صحيفة بريطانية: تركيا ستكشف اتصالات هامة بقضية خاشقجي

نشرت صحيفة “ميدل إيست آي” مقالا للكاتب ديفيد هيرست، تحدث فيه عن امتلاك تركيا تسجيلات هاتفية من القنصلية السعودية وإليها، سيتم الكشف عنها الواحدة تلو الأخرى، بحسب مصادر تحدثت للصحيفة.

وبحسب هيرست، فقد علمت “ميدل إيست آي”، أن تلك التسجيلات منحت تركيا صورة مفصلة عن العناصر والفرق التي شاركت في المهمة التي صدر الأمر بها من داخل المملكة العربية السعودية.

 تمتلك تركيا تسجيلات لمكالمات هاتفية من القنصلية السعودية وإليها وسوف تكشفها الواحدة تلو الأخرى كما علمت صحيفة ميدل إيست آي.

يتوفر لدى تركيا سجل كامل بالاتصالات التي جرت من داخل القنصلية السعودية ومن خارجها خلال الأسبوع الذي ارتكبت فيه جريمة قتل جمال خاشقجي بحسب ما صرح به مصدر تركي رفيع المستوى لصحيفة ميدل إيست آي. وسوف تستخدم تسجيلات الاتصالات لتدمير الرواية الأخيرة التي خرجت بها الرياض حول عملية القتل.

وعلمت صحيفة ميدل إيست آي أن تلك التسجيلات منحت تركيا صورة مفصلة عن العناصر والفرق التي شاركت في المهمة التي صدر الأمر بها من داخل المملكة العربية السعودية.

وقال المصدر إن محتويات هذه الاتصالات ستزيد الضغط على القيادة السعودية التي سعت لعزل نفسها عن الفضيحة.

وبحسب ما صرح به المصدر فإن تركيا تنوي تسريب المعلومات إلى وسائل الإعلام قطرة قطرة، كما كان ديدنها في ذلك منذ أن تعرض خاشقجي لعملية القتل الوحشية على يد فريق من خمسة عشر سعودياً في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول.
تبدأ المحادثات الهاتفية ذات العلاقة بمقتل خاشقجي، والتي اعترضتها المخابرات التركية، منذ أن حضر الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست إلى قنصلية بلاده لأول مرة في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول سعياً للحصول على أوراق طلبت منه لإتمام عقد زواجه.
بدأ الإعداد لخطة قتل خاشقجي، الذي طلب منه أن يعود إلى القنصلية بعد أربعة أيام، منذ لحظة مغادرته مبنى القنصلية، كما يقول المصدر.
وصرح المصدر لصحيفة ميدل إيست آي بالقول: “نعلم ما الذي حرى داخل القنصلية منذ اليوم الذي خطا فيه جمال إلى داخلها يوم الجمعة 28 سبتمبر/ أيلول، وإلى ثلاثة أيام بعد ارتكاب الجريمة في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول..

نعلم متى وصلت الفرق وماذا ناقشوا مع القنصل العام، وكيف جهزوا أنفسهم، وكيف وزعوا أنفسهم على مجموعات، وما هي المهمة التي كلفوا بها”.
ويبين المصدر أن المحادثات المفصلية كانت تلك التي جرت بين القنصل العام محمد العتيبة والملحق الأمني السعودي أحمد عبد الله المزيني.
ويذكر أن المزيني ظل طوال الفترة الماضية بعيداً عن الأضواء، ولا يعرف ما إذا كان واحداً من ضمن ما لا يقل عن واحد وعشرين متهماً تم توقيفهم داخل المملكة العربية السعودية.

إلا أن صحيفة صباح التركية، المقربة من الحكومة، وصفت المزيني بأنه العقل المدبر للخطة.

أوامر القحطاني

في اليوم الذي ارتكبت فيه جريمة قتل خاشقجي كانت هناك محادثة مهمة جرت مع شخص بعينه. وعلمت صحيفة ميدل إيست آي أن ماهر عبد العزيز مطرب، قائد فرقة الموت التي أرسلت لتصفية الصحفي، أجرى تسع عشرة مكالمة مع الرياض في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول.

وعلمت الصحيفة أن أربعاً من هذه المكالمات كانت مع سعود القحطاني أحد المساعدين المقربين من ولي العهد محمد بن سلمان.

