بعض دول المنطقة.. لفرض المخططات الأمريكية – البريطانية – الإسرائيلية على المنطقة.. للانتقام ممن يقف أمامهم ويتصدى لهم.

لقد أعادوا إقامة الجبهة التي وقفوا في خنادقها أمام الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى. فوليا العهد السعودي والإماراتي هما الممثلان الإقليميان لهذه الجبهة. فمن دمروا المنطقة قبل مائة عام ينفذون الآن كذلك مخطط هدم جديد، وهدفهم الأساسي هذه المرة كذلك هو تركيا.

سنشهد تطورات جذرية في المنطقة

وإذا كان الأمر كذلك، فإن القضية بالنسبة لنا ليست قاصرة على جريمة وحشية. فنحن نتابع هذه التطورات ونحاول الوصول للعدالة من أجل مستقبل بلدنا والمنطقة. نحاول مقاومة نوع جديد من مخططات الاستيلاء، وسنواصل المقاومة كذلك مستقبلا.

نشهد من خلال جريمة خاشقجي حدوث صراعات شرسة على المستوى العالمي، لا سيما في منطقتنا. ولم تسفر مساومات الولايات المتحدة والسعودية أو بعض الدول الأخرى الوسيطة عن أي نتيجة. وأما تركيا فلم يتغير موقفها منذ بداية الأزمة.

لا ريب أن هذه الجريمة والنقاشات التي تلتها مباشرة ستفضي إلى تغيرات جذرية في التاريخ السياسي للمنطقة وميزان القوى، لا سيما داخل المملكة. ذلك أننا نشهد عملية تصفية حسابات شرسة من خلال هذه الجريمة، ولا شك أن هذا الأمر سيؤدي إلى نتيجة ما وسينجم عنه تغيرات خطيرة.

ولماذا يفزع ترامب؟

لأن صهره متورط

ولماذا يفزع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ يفزع لأن صهره جاريد كوشنر متورط مع وليي العهد السعودي والإماراتي… بهذا الثلاثي أدار مساومات سرية حول مستقبل القدس، وحاول محو تركيا من خريطة المنطقة، ولا يزال يقود جميع الحملات السرية التي تستهدف تركيا ويحاول تحريض البعض في الداخل. كما أن هذا الثلاثي جعل السعودية أسيرة بين يدي إسرائيل، هذا فضلا عن المساومات السرية التي أدارها بشأن مكة والمدينة.

لقد تحولت جريمة خاشقجي إلى حالة تصفية حسابات داخلية حتى داخل واشنطن. فمعارضو ترامب أمسكوا طرف الخيط وشعروا أن لصهره دورا في الأمر، ولهذا فإنهم يهاجمونه دون هوادة.

أسبوع حرج

قضي أمر بن سلمان

إن البيان الذي أصدرته الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) حول أن “بن سلمان هو من أصدر أمر القتل” وتصريح ترامب الذي قال فيه “سيكشف هذا الأسبوع عمن قتل خاشقجي” يشيران إلى أن هذا الأسبوع سيكون أسبوعا حرجا بالنسبة لكل تصفية الحسابات هذه.

ولو بادرت تركيا كذلك بنشر التسجيلات الصوتية فإن هذا سيعني نهاية المشوار بالنسبة لبن سلمان. ولنقول من الآن أن الإدارة السعودية لو لم تعزل ولي العهد، حتى في ظل هذه الظروف، فإن المملكة ستواجه مصاعب كبيرة للغاية.

نسخة 15 يوليو السعودية:

بداية “الانقلاب المضاد”

أرى أن الأمر قضي بالنسبة لبن سلمان. كما أن هناك شائعات مفادها أن شقيقه كذلك متورط معه في الجريمة. ولهذا ربما نشهد زلزالا كبيرا داخل البيت السعودي. وربما تتحول وتيرة الانقلاب الداخلي الذي بدأ بتولي بن سلمان زمام الأمور، أي النسخة السعودية من انقلاب 15 يوليو، إلى ما يشبه “الانقلاب المضاد” خلال المرحلة المقبلة.

لكن اسمحوا لي تسجيل هذه الملاحظة:

لن يتغير أي شيء في هذه المنطقة دون كف تأثير ولي العهد الإماراتي كذلك. فهو العقل المدبر لكل هذه المصائب. ومن جانبنا سنواصل الكتابة عنه ومناقشة شخصيته وإماطة اللثام عن شروره.

اقرأ ايضا :  أردوغان يحاصر محمد بن سلمان

 

 

أن أعجبك الموضوع، شاركه مع أصدقائك!

.

تعليق 1
  1. مواطن يقول

    كلامك عظيم بالنسبه لي اقرأ كل شي تكتبه كل جمله وكل سطر له معنى عظيم عافاك الله من كل شي وسلمت يداك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.