وبحسب ما صرح به المصدر التركي الرفيع، فقد كان القحطاني يدير العملية من داخل مكتب ولي العهد نفسه.

إن الذي أجاز المهمة هو نائب رئيس جهاز المخابرات أحمد العسيري إلا أن العمليات كانت تدار بشكل مباشر من قبل القحطاني بحسب ما صرح به المصدر.

تمت إقالة العسيري والقحطاني من منصبيهما وورد اسماهما كمتهمين ضمن آخر رواية للمدعي العام السعودي تم الإعلان عنها يوم الخميس.

إلا أن ما يحير المصدر التركي هو معرفة المخابرات الأمريكية بالمحادثة الهاتفية التي تمت بين المطرب والرياض ويُسمع فيه رئيس فرقة الموت، فيما يبدو، وهو يقول “أخبر سيدك”، وذلك بعد موت خاشقجي.

وكانت هذه الجملة، التي رافقتها عبارة “لقد تمت المهمة”، قد نقلت إلى صحيفة نيويورك تايمز من قبل مسؤولين في المخابرات الأمريكية.

وقال مصدر ميدل إيست آي، الذي لديه اطلاع على المعلومات المتوفرة لدى تركيا حول قضية خاشقجي، إن المخابرات الأمريكية بما لديها من خبرات وتقنيات تجسس بإمكانها الكشف عن المزيد من محتويات التسجيل الصوتي الذي بات متوفراً لدى البلدين.

عندما زارت مديرة المخابرات الأمريكية، السي آي إيه، تركيا يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول، لإجراء مشاورات حول قضية خاشقجي، يبدو أنها وصلت وبرفقتها فريق من خمسة وثلاثين شخصاً.

وكان من بين هؤلاء خبراء في فك رموز التسجيلات، ولغويون، وأشخاص لديهم معرفة باللهجة السعودية، وفنيون بإمكانهم تحسين جودة الصوت، بحسب ما أفاد به المصدر.

تفاجأ ضباط المخابرات الأتراك حينما كشف نظراؤهم الأمريكيون عن محادثة “أخبر سيدك”، لأنهم في ما يبدو فاتهم الانتباه إليها.

ولكنهم، وكما يقول المصدر، أخبروا الأمريكيين بأنهم متأكدون تماماً تقريباً أن مطرب كان يتحدث مع القحطاني.

ويقول المصدر إن الأتراك سيستمعون إلى التسجيلات من جديد حتى يروا ماذا يمكن أن يكون قد فاتهم فيها غير ذلك.

إخفاء الدليل

لا ينتهي فهم الأتراك للتحركات والمخططات السعودية عند الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول..

بل إنه حسبما يشير المصدر، قامت الرياض في الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، أي بعد يوم واحد من المحادثة الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان، بإرسال رجلين إلى إسطنبول كلفا بطمس آثار الجريمة.

وفي ذلك يقول المصدر: “بعد المكالمة الأولى بين أردوغان والملك سلمان، قبل أردوغان عرض الملك سلمان بتشكيل تحقيق أمني مشترك. وبعدها مباشرة أرسل السعوديون فريقاً من خمسة عشر رجلاً، كان من بينهم اثنان كلفا بمهمة إتلاف الدليل”.

في عددها الصادر يوم الاثنين، نشرت صحيفة صباح تقريراً يفيد بأن كيميائياً اسمه أحمد عبد العزيز الجنوبي وخبيراً في السموم اسمه خالد يحيى الزهراني، كانا من بين فريق “طمس وتستر” يتشكل من أحد عشر شخصاً أرسلتهم المملكة العربية السعودية إلى إسطنبول في الحادي عشر من أكتوبر.

ولكنّ مصدر ميدل إيست آي يقول إن هذين الرجلين كانا جزءاً من فريق التستر والطمس الثاني، الذي وصل بعد المحادثة الهاتفية بين أردوغان والملك سلمان. ولم يتسن لصحيفة ميدل إيست آي التحقق بشكل مستقل من هذه المعلومة.

ويقول المصدر إن تركيا كانت تعلم بوصول هؤلاء الرجال وكانت على دراية بالمهمة التي جاءوا من أجلها.

 

 

 

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.